تعد الأسنان أحد أهم أجزاء الجسم المستخدمة لتقطيع الطعام، ولإعطاء الشكل الجميل للوجه، والمساهمة في نطق بعض الحروف والكلمات بشكل صحيح.. والأسنان عبارة عن أعضاء مكونة من عظام صلبة، تتمركز في الفكين العلوي والسفلي من الفم، ويكون السن إمّا دائمًا أو مؤقتًا، ويبلغ عدد الأسنان الدائمة منها لدى الإنسان البالغ، 32 سنًّا.

أجزاء السن

السن عبارة عن ثلاثة أجزاء رئيسية: التاج، والجذر، والعنق. ومن الناحية النسيجية يتألف السن من ثلاث طبقات أساسية هي:
1- التاج: وهو مكوَّن من ثلاث طبقات، وهي طبقة اللب الداخلية، وطبقة العاج وهي أكثر جزء حساس في السن يميل لونه إلى الأصفر، وطبقة المينا الخارجية وهي جزء غير حساس لونه أبيض.
2- منطقة الجذر: وهي مكوَّنة من ثلاث طبقات: اللب، والعاج، والملاط. وهي طبقة ناعمة تغطي منطقة الجذر وعنق السن، وتساهم في الحفاظ على ثبات السن في مكانه.
3- العنق: وهي المنطقة الفاصلة بين التاج والجذر.
4- نسيج اللثة: وهي تلك المنطقة اللحمية الصلبة المحيطة بالأسنان، والتي تشكّل دعامة لها.
ويتم تغذية السن، من خلال أوعية دموية تتخلل اللب، إلى جانب وجود الأعصاب التي تربط الأسنان بمراكز الحس في الدماغ، لكي تحس بمقدار الضغط الواقع عليها، وبدرجة حرارة الطعام والشراب.
5- طبقة المينا: وهي أقوى مكونات السن، ويقصد بها تلك الطبقة الصلبة والخارجية من السن، والتي تغطي العاج فوق اللثة. وهي مادة بلورية تتكون من الكالسيوم والفسفور وآثار من بعض المعادن. وللتدليل على صلابة المينا وخصائصها الأخرى، نذكر أن المواد الصناعية التي تستخدم بديلاً عنها في حالة تلَفِها كالبورسلين والفضة والذهب وخليط الزئبق مع بعض المعادن (الملغم)، لا تضاهيها من حيث الصلابة، وكذلك مقاومتها لتأثير مكونات الطعام والشراب واللعاب.
إن أكثر ما يحير العلماء هو صناعة طبقة المينا؛ إنها مصنوعة من مادة غاية في الصلابة، لكنها تنمو بشكل بطيء، ومن ثم تأخذ شكلها النهائي بمنتهى الإتقان.
6- طبقة العاج: ويقصد بها النسيج الداخلي الأصفر من السن، وهي تشكّل الجزء الرئيسي الأكثر حساسية في تكوين السن. وهي مادة عظمية وبصلابة بقية عظام الجسم، ولكنها أقل صلابة من المينا، حيث تعمل على امتصاص الإجهاد العالي الواقع على المينا مما يحول دون انكسارها.

إن ضرس العقل السليم والمتكون بطريقة طبيعية، يعتبر من أهم الركائز التي يمكن أن يعتمد عليها الأطباء أثناء التركيب.

الإعجاز في خلق الأسنان

1- لحكمة بالغة، جعل الله تعالى الفك العلوي ثابتًا، وجعل الفك السفلي متحركًا. فالفك السفلي مزود بثلاثة أزواج من العضلات تحركه نحو اليمين، وثلاثة أزواج تحركه نحو الشمال، وثلاثة أزواج من العضلات تحركه نحو الأعلى، وثلاثة أزواج من العضلات تحركه نحو الأسفل، وأربع عضلات تحركه نحو الأمام والخلف.
2- إن الأسنان لا تحتاج إلى قوالب لتصنيعها كما يفعل البشر، بل إن كل سن يبدأ تصنيعه من خلية واحدة فقط، كما هو الحال مع كامل جسم الإنسان. وعلى عكس بقية أعضاء جسم الإنسان والتي يكتمل تخليقها والإنسان في بطن أمه، فإن الأسنان تتخلق بعد ميلاده، حيث يبدأ تخلّق الأسنان اللبنية في نهاية عامه الأول، والأسنان الدائمة بعد عامه السادس، ويكتمل خلقها مع سن البلوغ فتتوقف تمامًا عن النمو. لقد تم توزيع الخلايا التي يبدأ منها تخليق الأسنان على محيط الفكين، بشكل بالغ الدقة، حيث يأخذ كل سن مكانه الصحيح دون أن يتصادم مع بقية الأسنان.
ولقد حدد الخالق سبحانه وتعالى على الشريط الوراثي في داخل هذه الخلايا، البرامج التي تنتج عند تنفيذها الأسنان بأشكالها المطلوبة ابتداء من خلية واحدة. فبعض الخلايا تصنع القواطع، وبعضها الأنياب، وبعضها النواجذ والأضراس، وقلما تخطئ هذه الخلايا فتنبت الأنياب أو القواطع في أماكن الأضراس.
والأعجب من ذلك، أن كل إنسان له شكل أسنان تختلف عن الآخر، ولكن برامج التصنيع لجميع أسنانه قد تم إحكامها، بحيث تنتج أسنانًا متناسقة مع بعضها البعض. ويمكن لمن عنده خلفية في تصميم القطع الميكانيكية باستخدام الحاسوب، أن يدرك مدى التعقيد الموجود في برامج تصنيع الأسنان المكتوبة على الشريط الوراثي.. فهذه البرامج يجب أن تحتوي على كامل أبعاد السن، ليس الخارجية فحسب بل أبعاد كل طبقة من طبقاتها، إلى جانب مواصفات المواد المستخدمة لبناء هذه الطبقات.
وكما ذكرنا آنفًا أن عملية تصنيع السن تبدأ من خلية واحدة؛ فهذه الخلية تنقسم ملايين المرات، بحيث توضع كل خلية في مكانها الصحيح في جسم السن، وبحيث يكون نوع الخلية مناسبًا للمكان الذي هي فيه. كما أن الأسنان المصنعة بهذه الطريقة العجيبة، تأخذ شكلها النهائي المطلوب ولكن بحجم صغير، ومع نموها يزداد حجمها بنفس النسبة مع احتفاظها بشكلها الأصلي.. وهذا أيضًا يتطلب درجة عالية من التنسيق بين الخلايا عند انقسامها في المواقع المختلفة، بحيث ينقسم كل منها بقدر محدد يتناسب مع نسبة النمو في ذلك الموقع.
3- بما أن الإنسان هو الوحيد بين الكائنات الحية الذي يتميز بتعدد أنواع طعامه، فإن أسنانه تتطلب تصميمًا خاصًّا، فيحتاج أشكالاً مختلفة من الأسنان، بعضها للقطع، وأخرى للتمزيق والتكسير والطحن.. فأسنان القواطع يجب أن تكون مستطيلة وحادة الأطراف لكي تتمكن من تقطيع الطعام، أما الأنياب فيجب أن تكون أطرافها مدببة وبارزة عن ما يجاورها من أسنان لكي تتمكن من تمزيق الطعام الذي يصعب قطعه، أما النواجذ والأضراس فيجب أن تكون أطرافها مستعرضة ومقعرة بعض الشيء لكي تتمكن من تكسير وطحن الطعام.
ومن عجائب تصميم أشكال الأسنان، أن القواطع الأمامية العلوية أعرض من السفلية، مما يؤدي إلى حدوث إزاحة بين كل سن على الفك العلوي عن السن الذي يناظره في الفلك السفلي، وهذا ضروري لكي تستقر الرؤوس البارزة للأنياب فيما بين الأسنان، وإلا لما انطبقت أسنان الفكين على بعضها.
4- ويجدر أيضًا الوقوف على اختيار المادة التي تصنع منها الأسنان، إذ لا تتآكل هذه المادة أو تتكسر لفترة تمتد على مدى عمر الكائن، وخاصة أنها تستخدم في كل يوم. فالإنسان -على سبيل المثال- يستخدم أسنانه لقطع وتمزيق وطحن الطعام لمدة ساعة كل يوم، تتعرض الأسنان خلالها إلى مختلف أشكال الضغوط الميكانيكية، وإلى جانب ذلك تتعرض لمختلف أنواع المواد الكيميائية التي يحتويها الطعام وما يفرزه الفم من مواد هاضمة بسيطة، ناهيك عن التفاوت في درجة حرارة الطعام والشراب، الذي يعمل على تمدد وتقلص مادة الأسنان. بل إن الأخطر من كل ذلك على الأسنان، هو تكاثر البكتيريا على أسطح هذه الأسنان خاصة بوجود بقايا الطعام، حيث تقوم البكتيريا بإفراز مختلف المواد السامة والأحماض التي تعمل على تخريب الأسنان.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن هذه الأسنان تستمر في أداء وظيفتها لما يقرب من مائة عام إذا ما اتخذت بعض الإجراءات البسيطة للحفاظ عليها بعد كل استعمال لها.

ضرس العقل

إن ضرس العقل هو الضرس الذي يتكون بوقت متأخر عن الوقت الطبيعي لنمو الأسنان، حيث إنه ينمو مع بداية دخول الإنسان في مرحلة البلوغ، أي في الفترة الواقعة بين عمر الخامسة عشر، حتى عمر الخامسة والعشرين، وسمّي بضرس العقل نسبة إلى هذه المرحلة العمرية. ويذكر أن ضرس العقل يكون في كثير من الأحيان مطمورًا تحت اللثة، وفي أحيان أخرى لا ينمو ولا يتكون، وخاصة لدى الأشخاص ذوي الفك الصغير.

فوائد ضرس العقل

يعتقد الكثير من الناس، أن ضرس العقل هو ضرس زائد ليس له أي وظيفة أو أهمية، وهذا غير صحيح، فأضراس العقل عندما تنمو بشكل سليم وغير أفقي أو مائل، فإنها تعود على الإنسان بمجموعة من الفوائد. وقد حذرت دراسة طبية بريطانية حديثة من خلع ضرس العقل السليم الخالي من التسوس والمشاكل، لأن خلعه قد يؤدي إلى مضاعفات جانبية كبيرة، تؤثر على صحة الأسنان لدى المريض.
ومن فوائد ضرس العقل المساعدة في المضغ، كما أنه أحد دعائم الأسنان الاصطناعية؛ فعندما يواجه الإنسان أضرارًا كبيرة في أسنانه، ويضطر لخلعها وإبدالها بأسنان اصطناعية، فإن ضرس العقل السليم والمتكون بطريقة طبيعية، يعتبر من أهم الركائز التي يمكن أن يعتمد عليها الأطباء أثناء التركيب.