سرطان الغدد الليمفاوية

الغدد الليمفاوية تعد من أهم مكونات جهاز المناعة، فهي خط الدفاع الأول ضد أي عدوى أو غزو جرثومي يهاجم الجسم. لكن، ماذا يحدث عندما تصاب هذه الغدد بالسرطان؟ في هذا المقال نسلط الضوء على سرطان الغدد الليمفاوية، أنواعه، أعراضه، وأبرز طرق تشخيصه وعلاجه.

ما هو سرطان الغدد الليمفاوية؟

سرطان الغدد الليمفاوية (Lymphoma) هو نوع من السرطان يصيب الخلايا الليمفاوية المسؤولة عن مكافحة العدوى. يوجد هذا النوع من الخلايا في الغدد الليمفاوية، والطحال، ونخاع العظام، وأجزاء أخرى من الجسم. ويختلف عن سرطان الدم الذي ينشأ من خلايا الدم داخل نخاع العظم.

الأنواع الرئيسة

– سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين: يظهر غالبًا بين 20 و39 عامًا، وتزداد نسبته بين الرجال.

– سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكيني: هو الأكثر شيوعًا، ويصيب في الغالب كبار السن من 60 إلى 80 عامًا.

الأعراض

غالبًا لا تكون الأعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن من أبرز العلامات:

  • تضخم غير مؤلم في الغدد الليمفاوية بالرقبة أو الإبط أو الفخذ.
  • السعال وضيق التنفس.
  • التعب المستمر وفقدان الوزن غير المبرر.
  • التعرق الليلي والحمى.
  • الحكة الجلدية أو الطفح الجلدي.
  • تضخم الطحال وآلام البطن.

الأسباب وعوامل الخطر

لا يوجد سبب محدد، لكن هناك عوامل قد تزيد احتمالية الإصابة، منها:

  • وجود تاريخ عائلي للمرض.
  • التعرض للإشعاع أو بعض المواد الكيميائية.
  • العدوى الفيروسية مثل فيروس إبشتاين بار أو التهاب الكبد.
  • ضعف الجهاز المناعي كما في مرضى الإيدز أو بعد زراعة الأعضاء.
  • أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء أو الروماتويد.

التشخيص

يبدأ التشخيص بالفحص السريري للكشف عن العقد المتضخمة، ثم يتطلب الأمر فحوصًا دقيقة تشمل:

  • اختبارات الدم (تعداد الدم الكامل وكيمياء الدم).
  • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
  • البزل القطني لفحص السائل النخاعي.
  • الخزعة من الغدد الليمفاوية أو نخاع العظم للتأكد من وجود الخلايا السرطانية.

نسب الشفاء

تعتمد نسب الشفاء على نوع السرطان ومرحلة اكتشافه:

  • سرطان هودجكين: تصل نسبة البقاء على قيد الحياة 5 سنوات إلى نحو 86%.
  • سرطان اللاهودجكين: تصل النسبة إلى 72% تقريبًا.

طرق العلاج

– العلاج الكيميائي: باستخدام أدوية تستهدف الخلايا السرطانية.

– العلاج الإشعاعي: بأشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية.

– العلاج الموجه أو البيولوجي: أدوية متطورة تهاجم الخلايا المريضة بدقة.

– العلاج المناعي: لتحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية.

– زرع النخاع: خيار متقدم للحالات الصعبة أو التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.

خلاصة

سرطان الغدد الليمفاوية من السرطانات التي قد تمر دون أعراض مميزة، ما يجعل اكتشافها في المراحل المبكرة صعبًا. غير أن الطب الحديث يوفر اليوم وسائل تشخيص دقيقة، وعلاجات متعددة تزيد فرص الشفاء بشكل كبير. الكشف المبكر والمتابعة الطبية هما السبيل الأهم لمواجهة هذا المرض بفاعلية.