أرعى النجوم وليلي قلب نجمه يخبو فتظلم نفسي إنه القبر
أشكو إلى الله بثي ضارعا عله يبزغ فجر فلا هم ولا كدر
وتارة يشرق النجم فتسري إلى العلياء روحي ويحلو معه السمر
مناجيا أرتجي وصلا معذبتي أحبة حال دون شملنا القدر
ألا لقاء يضمنا نجدد عهـ ـدا سالفا طيب مورده والأثر
في روضة من رياض الله نعمرها نستنزل الرحمة الفضلى ونعتبر
أيام كنا نرود مسجدا حلقا كأنها من جنان الله مختصر
مناهل من معين الوحي رياها الحلم والعلم واليقين والنظر
من فيضها شرب الفؤاد بعض الهوى هذا الحنين لذياك الهوى أثر
إيه مراتعنا أين المجالس من فقه ندارسه والروح والفكر
أين المراقي؟ وأين السابقون بهم نسمو وأرواحنا تصفو وتزدهر
السالكون إلى الله على رشد مشاعل النور وإن غابوا وإن حضروا
بل أين في الكون ديننا ودعوتنا؟ أين الفوارس والرايات والضمر
في سرج الدهر باتوا؟ أم نأوا عن سفا سف الحياة تسامى بهم القدر
نحو الجنان وأسرجوا خيول الهدى ونحن في البيداء مسنا خطر
هانت عزائمنا وفي دروب الدنى تهنا فضاع العز والهدى النضر
إيه مراتعنا! أين الأحبة إخــ ـوان الصفا والنقا والأنجم الزهر
إني أرى في سماء الواصلين تكا ثرت نجوم وفي سمائنا كدر
بالصالحات تضيء الظلمات هم الشهيد والفارس المغوار والدرر
هذا السبيل سلكناه معا فمضى بالعز سابقنا ونحن ننتظر
ركب مضى يقتفي آثار صحب إذا شح الزمان لهم في بيدنا أثر
كالنخل مهما تكالبت عليها الظنو ن تبتدي وصلها ويغدق الثمر
بالخير يجري سحابنا فيغمر رو ضنا نداها ويحنو الظل والشجر
وكلما عصفت يد الظلام مرو جنا تجدد عشب ونما الخضر
أحبتي هذي رياضكم بكر ما مسها ظالم ولا دنا الخطر
لكنها العلياء تجتبي كل من تصفو سريرته والموعد الكوثر
أرعى النجوم وليلي للمغيب دنا فشمري يا نفس بورك السحر
مولاي مغفرة منك عزائي وإن ضاقت بي الدنيا وسامني الضرر
بنور وجهك أحتمي من النظرا ت منك غضبى وأنت أمرك القدر
مولاي خذ بيدي وامح الشقاء ويسـ سر لي طريق الهدى من أمرك اليسر
مولاي نحن الضعاف فيك يجمعنا مواضع السجدات والهدى النضر
لا تحرمنا ثبات المخلصين وأجـ ـر الفاتحين ومن للمعاصي هجر
ليل الواصلين أنيس العارفين وليـ ـل الغافلين وشيك مسه الخطر