التسامح هو المحبة والوئام والانفتاح والاعتدال والعطاء، وهو الأخوَّة بين البشر جميعًا؛ يعزز قيم التعايش المشتـرَك بينهم، والعفو عند المقدرة، فإن لم يكن ردُّ الإساءة بالإحسان، فلا تُـرَدُّ الإساءة بالإساءة، وإلا تـفشَّى التشفِّي. والتسامح سموٌّ أخلاقي يحقـق السلم، ومن شأنه تـزكية النفس وعمارة الكون، ومن فضائله أنه دعوة سامية للأنبياء والرسل، حملها عنهم الأولياء والعلماء، وصورة مشرِّفة للمجتمعات الحضارية الراقية، حافظ على بهائها العدول من كل خَلَف.
ولقد قـرر القرآن الكريم أن أمة الإسلام هي خير الأمم؛ لأنها صدقَت الله في إيمانها، فتـأمر بالمعروف وتـنهى عن المنكر، مما يعمل على مد بساط التسامح، وضبط منظومة القيم في النفس والكون، فقال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)(آل عمران:110)؛ لذا أوجب الله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن تـكون دعوته ملؤها التسامح، بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال الحسن، كما في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(النحل:125).
ولعل أهم آليات ترسيخ قيم التسامح التي تراعي البعد الإنساني، هي سَنُّ التشريعات ورسم السياسات وطرح المبادرات، وإعداد البحوث العلمية وعقد المؤتمرات الدولية وإتاحة التقارير والتوصيات، وإبرام شراكات بين المؤسسات المختـلفة، والحوار بين الأديان؛ لإجهاض روح التعصب ودحض أفكار التطرف.
وغرس ثقافة التسامح تـكون بالحوار البنَّاء بين الأجيال المختـلفة، والعمل على استـنهاض نماذج القدوة بدءًا من البيت فالمدرسة؛ لتحقيق حوارٍ متـكافئ بين الأب وأبنائه، وبين المعلِّم وطلابه، فالتواصل بين الأجيال المتعاقبة يرسخ قيم التسامح، ثـم الاهتمام بالهدف التوعوي في الحوار المجتمعي حتى تسود القيم الإيجابية، بما يحفظ معالم الهوية ولا يقطع الصلة بالتراث، ويتـشوَّف إلى المستـقبل، ويسمح بقبول الآخر.. فالمجتمع الصحِّي هو الذي يؤمن بالتعددية التي بها يتحقـق الأمان.
إن الإسلام والعروبة بوصفهما وجهي عُمْلَة الهوية، يفرضان علينا أن نُعلي من قيم التسامح على مستوى الأفراد والمؤسسات، فالعمل الفردي ينمُّ عن وعي الإنسان ورقـيه، بينما يُعَـدُّ العمل المؤسسي أحد الوجوه الحضارية للمجتمعات. ولأن التسامح من قيم هويتنا العربية الإسلامية، فـقـد اهتـمـت به كثير من دولنا -بوصفه عملاً مؤسسيًّا- من خلال الهدف والرؤية والرسالة لكثير من المؤسسات التعليمية والعلمية والثقافية، كالمدارس والجامعات وقصور الثقافة؛ لِمَا لها من دور تربوي وتأسيسي، فضلاً عن دور المسجد الذي يرتب منظومة القيم على أساس عقدي. وهناك مؤسسات ذات بُعد دولي يتجلى هدف التسامح في كثير من أنشطتها، كالأزهر الشريف، ورابطة العالم الإسلامي، ومكتبة الإسكندرية. ونود التوقف بتأنٍّ عند بعض هذه المؤسسات المعاصرة والمؤثرة في آنٍ، مثـل:
التجربة الأولى: إنشاء المملكة العربية السعودية “مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني” بالرياض، في سنة 1424هـ/2004م، الذي تغير إلى “مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري”، في سنة 1445هـ/2023م، للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وترسيخ ثـقافة الحوار بين أفراد المجتمع بجميع فئاته، بما يحافظ على الوحدة الوطنية وأساسها العقيدة الإسلامية، ويحقـق المصلحة العامة، كما يصدر المركز “جائزة الحوار الوطني”، منذ سنة 1442هـ/2021م.
ويهدف مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري إلى: “مناقشة القضايا الوطنية (الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقـتصادية والتربوية) وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته، وتشجيع أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني على الإسهام والمشاركة في الحوار الوطني، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح، المبني على الوسطية والاعتدال، والإسهام في توفير البيئة الملائمة لإشاعة ثـقافة الحوار داخل المجتمع، ووضع رؤىً إستراتيجية لموضوعات الحوار الوطني”(١).
التجربة الثانية: إنشاء جمهورية مصر العربية “بيت العائلة المصرية”، مقـرُّه الرئيس مشيخة الأزهر بالقاهرة، في سنة 1432هـ/2011م، بوصفه هيئةً مشتـرَكة، برئاسة “فضيلة شيخ الجامع الأزهر الشريف” و”قـداسة بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية” بالتناوب، كلٌّ في دورة مدَّتها أربع سنوات، ويتولى إدارته “مجلس الأمناء” و”المجلس التنفيذي”، حيث يتكـون مجلس الأمناء من بعض علماء الإسلام الذين يختارهم شيخ الأزهر، وبعض رجال الكنيسة الذين يختارهم قـداسة البابا، وعددٍ من الخبراء يُختارون بالاتفاق بينهما، أما المجلس التنفيذي فيرأسه الأمين العام. ويهدف بيت العائلة المصرية إلى: “الحفاظ على النسيج الواحد لأبناء مصر، وله من أجل تحقيق هذا الهدف، الاتصال والتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة، وتـقـديم مقـتـرحاته وتوصياته إليها، وكذا عـقـد المؤتمرات واللقاءات في جميع محافظات مصر”(٢).
كما يحق “للمجلس التنفيذي أن يشكل لجانًا؛ للقيام بمهام محددة لتـنـفيذ السياسة العامة لبيت العائلة المصرية، أو إجراء بحوث أو دراسات أو لقاءات معيَّنة، داخلة في أهدافه” [وفـقًا لمادته الثامنة]، كذلك “يراعى أن تكون بين اللجان المنبثقة “لجنة رصد”؛ مهمـتها متابعة ما يحدث في المجتمع المصري من أحداث تمسُّ الوحدة الوطنية، والقيام بجمع كل الوثائق المتعلقة بها” [وفـقًا لمادته التاسعة]، أيضًا فمن لجانه: “لجنة الخطاب الديني، ولجنة الثقافة الأسرية، ولجنة الشباب للتنمية المجتمعية، ولجنة التعليم، ولجنة الإعلام والعلاقات العامة، ولجنة الرصد والمقـتـرحات، وغيرها” [وفـقًا لمادته العاشرة].
إذن، تعمل هذه الهيئة على ترسيخ القيم الإنسانية والتعايش السلمي، وتدعيم الوحدة الوطنية وقبول التعـددية، وتحقيق المواطنة والتسامح، فـتتجلى المساواة في مثول المواطنين سواسيةً أمام القانون بما لكلٍّ من حقوق وعليه من واجبات، وتعزيز الحوار والتفاهم بين شتى فئات المجتمع وطوائفه وأطيافه، فيسهم في بناء الإنسان المصري على أسس من الاحترام المتبادَل في ظل العيش المشتـرك، مما يعزز انتماءه إلى وطنه، فيُعلي من شأن المصلحة العامة لشعوره بشرف الانتماء إليه، ويسهم ذلك في امتصاص التوتر الطائفي، وحلِّ الكثير من المشكلات الاجتماعية، حيث تحصِّنه دعائم الإيجابية ضد ما يعكِّر صفو المجتمع المتماسك؛ كالاحتقان والتزمُّت والتعصب والتطرف والعنف والإرهاب.
التجربة الثالثة: إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة “مركز هداية” لمكافحة التطرف العنيف في سنة 1434هـ/2012م. و”مركز صواب” بتعاون إماراتي أمريكي؛ لدعم جهود التحالف الدولي في الحرب ضدَّ التطرف والإرهاب، في سنة 1436هـ/2015م. واستحداث الإمارات “وزارة التسامح والتعايش”، في سنة 1437هـ/2016م. وتـأسيس “المعهد الدولي للتسامح” بدُبَي، في سنة 1438هـ/2017م، وله نشرته الرقمية “منبر التسامح”، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بمفاهيم التسامح، ويصدر “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح” أو السلام العالمي، منذ تاريخ صدور قانون إنشاء المعهد، ولكن صدر القانون رقم (6) لسنة 1442هـ/2021م بإلغائه، ونقله إلى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري لتـتولى القيام بمهامه واختصاصاته.
ويهدف المعهد الدولي للتسامح إلى “بث روح التسامح والألفة بين أفراد المجتمع، وترسيخ مكانة الدولة كنموذج يحتـذى به، للتسامح والتعددية الثقافية والدينية، وبناء مجتمع متلاحم يرتـكز على التسامح والسلام والتعايش المشتـرك وقبول الآخر، ونبذ مظاهر التمييز أو العنف أو الكراهية كافة؛ بسبب الدين أو الجنس أو العِرْق أو اللون أو اللغة.. والمساهمة في تحقيق أهداف البرنامج الوطني للتسامح، وتكريم الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في ترسيخ قيم التسامح، باعتباره وسيلةً للتفاعل الحضاري بين الشعوب، وتشجيع روح المبادرة والتميز في إرساء قواعد التسامح على المستوييْن الوطني والدولي، وتـشجيع الحوار بين الأديان، وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام، باعتباره دين تسامح وسلام”(٣).
التجربة الرابعة: إنشاء مملكة البحرين “مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي”، في سنة 1439هـ/2018م، ويصدر “جائزة الملك حمد للتعايش السلمي”، منذ سنة 1446هـ/2024م.
ويهدف مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي إلى “إبراز منظومة القيم والمشتـركات الجامعة بين الحضارات والثقافات، والتعريف بها، والعمل على إثراء مسيرة التسامح والتعايش السلمي من خلالها، والتوعية بأهمية تلاقي الحضارات وتمازجها؛ لتحقيق السلم العالمي والعيش الإنساني المشتـرك، وتعزيز السلم العالمي والعيش المشتـرك بين البشر، من خلال ما تجسِّده المشتـركات الجامعة بين الحضارات، وإحداث حركة تنويرية من خلال التوعية بأهمية الحوار، والالتـقاء على ما اتفـقـتْ عليه الحضارات والثقافات من مشتـرَكات أخلاقـية وحقوقـية، ومكافحة الفكر المتطرف المغذِّي للعنف والكراهية والإرهاب، وإظهار إيجابية التعددية والتنوع والتعايش والتسامح، في حاضر المجتمع البحريني وموروثه الثـقافي”(٤).
والعمل المؤسَّسي يسهم في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام بوصفه دين تسامح وسلام، وتعزيزُ المؤسسات الوطنية حول التسامح يعمل على بناء قدرات المواطن؛ لمنع سلوك العنف ومكافحة ارتكاب الجريمة، مما يحصِّن المجتمع وينأى به عن التطرف والإرهاب، والتسامح يمنح التمكين للأفكار المبتـكَرة -خاصة لدى الشباب- حتى تصير واقعًا ملموسًا ومستـقبلاً واعدًا، بدلاً من الاصطدام بالواقع المعيش. فالتسامح يعمل على زيادة فرق العمل التطوعي للمشاركة في وجوه الخير، مثـل إطعام الجوعى، وعلاج المرضى، وإكساء العرايا، وكفالة الأيتام، ومحو أمية الكبار، واستصلاح الصحارى، وحفر الآبار، وغيرها.. ومعظمها مشروعات تتمحور حول فئات الضعف الإنساني، مثـل “الفـقراء، والمرضى، والأيتام، وذوي العاهات، والنازحين من بؤر الصراع العِرْقي والاحتراب الأهلي، وضحايا الحروب، وغيرها”.. والتسامح هو شاطئ الأمان لمن تفرقت بهم السبل؛ لأنه يفتح أبواب الأمل أمام من استبد بهم اليأس، حيث يعيشون بسببه واقعًا كريمًا، ويتطلعون إلى مستـقبل آمن.
ولأن التسامح هو الوجه الأبهى للصلاح، فإن المتسامِح -وهو يبني جدارًا أمام من آذاه- يظن أن جداره كالطَّوْد، فإذا به جدار كجدار الغلامين في سورة الكهف؛ حيث كان يبنى لهما مؤقتًا على كنزهما المخبأ؛ حتى يـبلغا أشدهما فيستخرجاه. والمتسامِح أراد حصانة جداره؛ لأنه لم يكن يعلم أن كنزًا تحته، وبرحمةٍ من ربك أراد الجدار شفيفًا، حتى يستخرج المتسامِح كنزه حين يبلغ من تمام التسامح أشُـدَّه.
وأخيرًا.. فلقد رسم أمير الشعراء أحمد شوقي (ت 1351هـ/1932م) صورة مثلى لملامح التسامح في ظل الأديان السماوية حين كتب قصيدته “قـبْـرَ الوزير تحـيةً وسلامَا”، سنة (1328هـ/1910م)، بمناسبة حادث اغتيال بطرس باشا غالي، الذي كان رئيسًا للوزارة المصرية (النِّظارة حينها) تحت حكم الخديوي عباس الثاني. وانطلق الشاعر من قضية الموت ثـم الحساب، فاستلهم وجه الله الباقي ووظفه، من قوله تعالى: (وَلَا تَـدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُـرْجَعُونَ)(القصص:88)، وقوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَـلَيْهَا فَانٍ * وَيَـبْـقَى وَجْهُ رَبِّـكَ ذُوَ الْجَلَالِ وَالْإكْـرَامِ)(الرحمن:26-27).
حيث يقول شوقي في أبيات متـفرقة من قصيدته، وقـد شاع بعضها بين الناس شيوع المثل(٥):
إِنَّ الَّـذِي خَـلَـقَ الْحَـيَاةَ وَضِـــــدَّهَـا | جَـعَــلَ الْــبَــقَـاءَ لِــوَجْــهِــهِ إِكْــرَامَـا |
قَـدْ عِـشْتَ تُحْدِثُ لِلنَّصَارَى أُلْفَةً | وَتُـجِـدُّ بَـيْـنَ الْـمُـسْــلِـمِـيــنَ وِئَـامَـا |
أَعَـــهِـــدْتَــــنَــا وَالْـــقِــــبْـــطَ إِلَّا أُمَّـــــــةً | لِـلأرْضِ وَاحِــدَةً تَـــرُومُ مَــرَامَـا؟! |
نُعْـلِي تَـعَـالِـيـمَ الْمَـسِـيحِ لِأجْـلِـهِمْ | وَيُـــوَقِّـــرُونَ لِأجْـــلِــنَــا الإسْــلَامَــا |
الــدِّيــنُ لِـــلـــدَّيَّــانِ جَــــلَّ جَـــلَالُـــهُ | لَـــوْ شَــاءَ رَبُّــــكَ وَحَّـــدَ الأقْـــوَامَـا |
هَذِي رُبُوعُكُـمُ وَتِــلْــكَ رُبُــوعُــنَـا | مُــتَـــقَــابِــلِـــيـــنَ نُـــعَـــــالِــجُ الْأَيَّــامَـا |
هَذِي قُـبُــورُكُــمُ وَتِــلْــكَ قُــبُــورُنَـا | مُـتَـجَـاوِرِيـنَ جَـمَـاجِـمًـا وَعِـظَـامَـا |
فَبِحُـرْمَةِ الْمَـوْتَى وَوَاجِبِ حَـقِّـهِـمْ | عِيشُوا كَمَا يَقْضِي الْجِوَارُ كِرَامَا |
(*) أستاذ البلاغة والنقد، كلية الآداب، جامعة بني سويف / مصر.
الهوامش
(1) وفـقًا لمادة “الأهداف”، من الأمر الملكي، رقم (339) بإنشاء المركز، الصادر في الرياض/السعودية، بتاريخ 24 جمادى الأولى 1424هـ/24 يوليو 2003م.
(٢) وفـقًا للمادة (2- الأهداف)، من قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (1279) بالنظام الأساسي لبيت العائلة المصرية، الصادر في القاهرة/مصر، بتاريخ 14 ذي القعدة 1432هـ/12 أكتوبر 2011م.
(٣) وفـقًا للمادة (5- الأهداف)، من القانون المحلي رقم (9) بإنشاء المعهد، الصادر في دبي/الإمارات، بتاريخ 20 رمضان 1438هـ/15 يونيو 2017م.
(٤) وفـقًا للمادة (4- الأهداف)، من الأمر الملكي رقم (15) بإنشاء المركز، الصادر في قصر الرفاع/البحرين، بتاريخ 26 جمادى الآخرة 1439هـ/14 مارس 2018م.
(٥) ديوان الشوقيات، أحمد شوقي، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، ط1، 1433هـ/2012م، ج2/ب3، ص:753-754.