أنادي الأهل والأصحابْ؛ أين شموس قوتي؟ وأين فورة الشبابْ؟ تلك الحياة كم تخادع الورى، وتبذر السرابْ.. تلك الحياة تفتن الخطى، وعندما يجيء الموت، يكشف الحجابْ.
في وحشة القبر، أنا وحدي، وكنت في الحياة ملء أسماع الرحابْ.. وكان حولي ألف عينٍ، وامتدادات الزوايا، في دمي تقشر المدى، ولا تعانق الغيابْ.. ما عاد حولي في متون القبر، غير عظمةٍ نخرةٍ، وصدمة العيش، بأحضان الترابْ.. الدود قادمٌ إليّ، ينهش اللحم ويشرب الدماء، دونما خوفٍ ولا انسحابْ.. الدود قادمٌ إليّ، ناشدًا جسمي، ولن ينقذني منه شجاعةٌ ولا حرابْ.
وحدي هنا، تركت ظل زوجتي، وثروة العمر، وفتنة الذهاب والإيابْ.. كانت حياتي مثل موجةٍ ببحر الوقت، أو كمثل سطرٍ في كتابْ.. كنت أظن أنني سوف أعيش غارقًا في لذةٍ ممهورة بصحةٍ، ووافر الأسبابْ.. وأقطف الأحلام من حديقة الإنجاز، حتى أمسك السحابْ..
لكنه الموت، حقيقة الحقائق التي نغفلها، حتى نرانا، في يديه مثلما الأكوابْ.. يكسرنا ويترك الزجاج، يجرح الذين كم أحبونا محبةً، بلا وجه نفاقٍ، أو مقاليد ارتيابْ.
في وحشة القبر، أنادي الرب، كي يرحمني، ولا أبقى فريسة العذابْ.. فكم فعلت من ذنوبٍ، وأنا أصارع الحياة، رغبةً لأن أفوز بالذي أرجو من الرغابْ..
فكم رقصت للأماني المشتهاة، عندما تحققت، ودقت الأبواب، وكلها كانت سرابًا، ليس بين القبر بعد الصالحات من صحابْ. وحدي مع القبر، أرى الملائك الآن تجيء، قد أتى وقت الحسابْ.