“غدًا نلقى الأحبة، محمدًا وصحبه”
يوم وفاة الأستاذ محمد فتح الله كولن رحمه الله(١)
| طوبي لـروحك.. تستحيلُ طُيوبا | ولشوق قلبك.. كـي يزور حبيبًا |
| قاربـت مــن لُـقـيا الأحـبّــة مـــنـــزلاً | يا عاشقًا جـعــل الـقِـفار خـصيــبًا |
| يا عالـمًا أسَـــر القلــــوبَ بــوعـظـه | ما كنت في درب السُّـــراة كذوبًا |
| كم مسجدٍ يرثيك.. كُنت إمامه | أضحـى بفقـدك مُظـلـمًا وكــئــيـــبًا |
| كم مـجلس للعلـم كنت ســراجَه | وأنرت من هدي الرَّسـول دُرُوبًا |
| غالبــت شــــوقك للديار وأهــلـها | وكتمت عشقًا مُذ رحلت طروبًا |
| ومددت فيها حبل وصلك صادقًا | عـــارٌ عـلـيــها أن تـمـــوت غــريـــبًا |
| أتضيــق عنــك سهـولـها وجـبالـها | وثـمار غرسك في الربوع خصيبًا |
| ما كنت (فتح الله) طالب شهرةٍ | يا زاهدًا جعـل (الـرقيب) رقـيــبًا |
| صابرت.. والظُلــمُ الأثيـم مُكابرٌ | وعفوت عن سَفه الحسود حريبًا |
| جــافـــيــت دنــيا لا بــقاء لأهــلــها | وسبقت فـي رُتَبِ الـجِنان طَلوبًا |
| كــم كنت مشتاقًا لــرؤية (أحمدٍ) | واليـوم تـرقـى للحـبــيـب.. حبيبًا |
| طـــوبـــى لأرض أنــت بين تــرابــها | يا من نثـرت علـى الـحياة طُيوبًا |
(*) مدير تحرير مجلة مكة، والمشرف على مركز رؤية الثقافي بمكة / المملكة العربية السعودية.
الهوامش:
(١) تم كتابة هذه القصيدة يوم الخميس ٢١ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ/٢٤ أكتوبر ٢٠٢٤م.
(٢) الحريب: الذي سُلب ماله ومتاعه فلم يبق عنده شيء منه.


