من الجدير بالذكر أن مشروع “الخدمة” في الأساس إطارٌ نظري، لكنه تحوَّل بفعل ما نُفِث فيه من طاقة روحية وحركية وفكرية وثقافية، إلى واقع حركي متميز. فـ”الخدمة” فكرة تحولت إلى مشروع انبعاث حضاري هدفه أن يحرك الأمة وينهض بها. وقد اختصر الأستاذ فتح الله كولن هذه القيم الإنسانية السامية المشتركة فيما يلي:


• الحريات، وحقوق الإنسان، واحترام المعتقدات، والانفتاح على الحوار.
• تنزيه الدين عن الأغراض السياسية الحزبية الضيقة، واحترام القانون، ورفض استغلال إمكانيات الدولة استغلالاً سيئًا، وضرورة المحافظة على المسار الديمقراطي.
• الثقة بالمجتمع المدني، وتوظيف التعليم لإحلال ثقافة السلام في المجتمعات.
• ابتغاء مرضاة الله في كل قول وفعل، ومحبة الخَلْق من أجل الخالق.
• الوحدة الروحية والوعي الجماعي، بحيث لا يمكن لأي جهة خارجية التلاعب بهم بهدف خرق القيم.
من السمات العملية لتجربة الخدمة


1- التشارك والمؤسَّسية: ونعني بها ترجمة الأفكار إلى مشاريع، وتجسيد الإيمان بها في مؤسسات. ولا شك أن هذه سمة من أبرز سمات “الخدمة”، لكنها سمة مبنية على أسس فكرية وروحية في الأساس، أصَّل لها هذا العبقري الفذ، متخذًا من القرآن الكريم حاديه وهاديه، ومن الرسول الأعظم  قائدَه ومرشدَه.
وفي مقال “التشاركية في الأعمال الأخروية”، يذكر الأستاذ أن لهذه التشاركية البنَّاءة شروطًا لا بد منها كي تثمر الثمرة المرجوة، وتعطي النتائج المأمولة: التشاركية المبنية على سر الإخلاص، والتساند المبني على سر الأخوة، وتوزيع المساعي المبني على سر الاتحاد.
وهذه العناصر الثلاثة، من السمات المرئية في تجربة “الخدمة” على الرغم من كونها أمورًا معنوية في الأساس، لكنك تشعر بها حين تخالطهم، أو تزور مؤسساتهم، أو تشاركهم أعمالهم.
والأعمال المؤسسية تحتاج إلى “الشورى”، والشورى مبدأ إسلامي سواء في الأعمال المؤسسية أو في الشؤون الفردية، لذا فإن الشورى كآلية لاعتماد العمل المؤسسي في تجربة كولن، تعدُّ وصفًا حيويًّا، وقاعدةً أساسيةً لا يمكن الاستغناء عنها.


2- الهجرة من أجل الخدمة: يأخذ مفهوم “الهجرة” شكلاً عمليًّا ذا بُعدٍ عقائدي عند مشروع “الخدمة”، بل يمكن القول إن هذه السمة العملية والتي تعني التغرُّب لخدمة الناس في بلدانٍ أخرى، هي السمة الأبرز من الناحية المرئية في تجربة الخدمة.
ويحتل مفهوم الهجرة مكانًا بارزًا في خطاب كولن لأبناء الخدمة ومحبِّيها؛ فيتناوله من زاوية أن الهجرة من أجل الخدمة “رحلةٌ مقدَّسة”، يقول موضحًا مدى أهمية الهجرة لرجل الدعوة: “الهجرة أساس مهم في كل دعوة كبيرة، ولا بد من تثبيت النقطة الآتية: لا يوجد رجل دعوة كبرى، ولا رجل فكر كبير، ولا رجل تحمّل عبء وظيفة عظيمة لم يهاجر.. لقد ترك كلُّ رجلِ دعوةٍ البلدَ الذي وُلد فيه، وذهب من أجل دعوته إلى بلدٍ آخر”.
صحيح أن الهجرة إلى المدينة المنورة بمعنى الفرار بالدين انتهت، لكن كولن يدعوهم لأن تصير كلُّ مدينةٍ يهاجرون إليها “منورةً” بتعاليم الإسلام، يقول: “صحيح أنه لا توجد الآن “مدينة منورة” يهاجَر إليها، ولكن ستكون هناك مدن تحاول تقليد مثال “المدينة”، وبتعبيرٍ آخر، لكي نستطيع المثول بين يدي صاحب المدينة صلى الله عليه وسلم علينا أن نُنشئ مدنًا عدة”.
ألقِ نظرة على خريطة العالم، ضعْ إصبعك على أي مكان في هذه الخريطة وتساءل: هل لـ”الخدمة” هنا أثر؟ سيكون الجواب قطعًا: نعم، قد مرُّوا من هنا. إذا كان لي أن أختار سمة تميز الخدمة عن غيرها من مشاريع الصحوة والنهوض، فهي الهجرة، وإذا كان من حقي أن أقيِّم فكر الأستاذ فتح الله كولن ومشروعه الحضاري بالمقارنة بغيره من المشاريع الحضارية والأفكار التجديدية -وما أظنني أصلح لهذا- فلن أجد أعظم أثرًا وأبقى نفعًا من إحيائه مفهوم الهجرة على هذا النحو. الهجرة عند “الخدمة” ليست رحلة عابرة أو سياحة ترفيهية، إنها هجرة بمعنى اللاعودة، هجرة نفسية وبدنية وروحية.
رأيتُهم في نيجيريا قد حطُّوا رحالهم من زمن.. تسأل أحدهم: أما تحنُّ إلى بلدك؟ فيقول: هذه بلدي وهؤلاء هم أهلي. أطباء ومدرسون وإداريون، رجال ونساء، وهبوا أنفسهم للخدمة، ونذروها لله سبحانه وتعالى، يقيمون صروح العلم، يشيِّدون المدارس، ويبنون صروح الحوار بين مختلف الثقافات، يواجهون بِصَمْت محاولات الإفساد المستمرة في إفريقيا السمراء وغيرها من الدول الفقيرة، ليس بالخُطب الرنانة ولا بالهجوم اللاذع، بل بالعمل الدؤوب دون كلل أو ملل.
3- التفاني في الخدمة ونكران الذات: هذا العنوان (الخدمة) بقدر ما فيه من معاني التواضع، فإنه يدل على الجدِّية

الكاملة، فالسنبلة الممتلئة لا تشمخ بأنفها إلى السماء وإنما تنحني تواضعًا بعكس السنبلة الفارغة، والإناء الفارغ أعلى صوتًا من الإناء الممتلئ. والأستاذ فتح الله كولن يُرشد ويوجه إلى الجمع الدائم بين روح التفاني مع عدم نسبة العمل إلى النفس، فـ”حديث النفس مثل: أنا فعلتُ كذا، وقمتُ بكذا، ليُقوِّض ركنًا من القواعد التي نرفعها من أجل غايةٍ عظمى في المستقبل وقد يحملنا على الأنانية والغرور. أجل، لأن نكون أفرادًا عاديين في هذا الأمر لهو أثمنُ شيء عندنا، فخيرٌ لك وأقْوَمُ أن تكون جنديًّا بسيطًا بباب الله دائمًا”.


ومع هذه الدعوة إلى “الفناء” في الخدمة، فهو لا يفتأ يدعو إلى التفاني في العمل والأداء، والاستمرار في العمل للدخول من عمل دعوي إلى عمل دعوي آخر، فلا مجال للركون إلى الراحة. وفي درسٍ له يقول: “لا تأتوني بشخصٍ فَعَل هذا الأمر العظيم وأسَّس هذا الصرح العظيم، بل ائتوني بهذا البطل الذي أسَّس “مائة” مدرسة ولا يتذكَّر ما فَعَل ومتى فعل. ائتوني بذلك الأسد الذي أخذ بيد الكثيرين ممن ضلُّوا طريقهم، فساقهم إلى طريق الإنسانية الحقَّة، وارتقى بهم إلى القيم الإنسانية الكبرى، لكن إن سألته عن ذلك قال: لا أعرف، لا أتذكَّر.. ائتوني بمن إذا فتح “إسطنبول” قال: لا أدري كيف حدث هذا؟ ليس لي من الأمر شيء.. لا تأتوني بالمُعجَب بعمله الذي إذا عمل عملاً وَزْنُه مثقال ذرة، يصوِّره كالجبل”.


تلك سمةٌ لستَ في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتشعر بها، بل تراها رأي العين وأنت تتعامل مع أبناء الخدمة. لذا، فإن أحد أهم السمات العملية لتجربة الخدمة، والتي تعتبر أهم أسباب نجاح مؤسسات هذه التجربة، هو الالتزام الناشئ عن التفاني في العمل ونكران الذات. “إن سببًا رئيسيًّا لنجاح مؤسسات الخدمة، هو التزام وتفاني الأفراد الذين يديرونها، سواء كانوا أطباء أو إداريين للمستشفيات، أو مديري مدارس أو معلمين، أو موظفي وكالة الإغاثة.. فقد علَّقوا جميعًا بأنهم لا يعملون من أجل المال فحسب، بل لأنهم يؤمنون بما يفعلون، ونتيجة لذلك تمتدُّ ساعات العمل، مع ندرة الشكوى والتذمر من الوظيفة في كل المؤسسات، بل يشعر الأفراد بأنهم جزءٌ من أنشطة تستحق الجهد، وممتنُّون لأنهم يخدمون إخوانهم”.


4- عدم التحزُّب السياسي: في قراءتي لفكر الأستاذ كولن، لم ألاحظ أن هناك عداءً ما بينه وبين السياسة كمنهج، أو بين السياسيين كأفراد أو حكَّام؛ فهو لم يلعن السياسة كالإمام محمد عبده، ولم يستعذ بالله منها كالإمام النورسي، ولكنه تعامل معها من منطق أن “السياسة هي فن الإدارة التي تجلب رضا الله سبحانه وتعالى ورضا الناس، وبنسبة قيام الحكومات -بما تملك من قوة وقدرة- بالمحافظة على شعبها من الشرور والمفاسد وصيانته من الظلم، تكون نسبة نجاحها وتوفيقها”.
والأستاذ كولن باعتباره صاحب مشروع حضاري لنهضة المجتمع والأمة، لا يرى لزامًا عليه أن يدعو لتكوين “دولة إسلامية” تتبنى هذا المشروع النهضوي، فالرجل معنيّ بالمجتمع لا بالدولة، وبالأمة لا بالسياسة، وهو يحدِّد رسالته بأنها “تجديدٌ مستمَدٌّ من جذورنا التاريخية، وتربيةٌ لأبطالٍ جدُدٍ يستلهمون جذور المعاني ويرتبطون بها، وليست هناك حاجة إلى حكم إسلامي أو حزبٍ لتحقيق ذلك”.
صحيحٌ أن حركة “الخدمة” ليست لها أهداف سياسية، كما أنه مما لا شك فيه أن هدفهم السامي هو إحياء الأمة ونهضتها، إلا أن هذه الأهداف لا بد وأن تتلامس مع السياسة من قريبٍ أو بعيد، سواء في ذلك سياسة الدول المحلية، أو السياسة العالمية.


إنَّ خُطَب الأستاذ كولن وكتاباته، حربٌ فكرية ضد أي ألاعيب سياسية للاستيلاء على المال العام وتزييف الوعي العام واستعباد الجماهير تحت أي لافته. يقول كولن: “الخدمة ليس لديها هدف سياسي بمعنى تأسيس حزب، بيد أن القيم والمبادئ التي تَعمل الخدمةُ من أجلها والتي تشكل الديناميكية الأساسية لـ”الخدمة”، لا بد أنها تتلامس مع السياسة”.


إذن، إن الأستاذ فتح الله كولن داعيةٌ ذو تجربةٍ فريدة، وصاحب مدرسة فكرية حضارية جديرة بالبحث والتأمُّل وإمعان النظر في معطياتها وكيفية الاستفادة منها.. فشخصيته متعددة المعارف والمواهب، اجتمعت فيه صفات الداعية المربي القدوة، والمفكر الذي يعي مشكلات عصره وقضاياه، فضلاً عما يمتاز به من عاطفة جياشة، وزُهد وتعفُّف عمّا في أيدى الناس، بالإضافة إلى مقدرته الخطابية، وروحه الشاعرة، وأسلوبه الأدبي الراقي، وشخصيته الفذَّة التي تجمع ولا تفرِّق، وتبني ولا تهدم، هذا إلى جانب فكره المتدفِّق، وقلمه السيَّال، وحركته الدؤوبة.. فهو بهذا يُعدُّ شخصية دعوية جديرة بالبحث والدراسة، ليستفيد منها عموم الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، سواء في تكوينهم الفكري والروحي، أو في حركتهم بين الناس.


وتعتبر التجربة الدعوية للأستاذ كولن، تجربة بنائية شمولية حضارية متكاملة، قابلة للتعميم والاستفادة منها في المجتمعات العربية والإسلامية.. فهي تجربة إسلامية في منطلقاتها، إنسانية وعالمية في أهدافها ومراميها؛ فهي تتبنى فقه الائتلاف حول المقاصد العليا للإسلام، دون الدخول في خلافاتٍ فقهية أو اختلافات فكرية، ومن ثَمَّ استطاعت عرض الإسلام على شعوب الغرب في صورته الحضارية بعيدًا عن الصورة التقليدية التي يُروَّج لها عن الإسلام من خلال بعض وسائل الإعلام العالمية، التي دائمًا ما تربط بين الإسلام والإرهاب، وتجمع بينهما في بوتقة واحدة.
كما أن تجربة الأستاذ فتح الله كولن، تجربة دعوية خالصة سواء في المنطلقات والغايات أو في الوسائل والأساليب؛ فهي ليست تنظيمًا مغلقًا، أو حزبًا سياسيًّا، ولا حتى حركة ذات إطار محدد أو شروط عضوية مثلاً، وإنما هي طريق عمومي ليس ملكًا لأحد أو حكرًا على فئة أو طائفة، وطريقة في العمل الدعوي أبوابها مُشرَعة للناظرين مفتوحة للدارسين.. فكانت من هنا تجربة جديرة بالدراسة والعرض، لتكون بين يدي الدعاة نموذجًا عمليًّا يأخذ كلٌّ منه ما يناسبه ويطرح ما لا حاجة له إليه، ذلك أنها بحقٍّ استطاعت الجمع بين الفكر والحركة، والنظرية والتطبيق، والعقل والعاطفة، والتربية والسلوك، في توازنٍ فكري وحركية مبدعة، دون تقييد لحرية العاملين أو حجرٍ على إبداعهم. وأمتنا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى الجمع بين الفكر والحركة، وتحويل النظريات إلى نماذج حية واقعية، والسير على دربٍ يزاوج بين العقل والعاطفة والتربية والسلوك.


من خلال الدراسة النظرية والمعايشة الميدانية -وإن كانت محدودة- فإنني أستطيع القول كباحث، إن “الخدمة” حركة تجديدية، وإن الأستاذ كولن من المجددين الكبار في أمتنا، وهذا لا يخفى -في الحقيقة- على القارئ للأستاذ والمتابع لتجربة الخدمة، ويمكننا أن نرى ملامح هذا التجديد في الفكر والحركة على السواء.
ومن ملامح هذا التجديد، أن الرسالة التي تقدمها الخدمة تلبِّي الاحتياج الذي تنشده الأمة بل الإنسانية في مجموعها، ومن معاني التجديد، أن يتوافق الفكر وتتلاءم الحركة مع حاجة الأمة أو “واجب الوقت”. والأمة اليوم أشد ما تكون احتياجًا إلى “إنسانٍ جديد” و”جيل ذهبي” و”رجال فكر وحركة” و”وارثين حقيقيين للأرض”، وهذا عينه ما تقدمه لنا الخدمة في نموذجها العملي، وما يطرحه الأستاذ كولن في نموذجه الفكري. فتجربة الأستاذ كولن ليست معنيَّة بشيء من الأساس غير هذا؛ فهي تقدم صورة نموذجِ إنسان راقٍ في تمثله للقيم الإنسانية والإيمانية على حدٍّ سواء، نموذجٍ رغم أنه يدور في فلك الإسلام إلا أنه لا يتصادم مع عالمه المحيط، نموذجٍ يجيد قراءة عصره ويتوافق مع القواعد التشريعية والأوامر التكوينية. وتقدم التجربة في الوقت ذاته نموذجًا للديناميكية التي أُسِّستْ على الإرشاد والتبليغ، هدفها مرضاة الله سبحانه وتعالى، ووسيلتها في ذلك خدمة الإنسانية، ونموذجها الأعلى عصر الصحابة الكرام رضي الله عنهم.


ومن ملامح هذا التجديد أيضًا، بعث الحياة من جديد في مفاهيمَ أصابها الجمودُ والتقليدُ ووقفت عند فهم واحدٍ لا تفارقه، فجاء الأستاذ ونفض عنها الغبار، وأحياها من جديد في ثوب قشيب فجمع بذلك بين فضيلتين: أنه لم يأتِ الناس بشيء لم يعرفوه من قبل بل هو عندهم محبوب ومرغوب، وفي الوقت ذاته أضاف لهذا المفهوم معنى جديدًا نحن في أمس الحاجة إليه، وإنْ شئت قلْ أعاد إليه رونقه الأول وبهاءه القديم، وهذا في الأصل هو معنى التجديد.
فمن ذلك مفهوم “الهجرة”؛ لقد منح الأستاذ لمفهوم الهجرة بعدًا رائعًا عبقريًّا بكل المقاييس، فالهجرة عنده منوطةٌ بمهمة النبوة لا بشخص النبي ، فما دامت أسباب الهجرة باقية، فإن الحكم باقٍ إلى يوم الدين؛ فحرَّر مفهوم الهجرة من إطاره التاريخي ومنحه بعدًا عقائديًّا عمليًّا يرتبط بالواقع أيَّما ارتباط.


ومن ذلك أيضًا مفهوم “الوقف”؛ فقد مَنَحَ الأستاذ مفهوم “الوقف” بُعدًا عالميًّا وإنسانيًّا من ناحية الغاية، ومَنَحَه بعدًا ديناميكيًّا واقعيًّا من الناحية العملية، فنمت هذه الفكرة لتصبح مؤسسات ومشاريع عملاقة، وهيئات إغاثية، ومنابر فكرية، وكيانات اقتصادية.
كذلك هو الأمر في مفاهيم مثل “الإنفاق والبذل”، الذي تحول من كونه أداة لتفريغ الطاقة الإيمانية لدى المحسِن أو المتبرِّع بإعطاء ماله للفقير والمحتاج إبراءً للذمة إلى وسيلة لإعلاء صرح الإيمان وإنشاء أجيال ترفع رايته، وتضمن استمرارية العمل الخيري الذي يمنع الفقر من منبعه. وكذلك مفهوم “الحوار” الذي أضاف له الأستاذ بعدًا عالميًّا وكونيًا ينطلق من جوهر رسالة الإسلام الذي هو “رحمةٌ للعالمين”.

(*) كاتب وأكاديمي / مصر.