حراء في عددها الجديد 74 مزيد من العطاء

(حراء أونلاين) صدر العدد الجديد “74” من مجلة حراء، ليتوج بذلك مسيرة خمسة عشر عامًا من العمل الدؤوب المتواصل، سعت فيها حراء إلى تعزيز قيم الحوار والتعايش ومعالجة قضايا العنف والإرهاب، كما اهتمت بالعلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية وحاورت أسرار النفس البشرية وآفاق الكون الشاسعة بالمنظور القرآني الإيماني في تآلف وتناسب بين العلم والإيمان، والعقل والقلب، والفكر والواقع.

ناقشت المجلة في عددها الجديد مجموعة من القضايا الفكرية والاجتماعية والعلمية والأدبية من خلال مجموعة من المقالات المختارة بعناية، التي تضيف إلى معارفنا السابقة معارف جديدة وتعمق رؤيتنا إلى الحياة والأشياء والأحداث التي نراها من حولنا.

تفتتح المجلة بالمقال الرئيس للأستاذ فتح الله كولن المعنون بـ”أيام نحلم بها”، يؤكد فيه كولن على “أن أبرز سمات المستقبل الذي نحلم به هو عودة السكينة والهدوء والاطمئنان الذي تفلت من بين أيدينا منذ قرون”.

ويؤكد الأستاذ عبد القادر الطاهري في مقاله “الرحمة في أبعادها الإنسانية” على أن “الرحمة تراعي الآخر المحتاج وتعيره مزيدًا من العناية، لأنها دفع داخلي نحو تعديل السلوك الأناني، والرقي بالإيثار نحو مقام الاشتراك في الهم والحزن”.

وفي مقاله “الحياة المعاصرة وموروثنا القيمي” للأستاذ مجيد الحداد، يطلعنا على أنه “محال أن نسلك مسالك الرشد إذا لم تكتسب عوامل الممانعة لواقع هذا الزمان، ونحيي روح النقد فيما نتلقى من سيول المظاهر الحاملة لقيم الانحطاط التي حطمت كبرياء الإنسان”.

وفي باب العلوم يوضح الأستاذ محمد سلمان المندعي، “أن المصريين القدماء منذ 4500 سنة مضت، عرفوا الظواهر الكهربائية، وتشهد بذلك النقوش التذكارية في سقارة، التي عليها رسم سمك القرموط الكهربائي الذي يعيش في أعالي النيل”، وذلك من خلال مقاله محطات كهربائية في أعماق البحار”.

وفي القضايا الفكرية يبين الدكتور خالد راتب في مقاله “المنهج الانتقائي النقدي”، أن المنهج الانتقائي النقدي يجنب الأمة خطر الانفتاح المبالغ فيه على الآخر، والانغلاق والتقوقع على النفس، كما أنه يسهم إسهامًا كبيرًا في التطور الحضاري، ويدفع الأمة بقوة في طريق الازدهار والتقدم.

يركز الأستاذ حمزة بومليك على أن “الصداقة قبول واحتواء، تتطلب منا غض الطرف عن الخلافات التي هي في جوهرها طبيعية والانتقال إلى واقع يقبل الجميع، ويسهم في بناء المشترك الإنساني الذي يجمع الكل حول أهميته باعتباره ضرورة للعيش معًا”، وذلك من خلال مقاله “الصداقة من العنف إلى اللاعنف”.

ويجيب الدكتور عز الدين عناية على سؤال من أهم الأسئلة وهو “لماذا عالم اليوم أكثر تدينًا؟”، حيث يؤكد أن عديد من الاحصائيات التي تحدثت عن انحدار التدين كانت خاطئة، بسبب انحصار مفهوم الدين بحدود الأديان المُمَأسَسَة، والتغاضي عن الزخم الروحي الطليق، ولم يدرج في الحسبان سوى التمظهر الشكلي المعبر عن الدين.

بالإضافة إلى مقالات متنوعة تستحق القراءة والسياحة في فضاءاتها، نشكر جميع كتابنا الأفاضل الذين أسهموا في هذا العدد، ونعدكم دومًا بكل ما هو نافع ومفيد.