إذا رجعت بخيبتها الأماني

هُمـــومُ العيش تعْــصفُ بالأمـــــــاني *** وريــــبُ الدهــــر يـذهــبُ بالجَـــنــانِ

ومَــــــنْ لمْ يرضَ بالأقــــدارِ يحـيــا *** صَريــعَ الفـكـر مُـضــطـربَ الكيـــانِ

دعْ الأحْــــلامَ جــنـــــــــبــاً لا تُـعـــاني *** وقـــــــــــمْ بالــحــزم واشْــدُدْ بالعِــنــانٍ

جُمُـــــــــوحَ النّفــس فــالآمــال دومـا *** تَبــدّدُ فـــــــى الهـــــواءِ كما الدُخَـــــِان

ولا يبقى سُوى لــــــومٌ ودمــــــــــــــعٌ *** إذا رَجَعتْ بخيبـــــــــــــتها الأمـــــــاني

سلْ الأيــــــــــــــامَ هلْ أنجزتِ وعــْدا *** لذي حُلـــــمِ علي مــــــــــرّ الزّمـــــان؟

فإن وافتــــــك بالأخبــــــار فا نْئــــــى *** بنفسك عن (لعلّـــــــــي) وعن (عساني)

عجــبتُ لمــن تُــــــــراودُهُ الأمــــانى *** وتَـأخــــــــــــذهُ الى جَـــــوِّ العَــــنــــانِ

يظـــــــــــلّ الدّهـــرِ يسْبــحُ فى خيالِ *** ويبني الكــــــــــونَ وهــماَ فى ثــــواني

فـترميه الحقــيقــةُ فــــــــــوق أرضٍ *** مُشَكّـــــــــلةِ بأنــــــــواع الــــهَــــــوَانِ

فلا تُسرفْ من الأحـــــــــــلام واقُــنعْ *** بمــا اُعْـطيـــــــــــــتَ تنـــعمْ بالأمـــــان

نصــحتُــكَ فاسْتَحيْتُ أمامَ نفسي *** وعيّرني الضّمـــــــــيرُ بما دهــــاني

وأشْعـــل بالمَــــــلام حَريقَ قلبي *** وأوْدع بالـسّريــــرة ما كفـــــــــاني

ترى: هل منك يأتي النصح يوما ؟ *** وأنت مـن البـليــــة فى امتــهـــان!