ألا زلت يا علي تأمل أن ينمو البذر
ويضحك في وجهنا القمر؟
سماؤنا دخان
والأرض محرقة
أنت يا علي
زرعت الحلم في صدري
فانتظرت
وكنت واثقا تقول:
غدًا سينشد الصغار أنشودة المطر
وتزهر الحقول
وكنت ضاحكًا تقول:
غدًا ستشدو بسمانا الطيور
وينضج الثمر
أحببتك يا علي
في وجهك السلام
في نظرتك الهادئة
في بسمتك الدافئة
في النور الذي لم يزل
يفور بالعشق والألم
قل يا علي:
ماذا حصل؟
فأنا خائف
أحس حولي بالدمار
أسمع طول الليل النواح
صوت السلاسل والمشانق
والرصاص
أخبرني هل بعد هذا الليل الطويل صباح؟
أما قلت لي:
إن الفجر لاح
وسنفتح أذرعنا غدالنسائم
تنعش الأرواح
لن نحتار بعد في الطريق
ستكبر فينا العزيمة
وتبرأ الجراح
أما كنت تقول:
غدًا سندفئ الأيتام بالحنان
ونغطي الأرامل من عري السؤال
سنرفع هاماتنا كالجبال
لا نخشى البوح جهرًا
لا نرضى الهوان
مالي أراك اليوم صامتا كبئر
عابسًا كطير كسير الجناح
هل أصبحت مثلي بلا رجاء
تسلمني الحيرة للخوف
وأرى الخير في الفناء
أجبني فإني لا أحتمل أن أرى
في عينيك الخجل
يا علي: أما أيقظت في الحياة
فلا تعذبني بصمتك الحزين
فأنا لا أحتمل الوقوف
بين اليأس والأمل
قل إن حلمنا سراب
قل إنما أمامنا الخراب
قل ما شئت أن تقول
فاني أخشى إن طال صمتك
أن يهزمني الجنون