لا شك أن الأستاذ الكريم والعلامة الجليل الدكتور فريد الأنصاري (1960-2009م)، يعدّ من أهم الشخصيات العلمية والدعوية التي عرفها المغرب المعاصر. فقد كانت لديه إسهامات نوعية في ترشيد مسيرة العمل الإسلامي، بما خطه قلمه السيال من تأصيلات شرعية، واجتهادات فقهية، ورؤى إصلاحية، وبيانات قرآنية، دل على ذلك ما خلفه من مؤلفات وتصنيفات وأشرطة وتسجيلات.
وأغتنم الفرصة لأذكر أن من سنن الإسلام، ومكارم النبي العدنان، الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، وذكر مناقبهم والتذكير بسيرهم، ومعرفة عوامل نشأتهم وأهم المؤثرات في حياتهم. وقد ارتأيت في هذا المقال أن أتحدث عن أهم الشخصيات التي أسهمت في تكوين وصياغة هذه الشخصية الفذة والاستثنائية فكرًا وسلوكًا. وأزعم بأن خمس شخصيات بصمت وجدان وفكر وعقل ومنهج فريد الأنصاري، وهي:
1- الحسن الأنصاري
هو الوالد الكريم لفريد الذي يحرص على توقيع كل مقدمات كتبه، وكذلك خواتيمها بالعبارة الآتية: “وكتبه فريد بن الحسن الأنصاري الخزرجي السجلماسي” من باب البر والوفاء. ولعل أهم ما بصم به الأب ابنه، هي “بصمة المنهج”، يقول فريد في مقدمة كتابه المنهجي(1): “للمنهج العلمي عندي قصة تبدأ منذ صباي، فقد طبع والدي بيتنا الذي نشأت فيه بما كان يسميه “النظام”، من خلال أفعاله وأوامره الصارمة حتى النعال، فقد كان على كل من يدخل عليه منا، أو حتى من الضيوف، أن يضعها حذو الجدار، مستقبلة أطرافها إياه بانتظام مستقيم، الواحدة إلى جانب الأخرى، كانت كأنها صف من الغنم مشدود إلى ربق واحد”.
إن فهم واستيعاب الشخصية الاستثنائية للعلامة فريد الأنصاري، تستوجب التعمق في المؤثرات والعوامل التي أسهمت في بناء هاته الشخصية الفريدة وبلورة رؤاها.
والابن فريد يعترف لأبيه بالقيادة الأسرية والمجتمعية بما تحمله من معاني الرعاية والتربية والحضور المؤثر: “كان أبي هو الذي يصنع شاي الليل.. حيث الأسرة كلها مجتمعة بين يديه، فذلك دليل قيادته.. أحمد أخونا الأكبر نفسه لا يمكن أن يتطاول على صناعة الشاي إلا عند غياب أبي.. وما كان يغيب إلا لوليمة عند أحد الأعيان، أو لقضاء ليلة مباركة في الزاوية”(2).
وهذه المعاني العميقة نجدها في ذلكم الإهداء اللطيف الذي قدمه لوالده بمناسبة مناقشة أطروحته، لنيل شهادة الدكتوراه سنة 1999م: “إلى الذي ترقب هذا الغرس فرحل قبل إبانه.. وقد عاش معلمًا يغرس القراءة جيلاً بعد جيل.. والدي حسن بن محمد الأنصاري رحمه الله وغفر له”(3).
2- الشاهد البوشيخي
العالِمان العامِلان العَلَمَان الأنصاري والبوشيخي لكأنهما وجهان لعملة واحدة، البوشيخي يعترف للأنصاري بالعبقرية والنبوغ، والأنصاري يعترف للبوشيخي بالفضل والريادة والأستاذية: “كان اتصالي بأستاذي الفاضل الدكتور الشاهد البوشيخي الذي تعلمت منه تفاصيل “المنهج”، حيث كانت أقواله وأفعاله ترجمة لهذا المعنى، ولم يكن ذلك مقتصرًا لديه على البحث العلمي فقط، ولكن كان طابعًا يطبع كل حياته تقريبًا في سفره وحضره.. فتعلمت منه في كل ذلك أن المنهج ضد الارتجال، وأنه لا يستقيم أمر بغير ترتيب، ولا يقوم بناء نسق وتركيب، وقد احتككت به في البحث العلمي باعتباره مشرفًا، فكان لي مرشدًا ودليل ميدان، يلتفت إلى الصغيرة والكبيرة، وينبه على الجليلة والحقيرة.. فكان من فضل هذه الصحبة المباركة عليّ أن تبينت ما كان مبهمًا من ملامح المنهج العلمي، فتجمع لدي من بنائه قواعد وأركان تمكنت -بحمد الله- بعد وفرتها، من إرجاعها إلى أصولها وسبكها في أنساقها”(4).
فريد الانصاري يكثر من الإحالة على مركزية الدكتور الشاهد البوشيخي في بلورة رؤيته الإصلاحية، وتطوير ملكاته الاجتهادية.. ويذكره بسبقه وفضله، ونكتفي هنا بنقلين آخرين:
الأول: “لا بد من الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، فقد كان لأستاذي المربي الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله تعالى وسلمه، الأثر الأول في إثارة انتباهي إلى الأسرار الدعوية للقرآن العظيم، وما ينطوي عليه من كنوز ومفاتيح لكثير مما يختلف عليه الناس اليوم من قضايا تجديد الدين، وذلك من خلال ما تلقيناه عنه من دروس علمية وتربوية في وقت كان الالتفات إلى هذا نادرًا، فله من الله الجزاء الأوفى على ما علَّم وربى”(5).
الثاني: “والله الحليم الكريم أسأل أن يبارك في عمر الأستاذ -ولقد كان ولا يزال هو “الأستاذ”- ويحفظه ذخرًا للأجيال، فإن له في صناعة “الإنسان” عمومًا، وصناعة “الباحث” خصوصًا؛ لمهارة وأي مهارة! فانظر أي خرم يصيب الأمة بفقد مثله -حفظه الله- وأي خسارة!”(6).
3- أبو إسحاق الشاطبي
أكاد أجزم أن الدكتور فريد الأنصاري، هو أكثر العلماء المعاصرين تأثرًا بالإمام الشاطبي، بل وأعمق من استوعب نظرية المقاصد عن الإمام الشاطبي، دل على ذلك قدرته العجيبة في عرضها وشرحها وتقريب أفكارها، واجتراح إشكالاتها، وتتبع مفاهيمها وبسط مصطلحاتها.
كيف لا وهو الذي أتقن اللسان، وتمكن من ناصية البيان، وصحِب الفحول، وتخصص في الأصول، ونخل كتب الشاطبي وتراثه بمنهج الدراسة المصطلحية، وما أدراك ما الدراسة المصطلحية؟! يقول الأنصاري: “فكان لا بد -إذن- من إخضاع مجمل التراث الأصولي عند الشاطبي للبحث المصطلحي.. فتم إحصاء المصطلحات الأصولية الواردة بكل من كتاب الاعتصام، ومجموع فتاواه التي جمعها الدكتور محمد أبو الأجفان، ثم كتاب الإفادات والإنشادات، وكتاب الموافقات”.
ولذلك حاول الدكتور الأنصاري الجمع المنهجي في أطروحته بين الدراسة المصطلحية والرؤية الإصلاحية لمنهج الإمام الشاطبي في تجديد علم أصول الفقه، يقول الأنصاري: “إن القصد التربوي الإصلاحي كان حاضرًا في كل لمسة تجديدية للشاطبي في المصطلح الأصولي، بل لقد كان كتاب المقاصد كله، نظرية في الإصلاح التربوي، امتدت فروعها إلى سائر الأبواب الأصولية الأخرى”؛ وهذا الجمع المنهجي لا يتأتى إلا لمن استوعب كل الحيثيات والجزئيات المرتبطة بالمشروع الإصلاحي الإحيائي للإمام الشاطبي، ومن بلاغة الإفهام الفهم، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ويؤكد وارث علم الشاطبي أنه هو صاحب المقاصد، النظرية الأصولية ذات البعد التربوي.. كان مُقّلاً في التأليف، لكنه ألف كتابين أغنيا عن العشرات من المصنفات، وهما كتاب الموافقات، وكتاب الاعتصام. وقد كانت شخصية الشاطبي المصلح المربي، حاضرة بهذا المعنى بصورة قوية في الكتابين، رغم اختلاف موضوعيهما في الظاهر، وإلا فهما متكاملان متوافقان(7).
4- بديع الزمان سعيد النورسي
بعد سنوات من الانخراط في سلك الدعوة الإسلامية ومحاولة ترشيد الوعي الإصلاحي، سيكتشف فريد الأنصاري كنزًا ثمينًا ومجدِّدًا عظيمًا، كان له دور كبير في إعادة ترتيب أولوياته الدعوية وتعميق رؤيته الإصلاحية، هذا الاكتشاف دفعه إلى أن يكتب -حول هذه الشخصية- رواية من أنبل وأجمل الروايات(8) ودراسات ومقالات.
اكتشف فريدُ الأنصاري بديعَ الزمان سعيد النورسي، من خلال العمل الأكاديمي(9) الذي طُلب منه إنجازه حول “كليات رسائل النور” بمنهج الدراسة المصطلحية. وفي ثنايا هذا العمل، يُبدي فريد هذا الاكتشاف والإعجاب: “بيد أنه لم يكن يخطر بالبال؛ وأنا أشرع في قراءة “كليات رسائل النور” للأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله، أن هذا التراث الضخم الذي تركه، يكتنز قاموسًا مصطلحيًّا خاصًّا، بل كان الانطباع الأولي أن هذه الألفاظ المستعملة عنده، لا تخرج عن القاموس الصوفي بمعناه التقليدي. بيد أن هذا الانطباع الأولي لم يلبث إلا قليلاً، حتى بدأت أدرك -بعد غوص في بحار الكليات الزاخرة- أن الأمر لا يتعلق بعالم جديد كل الجدة من تراث المصطلح الإسلامي الأصيل. لقد فوجئت بثروة مصطلحية نادرة، وكنز مفهومي ثمين، يشعر الدارس أن وراءه عبقرية ذات حس مصطلحي دقيق”.
ثم يعترف فريد بالأثر المحوري لكليات رسائل النور في إبصاره لحقائق القرآن: “..ثم لا بد بعد ذلك من ذكر ما كان لرسائل بديع الزمان سعيد النورسي -رحمه الله- من أثر كبير في تجلية هذا المعنى في قلبي، ذلك أنه -رحمه الله- كان يتعامل مع القرآن بمنهج إبصاري”(10)، بل إنه حسم الأمر بأن الداخل إلى رسائل النور، لا يمكن إلا أن يكون مبصرًا، قلت فكيف بالخارج منها؟ يقول رحمه الله: “أن تدخل فضاء رسائل النور، يعني أنك أحد المبصرين”(11).
ومن شدة تأثر فريد الأنصاري بكليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي، جعلها ضمن مواد برنامج العالِمية في الأصل الثاني المتعلق بالعلوم الشرعية، في “علم التوحيد والتزكية”(12).
كانت كتابات فريد الانصاري بعد التعرف على النموذج الإصلاحي للأستاذ فتح الله كولن، تبشر بهذه الرؤية الحضارية لبعث الأمة من جديد من أجل الاستمداد.
يقول الدكتور إدريس مقبول في رثاء فريد الانصاري: “..تأدب فريد في أخريات حياته من مشكاة أدب بديع الزمان، تلكم المشكاة التي تربط الإنسان بمعين القرآن وتفصله عن باقي المناهل، لأن كل المناهل غير القرآن، من فلسفات الإنسان تكدر على الإنسان شربه.. رسائل النور كانت المربي لفريد، فساح فيها أيامًا وليالي حتى صارت جزءًا من يقظته ومنامه، فعرف قيمة الإيمان واليقين والنفس والحق، لا كما يعرفها الواحد منا فيما تقدمه الدراسات الإسلامية والفكر الإسلامي في كراساته العقدية ومدوناته الكلامية من ممضوغات العلم كما يعبر أبو يعرب المرزوقي.. لقد عرف فريد اللهَ من خلال الموتات التي أشرنا إليها بما عاناه من بلاء المرض الذي ظل يصارعه في صبر، فطريق بديع الزمان طريق الصبر والأدب والخدمة الإيمانية والسعي في مجاهدة النفس بدوام المراقبة. وقد أدى وظيفته التي أرادها له الحق سبحانه، ورحل إلى حيث نرحل جميعًا إن عاجلاً أم آجلاً(13).
5- فتح الله كولن
فريد الأنصاري الباحث عن الحقيقة، لم يتوقف يومًا عن تتبع مشاريع الإصلاح شرقًا وغربًا، والتنقيب عن فرسانها وروادها، وقراءتها والاستلهام من منظريها، حتى اكتشف ذات ليلة إسطنبولية هذا الرجل.. خصوصًا بعد قراءة بعض كُتب الأستاذ فتح الله كولن المترجمة إلى اللغة العربية وقتئذ، من قبيل: “التلال الزمردية: نحو حياة القلب والروح”، و”أضواء قرآنية في سماء الوجدان”، وسلسلة “النور الخالد محمد صلى الله عليه وسلم، مفخرة الإنسانية”، و”روح الجهاد وحقيقته في الإسلام”، وخصوصا كتاب “الموازين أو أضواء على الطريق”.
عندما اكتشف الأنصاري فتحَ الله كولن، واطلع على مشاريع الخدمة في مجالات الإصلاح والانبعاث الحضاري، بدأ يبحث عن خصائص هذا الفكر، فوجد أن الرجل يبعث وظائف النبوة من جديد، والمستنبطة من العلامات الواردة في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ)(الجمعة:2)، والمتمثلة أساسًا في تلاوة الآيات، والتزكية والتعليم.
ثم كانت كتابات فريد الانصاري بعد التعرف على النموذج الإصلاحي للأستاذ فتح الله كولن، تبشر بهذه الرؤية الحضارية لبعث الأمة من جديد من أجل الاستمداد، فكتب مقالات وبحوث، وتوَّجها بالرواية الرائعة الماتعة “عودة الفرسان سيرة محمد فتح الله كولن رائد الفرسان القادمين من وراء الغيب”(14)، التي استهلها بوصف محمد فتح الله كولن بقوله: “رَجُلُ الأَسْرَار.. ولم يزل فتح الله يرسم ملامح الماضي في لوحة المستقبل، فينفخ فيه فيكون واقعًا بإذن الله! كلما كتب مقالاً أو خطب خطبة؛ تشكلت كلماته صورًا لقوافل الصحابة الكرام، ولجيش محمد الفاتح، يزحفون صفًّا من خلف غبار الغيب، مطرًا يهطل من أفق بلاد الأناضول على كل العالم”، ثم يصفه في آخر الرواية: “البكَّاءُ الوحيد في هذا الزمان هو محمد فتح الله كولن.. لم يكن بكاؤه عويل عجز، ولا ندب يأس، ولكنه كان لغة أخرى.. لغة تقدح النور في الصخر المطل على العالم من علا مشارف الجبال الشاهقة.. فإذا الطيور تقذف من حناجرها بروق البشائر الكاشفة لزمن الظلام”.
أبحر الأنصاري في مشاريع الخدمة طيلة مُكثه في تركيا قارئًا وباحثًا متفقدًا ومتعبدًا، فاكتشف معدنًا نفيسًا و”رجالاً ولا كأي رجال”(15)، إنهم تلاميذ الأستاذ محمد فتح الله كولن، والذين بهروه بدماثة خلُقهم وصِفْريَّتهم(16)، فأبت أنامله الذهبية ومخياله الواسع، إلا أن يكتب عنهم ويشهد لهم بما تفرق في غيرهم من المناقب والخصال، يقول الشيخ فريد الباحث عن الحقيقة: “لولا أني رأيتُهم لقلت إنه مجرد وهمٍ أو هُراء أو خيال.. ظلال نورية لجيل الصحابة الكرام، جمعوا بين خصلتين عظيمتين من خصالهم الكبيرة؛ الهجرة والنصرة. فلم يكن منهم مهاجرون وأنصار، بل كانوا مهاجرين أنصارًا، وللصحابة فضلهم الذي لا يبارى.. أتريد أن تكون منهم؟ “نعم”، تلك كلمة سهلة النطق، لكنها تجربة مريرة.. ومَن قال إن النار ليست لها خاصية الإحراق، فليَمُدَّ إليها يدَه.. فهل أنت مستعد لأن تحترق حتى يصير جسمك رمادًا؟ فتذروه الرياح في كل قارات العالم، ذرّاتٍ متناثرة هنا وهناك، ما سقطت منها واحدة على تربة قاحلة إلا جعلَتها تخضرّ، وتُنْبِتُ من كل زوج بهيج. هؤلاء هم عماليق العصر، ونماذج الإنسان الحق الذي ينتظره العالم منذ زمان بعيد.. فهل آن الأوان لتستعيد الأرضُ أمانها الذي أودعه فيها سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام؟!”.
إن الكتابة عن الرموز، تعني الانخراط في السلك وإعلان الانتماء، والأنصاري حين أصر على أن يختم رحلته الحياتية بتوثيق سيرة “إمام المرحلة”، فإنما شاء أن يعلن انتسابه الروحي والأدبي إلى كتائب هذا الإمام العارف بالله، والعمل على ما يخدم عباد الله، ويكفل لهم سعادة الدارين(17).
قلت: كان فريد قد جرب ويجرب نماذج للإصلاح والانبعاث من جديد، لكن سرعان ما يخيب ظنه بسبب تكسر أحلامه على صخرة الواقع العنيد، حتى اطلع على نموذج “الخدمة”، حيث وجد التطابق والتناغم بين الجانب النظري العلمي والجانب التطبيقي العملي، ووجد الجواب الكافي عن السؤال الإشكالي في العلاقة بين الفكر والفعل، بين قيم الدين ومسالك التدين في مشاريع الإصلاح المعاصرة.
خلاصة القول، إن فهم واستيعاب الشخصية الاستثنائية للعلامة فريد الأنصاري، تستوجب التعمق في المؤثرات والعوامل التي أسهمت في بناء هاته الشخصية الفريدة وبلورة رؤاها. ولا شك أن كثيرًا من الباحثين، في حاجة إلى مثل هذه الإضاءات، علَّها تفيدهم وتدفعهم إلى مزيد من التنقيب والاستلهام من سيرة هذا الرجل.
(*) كاتب وباحث مغربي.
الهوامش
(1) أبجديات البحث في العلوم الشرعية محاولة في التأصيل المنهجي، لفريد الانصاري، ص:7.
(2) كشف المحجوب (رواية)، لفريد الأنصاري، ص:35.
(3) المصطلح الأصولي عند الشاطبي، لفريد الأنصاري، ص:1.
(4) أبجديات البحث في العلوم الشرعية محاولة في التأصيل المنهجي، لفريد الانصاري، ص:7-8.
(5) بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق، لفريد الأنصاري، ص:20.
(6) المصطلح الأصولي عند الشاطبي، لفريد الأنصاري، ص:41.
(7) التوحيد والوساطة في التربية الدعوية، لفريد الانصاري، ص:124.
(8) آخر الفرسان، مكابدات بديع الزمان سعيد النورسي، لفريد الأنصاري.
(9) مفاتح النور، نحو معجم شامل للمصطلحات المفتاحية لكليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي.
(10) بلاغ الرسالة القرآنية من أجل ابصار لآيات الطريق، فريد الأنصاري، ص:20.
(11) الكونية الأخلاقية بين علوم القرآن وعلوم الإنسان: دراسة في نظرية الأخلاق عند الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، لفريد الأنصاري، بحث علمي ضمن كتاب، المؤتمر العالمي السادس لبديع الزمان سعيد النورسي العولمة والأخلاق في ضوء رسائل النور تركيا 2002، ص:201 وما بعدها.
(12) مفهوم العالِمية من الكتاب إلى الربانية، لفريد الأنصاري، ص:106.
(13) في وداع زهرة النور: فريد الأنصاري رحمه الله، الدكتور إدريس مقبول، موقع الفطرية www.alfetria.com
(14) عودة الفرسان سيرة محمد فتح الله كولن رائد الفرسان القادمين من وراء الغيب، لفريد الأنصاري، كانت الطبعة الأولى بعد وفاته سنة 2010.
(15) رجال ولا كأي رجال، لفريد الأنصاري، كتاب نشرته مجلة حراء 2013 بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة فريد الأنصاري.
(16) مقام الصفرية: أو تصفير الذات هو مفهوم مركزي عند كولن، ويعني دفن “الأنانية” في تراب التواضع والتقصير.
(17) هندسة الحضارة تجليات العمران في فكر فتح الله كولن، لسليمان عشراتي، ص:247.