فوائد الضحك لصحة الإنسان

الضحك هو أسهل الطرق التي تساعدنا على اجتياز معركتنا اليومية للحفاظ على صحة نفسية سليمة، فهو بمثابة البلسم الذي يخفف عنا كثير من المواقف الصعبة، لكن هل تعلم أن فوائد الضحك تتخطى ذلك بكثير، وتمتد إلى العديد من الفوائد الصحية والنفسية؟ 

فوائد الضحك للصحة العامة

هناك العديد من الفوائد الصحية التي يحملها الضحك إلى أعضاء الجسم بشكل عام، لهذا السبب يعتبره بعض الأطباء من أبسط الأدوية التي تساعد أجسامنا على تخطي العديد من الأمراض.. وهي:

تعزيز الجهاز المناعي

يدعم الضحك كفاءة الجهاز المناعي الذي يساعد على حمايتنا من الإصابة بكثير من الأمراض، فمن ضمن الحقائق المعروفة علميًّا أن الأفكار السلبية بشكل عام تتسبب في بعض التفاعلات الكيميائية التي تؤثر على الجسم عن طريق تقليل كفاءة الجهاز المناعي.

وعلى النقيض من ذلك يساعد الضحك على زيادة الخلايا المنتجة للأجسام المضادة، كما يعزز من إنتاج الببتيدات العصبية التي تساهم في مقاومة الجسم للكثير من الأمراض.

تخفيف الآلام الجسدية

يساعد الضحك على تجاوز كثير من المرضى آلامهم الجسدية وزيادة تحملهم لها، فهو يحفز إفراز الجسم لمادة الإندورفين التي تعمل بمثابة مسكن طبيعي يخفف من الآلام الجسدية.

تعزيز صحة القلب

أثبتت العديد من الأبحاث فوائد الضحك لصحة القلب والأوعية الدموية، فهو يساعد على زيادة معدل ضربات القلب، وتدفق الدم إلى جميع أنسجة الجسم، كما يحسن من حركة الأوعية الدموية، ويجعلها تتوسع وتتقلص بسهولة.

انخفاض مستوى السكر في الدم

أجريت دراسة صغيرة على مجموعة من المصابين بمرض السكري؛ للتَّحقق من تأثير الضحك على مستوى السكر في الدم لدى هؤلاء المرضى، حيث تناول هؤلاء المرضى إحدى الوجبات، ثم عقدت إحدى المحاضرات التي تتضمن مادة علمية، وفي اليوم التالي تناول المرضى نفس الوجبة، وبعدها شاهدوا فيلمًا كوميديًّا، ولوحظ انخفاض مستوى السكر لدى هؤلاء المرضى بعد الفيلم عما كان عليه بعد المحاضرة.

الاسترخاء والنوم

نظرًا للدور الذي يلعبه الضحك في تحفيز إنتاج مادة الإندورفين، التي تعد من أهم المواد التي تخفف من الشعور بالألم، فهو يساعد على منح كثير من المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المؤلمة نومًا خاليًا من الألم، مقارنةً بالنوم غير المنتظم الذي يستيقظ فيه هؤلاء المرضى كثيرًا نتيجة لشعورهم بالألم.

تحسين الذاكرة

هناك علاقة قوية بين الضحك وقدرتنا على تذكر العديد من المواقف، فمن الملاحظ أنه عند اقتران روح الدعابة بكثير من المواقف يسهل تذكرها، وهو ما أشارت إليه إحدى الدراسات التي أكدت على أن أي محتوى مرئي يكون لديه فرصة أكبر في أن يتذكره المشاهد عندما يحمل روح الفكاهة.

فوائد الضحك النفسية

هناك العديد من الفوائد التي يعزز بها الضحك من الصحة النفسية، حتى نتمكن من مواجهة كثير من المواقف الصعبة التي نتعرض لها يوميًّا، فبينما يبدو أنك تضحك ببساطة على دعابة أو على أحد المشاهد الكوميدية، فأنت في الواقع تحسن صحتك النفسية.

تحسين الحالة المزاجية

يعاني كثير من الأشخاص من نوبات الاكتئاب، خاصةً أصحاب الأمراض المزمنة، يساعد الضحك هؤلاء المرضى على تحسين حالتهم المزاجية، والحد من أعراض التوتر والاكتئاب، كما يعزز من احترام هؤلاء المرضى لذاتهم، ويزيد من شعورهم بالرضا، وهو من أهم الأمور التي تنعكس على الصحة النفسية لهؤلاء المرضى.

الحد من التوتر والضغط العصبي

يساعد الضحك على التقليل من التوتر والضغط العصبي الذي نتعرض له في العديد من المواقف الصعبة، فهو يعمل بمثابة أداة تساعدنا على التكيف مع صعوبات الحياة اليومية، وربما يحفزنا على اكتشاف زوايا جديدة في بعض المشاكل، أو رؤية بعض المواقف الصعبة من منظور مختلف.

بالإضافة إلى ذلك أثبتت بعض الأدلة العلمية أن هناك علاقة بين الضحك والحد من إفراز هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يفرزه الجسم أثناء لحظات الغضب والتوتر، ويساعد الحد من إفراز هذا الهرمون على تقليل التوتر والضغط العصبي.

فوائد الضحك الاجتماعية

يمكننا اعتبار الضحك من الأمور المُعدية التي تنتشر بين الأشخاص بمنتهى السرعة، الأمر الذي يجعل هؤلاء الأشخاص يشعرون بالتقارب بعد مشاركة أحد المواقف الساخرة معًا، مما يؤدي إلى دعم الروابط الاجتماعية بين الأشخاص، وزيادة التواصل والترابط بينهم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية التي تحقق التوازن النفسي الذي نبحث عنه جميعًا.

بالإضافة إلى ذلك تساعدك روح الفكاهة على فهم نفسك والآخرين بشكل أكثر عمقًا، فالضحك يتصل بشكل مباشر بمفاهيم الرحمة والتسامح التي نلتمسها جميعًا في علاقتنا بمن حولنا، خاصةً في الأوقات العصيبة.

ماذا يحدث لأجسامنا عندما نضحك

وبعد أن تعرفنا على فوائد الضحك، ينبغي أن نعرف التغيرات التي تطرأ على أجسامنا عندما نضحك، فمن الناحية الفسيولوجية نقوم بشد عضلاتنا في الوجه والجسم، ويرتفع معدل نبض القلب وضغط الدم لدينا، ونتنفس بشكل أسرع، مما يؤدي إلى تدفق الأكسجين إلى جميع الأنسجة في أجسامنا.

يشير بعض الباحثين إلى أن تأثير الضحك على الجسم يضاهي تأثير التمرينات الرياضية في زيادة معدل ضربات القلب، حيث وجد هؤلاء الباحثون أن معدل ضربات القلب استغرق عشر دقائق على آلة المشي الرياضية حتى يصل إلى نفس المعدل الذي كان عليه بعد دقيقة واحدة من الضحك الشديد.

على الجانب الآخر هناك بعض الآراء العلمية التي ترجح أن الضحك يلعب دورًا في حرق السعرات الحرارية، فقد أجرى أحد الباحثين في جامعة فاندربيلت دراسة صغيرة قام فيها بقياس كمية السعرات الحرارية التي يتم حرقها أثناء الضحك، واتضح من خلال هذه الدراسة أن الضحك لمدة 15 دقيقة يساعد على حرق 50 سعرًا حراريًّا.

هل هناك طرق للعلاج بالضحك؟

تعد الهند من أول الدول التي حرصت على الاستفادة من أهمية الضحك وتضمينه في العلاج، حيث تنتشر في الثقافة الهندية أحد الطرق العلاجية التي بنيت على هذه الفوائد ويطلق عليها يوغا الضحك، وقد تزايدت شعبية هذه الطريقة في الآونة الأخيرة باعتبارها واحدة من العلاجات الشعبية التي تجمع بين الضحك، وبين التخفيف من التوتر والاكتئاب، والاستفادة من التأثير الإيجابي للضحك على الصحة العامة والصحة النفسية، إلا أن هذه الطريقة لم تُثبت علميًّا أو طبيًّا.

تتخطى فوائد الضحك مجرد كونه وسيلة نتكيف بها مع ضغوط الحياة اليومية، فهناك العديد من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية للضحك، كما توجد بعض الطرق العلاجية مثل يوجا الضحك -الغير مثبتة علميًّا بعد- استغلت هذه الفوائد؛ لكي تخفف من أعراض التوتر والقلق التي نعاني منها في حياتنا اليومية.