أنت لست مركز الكون لست مركز الحياة، لست حجر الزاوية، أكثر من في الأرض لا يعلم بوجودك، لا يعلم شيئًا عن أفراحك أو أتراحك، لست ضرورة في حياة الكثير ممن حولك، ربما يفتقدونك قليلاً عند موتك لكنهم سينسونك لا محالة فيألفون غيابك كما ألفوا وجودك.
لكن أنت مركز حياتك، أحداث يومك مشاعر قلبك أفكار عقلك كلها تجري في فلك أنت شمسه، أنت حجر الزاوية في بناء أعمالك. لذا اجعل حرصك كله نفسك، كيف ترقى بها؟ كيف تكون راضيا عنها؟ كيف لا تجرحها أو تحرجها؟ كيف تحفظ كرامتها؟،وقبل ذلك كله يا عزيزي كيف تنقذها وتنجيها؟
أنت مركز حياتك، أحداث يومك مشاعر قلبك أفكار عقلك كلها تجري في فلك أنت شمسه، أنت حجر الزاوية في بناء أعمالك.
لن يرضى عنك الأقارب ولا الأصدقاء ولا الأعداء، لماذا إذا تثقل كاهلك بكثير المسؤوليات؟ لماذا تفتح على نفسك حربًا كثيرة الجبهات؟ لم تريد أن تكون عبدًا للجميع؟ تلهث خلف رضاهم وما من مجيب؟ خلف الأقارب خلف الأصدقاء خلف مدير العمل، خلف رئيس البلدة خلف هذا وخلف ذاك..
مهلاً مهلاً أين نفسك من كل هؤلاء؟ إن كنت مُرضيًا أحدًا فهو نفسك أنت، أنقذها من نار الدنيا واسعى بها إلى نعيم الخلد بعد الممات، لا تعبد أحدا غير الله! الله الذي تتقلب في نعمه ليل نهار، الله الذي يسبل عليك ستره ليل نهار، الله الذي يرعاك بحفظه ليل نهار، الله الذي يقيل عثراتك ليل نهار، الله الذي يستمع شكواك ويجيب نداك ليل نهار، الله الذي يحبك ولا يرضى لك الهوان.
اعبده وحده، لا تسع لإرضاء غيره، لا تسع أن يسمعك غيره، لا تسع أن ينظر إليك غيره، من هو الخلق حتى تسعى لإرضائه؟ عش يا عزيزي وأنت لا ترى في هذه الحياة غير الله، ترقبه في أفعالك، أقوالك في همساتك ومجاهراتك في حركاتك وضحكاتك، لا يهمك الإنسان لأنه أضعف من أن يؤذيك، من لا يملك حتى نفع نفسه أتراه ينفعك أو يضرك!؟ هيهات هيهات. عش كريمًا بأهدافك مكرمًا بأفعالك، فلما تفارق الدنيا تبكيك الأرض وتنعيك السماء، ويستقبلك الملأ الأعلى بما أنت أهل له:(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر10) فهنيئا لك.