لاشك أن القراءة ضرورة من ضروريات الحياة العصرية فهي توسع مدارك الفرد وتنقله لآفاق أرحب من المعرفة، كما أنها تنمى الشخصية وتذكى الخيال وتطور مستوى الذكاء، و تحقق نوعًا من المتعة ونسيان الهموم وشغل وقت الفراغ.
وقد لا يعرف الكثيرون أن القراءة في أوضاع خاطئة لها متاعبها التي ربما تفوق ما يتصوره البعض، ونظراً لأن كثيراً من قرائنا الأعزاء يقعون في الأخطار والمحظورات التي قد تؤثر على سلامة بصرهم فقد رأيت الكتابة في هذا الموضوع لأهميته. وهذا الموضوع عبارة عن بعض النصائح والإرشادات السهلة التنفيذ والتي تقي القارئ الوقوع في المتاعب، وسأنقل للقارئ العزيز كلام الأستاذ الدكتور محمد الرفاعي أستاذ ورئيس أقسام جراحة العيون بكلية الطب جامعة الأزهر-بتصرف- والذي نشر بالعدد السابع من مجلة “البصريات” التي تصدرها جمعية البصريين بالقاهرة.
بالنسبة للقارئ قبل القراءة:
- يجب التخلص من أي شعور بالتوتر والقلق العصبي لأي سبب سواء كان عضويًا كالإمساك أو نفسيًا ناشئًا عن حالة عصبية، فالتوتر والقلق يمكن أن يحدثا زغللة واضطرابًا في عضلات العين وعضلات الجفون، وستكون القراءة مجهدة ومؤذية للعين وأيضًا غير مجدية في هذه الحالة.
- لا ينصح بالقراءة أثناء الجوع أو عقب الأكل مباشرة وذلك لأن عملية القراءة تستلزم من الجسم تخصيص كمية إضافية من الدم تغذي المخ والعين أثناء القراءة والتركيز، وبالتالي فإن القراءة أثناء الجوع أو التخمة غير مفضلة، وقد يتعرض الشخص الذي يقرأ عقب تناوله ” وجبة ثقيلة” إلى عسر في الهضم لأن كمية كبيرة من الدم الذي يخصصه الجسم ليساعد على الهضم سيذهب إلى الرأس والمخ لمعاونتهما أثناء التركيز في القراءة، وأفضل غذاء يؤهل المرء لقراءة مفيدة وممتعة هو الفاكهة. وينصح بالانتظار ساعة على الأقل بعد الوجبات الدسمة ثم بدء القراءة بعد ذلك.
- ننصح بأن يمارس المرء نوعاً من الرياضة قبل القراءة كأن يمشى فى الحجرة قليلاً كى يزيل الخمول عن عضلات جسمه وعيونه وينشط الدورة الدموية فتكون الفرصة مهيأة أكثر لتغذية العين والمخ بالدم اللازم لها أثناء التركيز في القراءة. كما أن ممارسة هذا القدر من الرياضة يساعد على تخفيف الإرهاق الجسماني وهو العدو الأول للتركيز أثناء القراءة.
وما أن ينتهي الشخص من تحضير نفسه للقراءة وفقًا للإرشادات السابقة، يكون عليه القيام ببعض الإرشادات البسيطة أثناء القراءة.
أثناء القراءة :
- يفضل الجلوس على مقعد مناسب يتيح جلسة مريحة يكون فيها الجذع والرأس على زاوية 90 درجة مع الأرجل أي زاوية قائمة لكى لا ينحني العمود الفقري للأمام كالقوس أثناء انكباب القارئ على الكتاب، أو للخلف أثناء الجلوس على الكرسي أو الفوتيه.
- ولا يفضل مطلقًا القراءة الجادة الطويلة – خاصة أثناء المذاكرة – في أي وضع آخر كالجلوس أو الرقود على الكنبة أو في السرير أو الوقوف على القدمين، لأن هذه الأوضاع الخاطئة من شأنها إحداث إرهاق شديد للعينين أو حدوث حول بها على المدى الطويل.
- وضع الزاوية القائمة هو الوضع الطبيعي الذى يتلاءم مع استعمالات عضلات العين الخارجية والداخلية ويحقق لها أكبر قدر من الراحة حيث أنه وضع مناسب تمامًا للأوضاع التي خلق الله عليها هذه العضلات.
- يجب تحويل البصر عن الكتاب أثناء القراءة من حين لآخر، ويفضل كل عشر دقائق وذلك بإلقاء نظرة على الأثاث الموجود بالحجرة أو إلى الطريق أو السحب فى السماء، فهذه النظرة إلى بعيد تريح عضلات العين الداخلية والخارجية وترد لها نشاطها من جديد.
- يجب تجنب الضجيج والمقاطعات المتكررة أثناء القراءة لأنها تفسد التأمل والاستغراق وتؤدي إلى الدخول في حالة من القلق والتوتر وقد تؤثر على العين وتجهدها.
- يفضل عدم المغالاة في توفير الجو الهادئ المريح فقد يدعو ذلك إلى ارتخاء عضلات العين والجفون ويكون من نتيجته ضعف التركيز شيئًا فشيئًا ثم يتطور الأمر إلى النعاس والنوم أثناء القراءة.
- تعتبر قوة الإبصار ووضوحه لدى الفرد من أهم العناصر اللازمة أثناء القراءة، ففي الشخص السليم يمكن القراءة بدون نظارة طبية على الإطلاق قبل سن الأربعين، أما إذا كان قد تجاوز الأربعين فيجب عليه الاستعانة بنظارة طبية أثناء القراءة حتى لو كان لا يعانى من أية متاعب في الإبصار، لأنه بحكم السن يحدث تصلب في عدسة العين فتقل مرونتها وتقل قدرتها على التكيف مع المسافات القريبة مثل القراءة.
- إذا كان الشخص مصابًا بعيوب الانكسار مثل قصر النظر أو طول النظر أو الاستجمانيزم فإن استعمال النظارة الطبية من عدمه أثناء القراءة يكون طبقًا لتعليمات طبيب العيون المعالج.