خلقك الله ولم يخلق لك مثيلاً كل شيء مختلف، إن راك الجاهل غلب عليه الظن أن قلبك ابن الأربع، قلب ينبع إشراقًا وعنفوانًا، بعينيك الدافئتين تحكين كم تكرهين عالم الكبار.
إن ضحكت تبسم الكون، كل شيء فيك يحكي الأمل، روحك كتاب يحكي أسرار الحاضر والماضي…
هذه الطفلة تعشق الورود كما عشقتها الورود، في حضرة الورد تقف كتمثال ثابت وفي حضرة حمرة الأقحوان تسمع أجمل الكلام عن العفاف وتصغي أذنها لحديث من حرفين، هو حب يملئ الدنيا ويضيئها ينثر عبق الصباح والمساء مع أجمل تحية تقول الوردة: “ما أبهاك يا طفلتي وما أعذب حمرة خدك أهديتك بعضا مني لأني ارتويت من فيض بين ثنايا قلبك. أما عني فأنا الجمال ينظر إلى الناظر ويحير، يتعثر فيعجزه الجواب تم يقرر أن يصمت إلى الأبد اختلست السر يا فتاتي سرًا دون إذن مني”. تزيد الطفلة على خجلها خجلاً يجعلها أميرة الحب والورد. تنصرف وينصرف معها السر الملائكي العذري وبمحاذاتها ترقبها عين تصلي لله أن يباركها في ارتحالها وسكناتها وأسفارها، ترقبها العين وتتأنى في نظراتها، عين تتبع الحذر الحذر وتخاف عليها من قسوة النسيم العليل.
وقفت الصغيرة وأبطأت سيرها “نعم يا أميرة الورد والحب، أنا التي أناديك من خلف الستار أخيتي وأميرتي صوني العهد وحفظي حمرة خدك ولاتذبلي، يا ورد إن طيبة عطرك لا يطفئها إلا موج هائج أو عتمات ليل، إن للوردة كبرياء وللوردة شوك يحفظ كرامتها فكوني كالوردة أيتها الوردة البهية، قومي وسيري على بركة الله وتبصري بنوره ولا تخافي.
صاحبي العلم واتخذيه خليلاً ورافقي الصبر ولو أباك، تأني في صحبته وتدللي له حتى لا يضيع منك. أيتها النجمة المتلألئة، كوني رحمة مهداة إلى والديك ولا تملي من طلب رضاهما، قبلي الأرض تحتهما وتنشقي عطر معجزة الأم وروعة الأب. أميرتي خافي على نفسك من نفسك، تأملي، تذكري، تمهلي، فما فاز مستهتر قبلك ولا بعدك.
ما بقي لي غير أن أطلب الله أن يصونك دائمًا وأبدًا، ويبعد طريق الشر والشوك عنك، أدام الله لك النور والعافية وجعلكِ نبراسًا منيرًا يمشي على قدمين ودمت عرابة الورد والحب.