بقلم: النور ساير صالح
تشاد دولة إسلامية تقع في وسط أفريقيا وهي دولة مغلقة لا تطل على منفذ بحري، وهي تعتبر همزة الوصل بين الشرق العربي المسلم والغرب الأفريقي المسلم، وهي دولة قديمة جمعت بين مختلف الحضارات الشرقية المسلمة والغربية الأفريقية.
رمضان في تشاد له طعم آخر، فهذا البلد الإفريقي ينتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر، حيث يمثل المسلمون فيها نسبة لا تقل عن 85٪من عدد السكان، ويتعايش المسلمون في هذا البلد المسلم في تكافل رائع، يمثل النموذج لما أمر به الإسلام الذي قال نبيه – صلى الله عليه وسلم – ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم “فيتكاتف المسلمون ليعوض الغنى منهم الفقير،
وليفضِ فيه الذي يملك على من لا يجد قوت يومه، وهو ما يطلبه الإسلام من أتباعه تحديدا.
وهي كغيرها من دول العالم الإسلامي تستقبل شهر رمضان المبارك بحفوات وفرحة وسرور. حيث يكون لشهر رمضان المبارك طعم وَمِمَّا يثبت ذلك أن الأعمال الخيرية والصدقات والزكاوات تكون في هذا الشهر وهذا دليل بأن الشعب التشادي يعلم جيدا أن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن وشهر الخير والصدقة. ومذاق خاص لدى الشعب التشادي المسلم.
وتتجهز المنازل في تشاد بإعداد الأكلات التي تناسب الإفطار السحور وتكييف مواعيد العمل بما يتناسب مع شهر رمضان المبارك، كما يتسابق الأثرياء من المسلمين في تقديم وجبات الإفطار للفقراء والمساكين وعابري السبيل، حيث تجد أبناء ذلك البلد الطيب يتسابقون لجذب الصائمين للإفطار على موائدهم الرمضانية، كما تجدهم يقفون في الطرقات يدعون إخوانهم للإفطار لديهم،
وهى الظاهرة التي تعبر عن إدراكهم لمعاني إفطار الصائمين وأهمية التكافل والتعاون بين المسلمين في كل مكان.
المساجد والزوايا تعج بالمصلين والحلقات ملئ بقراء القرآن والكتب الدينية الأخرى (تفسير، حديث، فقه……. الخ).وكذلك يُستقبل الضيف الكريم بتزيين المساجد والبيوت وتنظيفها.
وأن لشهر رمضان سمة وعلامة خاصة في وجوه التشاديين حيث يقومون بتبادل التهاني الرمضانية فيما بينهم والمقولة الشهيرة هي (رمضان كريم) وتأتي الإجابة ( الله أكرم).
ومن العادات الجميلة والشهيرة لدى التشاديين في شهر رمضان المبارك، حيث يقومون بإعداد أنواع الأطعمة المختلفة التي تخص رمضان وهي الشربة أو الحساء وهو طعام يطبخ من اللحم والبصل والزيت والبطاطس وهو طعام جميل للصائم يكسبه القوة، وكذلك يصنع طعام المديدة وهي من الأرز واللبن والفول الأبيض وتارة تطبخ من الغلة وهذه حبوب أفريقية ذات فيتامينات عالية، وبهذه الأطعمة الرمضانية تكون الصفرة التشادية مختلفة عن غيرها في شهر رمضان المبارك.
كذلك تحضر شربة أيضا من اللوبيا وهو نوع من أنواع البقوليات، وكذلك القمح، وتحضر الذلابيا كذلك (لقيمات).
ومن المشروبات الرمضانية المشهورة في تشاد هو عصير الكركدي وماء الأبري وعصير الليمون كذلك.
من المعلوم أن معظم الطعام في رمضان في تشاد يتركز على السوائل، كما لا يخفى على الجميع أن العصيدة أيضا طعام مهم بالنسبة للتشاديين.