آية كريمة طالما تفكرت فيها وبحثت في أسرارها العلمية، هذه الآية هي قوله تعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)(غافر-19). وقد كنتُ أتساءل في نفسي ما معني خائنة الأعين؟ وهل يمكن للعين أن تخون صاحبها وأن تفصح عن الأسرار المخبأة في دماغنا دون أن نشعر؟ هل يمكن للعلماء العثور على دليل علمي يجيب على هذه التساؤلات؟ هذا ما ستحاول السطور التالية الإجابة عليه.
في عام 2015 نشر بحث علمي على موقع الجارديان يؤكد هذه الحقيقة بعنوان : كيف يمكن لعيونك أن تكشف أفكارك؟ مفاده:
بعد دراسات طويلة وجهود كبيرة ومضنية تبين للعلماء أن هناك حركات خفية للعين باستمرار (حتى وهو نائم) وهذه الحركات تقوم بها العين بشكل لا شعوري، وتتصل مع خلايا الدماغ وكأن العين تحاول باستمرار إظهار ما يحاول أن يخفيه الإنسان من أحاسيس وأفكار وكذب أو صدق، وحب وكره، بل والأفعال الخطيرة التي قام بها ولا يريد لأحد أن يعلمها.. كل هذا تفعله عينك دون أن تشعر أو تتمكن من السيطرة عليها. وهذه الحركات لا يمكن أن نرصدها بالعين المجردة، ولكن يمكن تصويرها بكاميرات حديثة، تخبرنا بما يدور في دماغ الإنسان.
ويقول الباحثون في جامعة:University College London إننا لن نحتاج في المستقبل لأجهزة تصور الدماغ وتقرأ ما فيه، بل سوف يكتفي العلماء بمراقبة حركات العين السريعة واللاشعورية ليتنبئوا بما يدور في رأسك من أفكار ومعتقدات أو حتى الحب والكره..
ولقد أثبت الباحثون اليوم بأن الأعين تخون وتفضح صاحبها وتُخبر بما يخفيه الإنسان، فتكشف أسراره ورغباته الداخلية العميقة والتي لا يرغب بالإفصاح عنها، فيمكن للعلماء اليوم أن يتنبئوا من خلال حركات العين بما يدور في رأس الإنسان من قرارات وآراء ورغبات وشهوات. وهذا المعنى يتطابق مع التعبير القرآني، والذي جاء في زمن لم يكن لأحد أن يدرك شيئًا عن أسرار هذه العمليات الدقيقة والسريعة وعلاقة العين بالدماغ .
إن هذا التعبير القرآني(خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ) يعبر بدقة مذهلة عن حقيقة هذه الظاهرة.. فالإنسان يحاول باستمرار أن يخفي أفكاره، والعين تحاول باستمرار أن تكشف وتفضح هذه الأسرار من دون أن يشعر وكأنها تخونه.