يا رسول الله

زادك من زاد الصبر بالطبع أجلـــــــد
وحظك من العز في العيون يطلب
كذا الخلق بالصبر يبقى صــــــبورهــــــم
ويذهب عنهم شأنهم ذاك حين ينضب
وعدت وعدك وفي الوعد مـــنصــب
لحسنك معلوم وفي العهد مطلب
ونبلك من الأكرمين أقوى ســـــمـاحة
وأفصح بيانا في نفوس الخلق وأكسب
وإن يطلبوا الطهر ظاهرا وســــلوكه
فبسطك له وللحب بعد ذاك أعـذب
إذا سلكت فجاج الناس فالنور أقـرب
وإن عبرت فهونا في السير مـــــأرب
وعزك الطهر وشـــــــــــاحا تواضعا
وشمسك العفو ضـــياء بالرفق أصــوب
يغشاك نور العلم بهــــديه مـــــعالما
ويرقيك حبق اليقين ما حييت ويصلب
بالسلام بادلت الجاهلين يوم خاطبوا
وبالرفق حضنت الضال وهو يتأهـب
حملت على الشرك لما بــــدا خطبه
وسلكت سبيل المنيبين إلى الله فما أقرب
استترت بعفو ربك طاعة المـــــتدلل
لما علمت الجرم آت يوم الجزاء لا مهرب
أدركت عزم الأمور فقمــــــت للدين
صلاة ودعوة إلى الحق وأنت صائــــب
واتبعت سبيل الهدى متوجسا الخطو
تحدوها كما حدتها بالعزم الكتائــب
فبسطت خدك للرحمان حمدا وطاعة
كذا قصدك في الأمور ما شابها شائب
جلالك الحياء هبة تناجـــــــي الله به
وتركن إلى السجود شوقا فالواحد واهب
طهر اليدين تسمو كالنــــور قد علا
جوا حتى تدرك بفضله المطالــب
لم يزعجك مكر من عـــــــلا تجبرا
دسا بالنفس فجورا هكذا الأكاذيـــب
بالتسبيح هللت طويلا ذكـــــر ربك
وبالصبر هاجرت ،وهجرك جميل ثاقب
قمت الليل بالقرآن تبتــلا تدعو به
لما وطئت الأسحار ها قد رضي الراقب
تلألأ الماء منسكبا عـلى الوجنتين
وضاء عند الوضوء صلاة وأنت آئـب
بالنذر وفيت، وحق السائل أعطيت
فأبدلت العطاء متوسلا والمتوسل راغـب
(*) شاعر مغربي.