نحن لا نرتقي إلا بتعديل زوايا النظر، إذ إن الفكر هو البذور وسلوكياتنا هي البراعم التي تنمو منها، أما الثمار فهي الأفراح والأحزان التي نعيشها.. في مقالته البارزة “الإنسان في بوتقة الفكر” التي تتصدر هذا العدد من حراء، يأخذنا الأستاذ “فتح الله كولن” في رحلة لاستكشاف العوامل الحيوية التي تنمِّي قدرات الإنسان الكامنة؛ يقول “كولن”: “لقد أُرسل الإنسان إلى الأرض ليؤدي مهمة سامية، مزوَّدًا في فطرته ببذور ونويات تحمل كل المؤهلات المطلوبة لهذه المهمة العظيمة، ومن ثمَّ فإن ارتقاء الإنسان إلى شخصية نبيلة، وحيازته لفطرة وهوية ثانية تتسم بالسمو، ثم الحفاظ على هذه الهوية والشخصية المرموقة، مرتبط بتفكير منظَّم وسعي دؤوب وعمق في حياة القلب والروح”.. ومن ثمَّ يؤكد أن الارتقاء إلى سماء الإنسانية يتطلب نية صافية، وتفكيرًا منظمًا، وعزيمة لا تهتز، وجهدًا متواصلاً.

في الوقت نفسه، يقدِّم لنا “العطري بن عزوز” في مقاله “كيف نتدبر القرآن؟” رؤى حول كيفية تحقيق السعادة الدنيوية والأخروية من خلال التأمل في مقاصد آيات القرآن الكريم.

يُعاني كثير من الناس في عصرنا هذا من العزلة، وهي ظاهرة مرضية تؤثر نفسيًّا وجسديًّا، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الشعور بالوحدة قد يكون له أبعاد صحية خطيرة.. في مقاله “العزلة في عصر التواصل”، يلقي “خالد صلاح حنفي محمود” الضوء على كيفية التغلب على هذه الظاهرة من خلال التقارير والأبحاث العلمية.

أما في موضوع صحة المعدة، التي تعتبر بيئة حيوية معقدة تحتوي على مجموعة واسعة من البكتيريا والفطريات التي تساهم في عملية الهضم، فيعرض “إبراهيم أبو عناية” في مقاله “الحياة داخل المعدة” كيف أن النظام الغذائي والحياة الصحية يمكن أن يعززا من صحة المعدة، ويساعدا على التخلص من السموم.

يركز “صلاح عبد الستار الشهاوي” في مقاله “رعاية المسنِّين فريضة إنسانية” على أهمية رعاية كبار السن في الإسلام، حيث يوجب على المسلمين تقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي للمسنين.

وفي موضوع العمل من المنزل، يناقش “محمد أبو سبحة” في مقاله “العمل من المنزل.. حقائق غير متوقعة” الإيجابيات والسلبيات المصاحبة لهذا النمط من العمل، مستعرضًا كيف يمكن أن يؤدي إلى راحة ومرونة، ولكن أيضًا إلى تحديات مثل العزلة الاجتماعية وصعوبة فصل العمل عن الحياة الشخصية.

هذا إلى جانب مقالات علمية وفكرية وتربوية زخر بها هذا العدد من حراء، ندعو قراءنا الكرام لاستكشافها والتأمل فيها، والله من وراه القصد.