(حراء أونلاين) تحتاج قطرات الماء المكونة للسحب قَطعًا إلى دقائق الغبار لكي تَعلَق بها ويكون ذلك على ارتفاع أقل من عشرة آلاف متر، وعلى هذه الارتفاعات تحرق محركات الطائرات النفَّاثة الهواء الذي يصطدم بجانبها الأمامي عن طريق الوقود المحملة به، وتنفثه بضغطٍ عالٍ من أنبوب العادم الصغير في المؤخّرة.
أما عن بخار الماء الذي تشفطه المحرّكات مع الهواء؛ فإنه يكون أعلى كثافةً داخل المحرك الذي ينفثه إلى الهواء البارد خارج الطائرة، وبهذا يتجمّد الماء -الذي يكون على شكل بخارٍ- على الفور دون أن يتحوّل إلى سائلٍ وهذا ما يحدث تمامًا للهواء الذي نستنشقه في الأجواء الباردة وعند زفيره نراه في صورة مجمّدة، وعلاوةً على ذلك؛ فإن جسيمات الوقود -التي تخرج من أنبوب عادم الطائرة- تؤدّي وظيفة جسيمات الغبار، ولهذا تتحقّق المتطلّبات الثلاثة لتكوُّن السحب، وتظهر وراء الطائرات سحبٌ طويلةٌ ورقيقةٌ.