(حراء أونلاين) يمتلك الإنسان ساعةً بيولوجيّةً داخليّةً تنظِّم ترتيب العمليّات الحيوية في جسمه، وتتأثّر هذه الساعة الداخليّة -التي تعمل وفق مراحل زمنيّةٍ معيّنةٍ- بعوامل خارجيّة مثل الضوء والحرارة.
فلنفترض على سبيل المثال أنك ستسافر من إسطنبول إلى نيويورك، حينها ستكون ساعتك البيولوجيّة مضبوطةً بحسب التوقيت المحلّيّ لمدينة إسطنبول، تخيَّلْ أن طائرتك ستُقْلِعُ من إسطنبول في الساعة الثانية مساءً، وعندما تصل إلى نيويورك بعد رحلةٍ تستغرق ثمانية ساعات سيُصبح الوقت في ساعتك البيولوجيّة هو العاشرة مساءً.
لكنّ الساعةَ هناك ستكون الثالثة مساءً وفقًا للتوقيت المحلّيّ لمدينة نيويورك، فساعتك البيولوجيّة تتقدّم على هذا التوقيت بمقدار سبع ساعات، وعند ذلك ستشعر بالجوع، وبعد وقتٍ قليلٍ سيراودُك النُّعاس مع أنّ الليل لن يحلَّ قبل سبع أو ثماني ساعاتٍ في تلك المدينة، ويُعبّر عن هذا الموقف باسم “تلكّؤ النفاثة (Jet lag)”، والترجمة لكلمة “lag” الإنجليزية هي “فرق التوقيت” أو “فارق الزمن”، وفي هذه الحالة يشعر من يعاني من تلكّؤ النفَّاثة بإجهادٍ بالغٍ بعد انتهاء الرحلة، ويشعر على وجه الخصوص بغيابِ الدافع والتركيز خلال قيامه ببعض الأنشطة مثل القراءة وقيادة السيارة واجتماعات العمل.