(حراء أونلاين) تعبّر المساجد التاريخية بالمغرب عن حضارة أمم وتاريخ دول تعاقبت عليها، وتعكس هذه الأبنية الدينية والحضارية ثقافات وحضارات مختلفة برعت في العمران والبناء، حتى أصبحت هذه الأبنية رمزًا للعمارة المهمة في شمال إفريقيا.
وللمساجد في المغرب طراز فريد غني بالتراث المعماري الإسلامي المتأثر بالحضارات المختلفة، خاصة الحضارة الأندلسية التي أصبحت سمة بارزة لفن بناء المساجد المغربية.
فالمساجد التاريخية في المغرب اشتملت هندستها على أنماط زخرفية وأسلوب تقليدي في بناء القباب والصوامع والمآذن وتزيينها بالزخرفة الأندلسية الأخاذة، ومن الأمثلة على هذا:
مسجد القرويين
مسجد القرويين الذي بني عام 245 هـ/859م بفاس وقامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء هذا المسجد، وسمي بجامع القرويين نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية.
وما يميز هذا المسجد صومعته المربعة الواسعة وهي أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي، ويغلب عليه الطراز المعماري الأندلسي.
وللمسجد سبعة عشر بابًا وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسط المسجد.
كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر، وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء في الأندلس.
مسجد الكتيبة
بني مسجد الكتبية عام 1147م في مراكش من طرف الخليفة عبد المؤمن بن علي الكومي، واشتق اسمه من الكتبيين وهو اسم سوق لبيع الكتب كان بمقربة من المسجد.
ويضم جامع الكتبية على جانب قاعة الصلاة، صومعة متميزة أقدم من مثيلاتها، الخيرالدا باشبيلية وحسّان بالرباط، وتوجد الصومعة في الجزء الجنوبي الشرقي للجامع وتتخذ تصميمًا مربعًا وتتكون نواة الصومعة من ست غرف متطابقة الواحدة فوق الأخرى.
مسجد حسان والجامع الكبير
يعتبر مسجد حسان بالعاصمة الرباط من أهم المباني التاريخية في المغرب، أمر السلطان يعقوب المنصور الذهبي ببنائه عام 593 هـ/ 1197 م، لكن البناء توقف بعد وفاته وتعرض المسجد للاندثار والإهمال ولم يكتمل، كما تعرض للزلزال الذي ضرب المدينة ولحريق عظيم أتى على ما بقي من أخشاب المسجد.
المصدر: الاتحاد