هل أخبرك أصدقاؤك أنك كنت تتحدث أثناء نومك الليلة الماضية؟ الكثير منَّا تعرض لهذا الموقف بلا شك. “هل تحدثت بشيء مُحرج؟!” .. “هل أفشيت السر ؟” .. رُبما تساءلت هذه الأسئلة عقب إخبارك أنك كنت تتحدث الليلة الماضية أثناء نومك.
ربما كلمات الليلة الماضية كانت تكشف بعض رغبات اللاوعي العميقة والتي قد لا نُلق لها بالًا على الإطلاق. هُنا يأتي السؤال .. ماذا نقول أثناء نومنا فعلاً؟
عادةً، لاشيء مثير للاهتمام. فالدراسات اكتشفت أن معظم أحاديثنا أثناء النوم تكون مُختصرة/ ومجرد أحاديث ليس لها معنى، تدوم لثانية أو ثانيتين فقط أكثر من كونها تأملات تستحق الذكر.
الكلام أثناء النوم، معروف أيضًا باسم “somniloquy، ويمكن أن يحدث أثناء مرحلتي النوم – حركة العين السريعة، أو حركة العين العادية. وعندما يحدث أثناء حركة العين السريعة -وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام- فإنه يحدث نتيجة ما يسمى باختراق حركة الحلم؛ حيث أن الأحبال الصوتية والتي عادة ما تكون خاملة أثناء نومنا، يتم تشغيلها فجأة، ويبدأ الشخص بسرد الكلمات التي يقولها في الحلم بصوت مرتفع.
الكلام أثناء النوم يمكن أن يحدث أيضًا أثناء مرحلة “الاستثارة العابرة” والتي يُصبح فيها الإنسان نصف مستيقظ أثناء انتقاله من مرحلة إلى أخرى من مراحل “حركة العين البطيئة”. في كِلا الحالتين فإن الكلام أثناء النوم يحدث حينما تتداخل بعض محاور اليقظة عنوة على نومنا، مما يسمح لنا بالقدرة على التحدث دون إكسابنا أي وعي إضافي.
من الصعب قياس مدى شيوع قدرة البشر على الحديث أثناء نومهم، لا بد أن يراقبنا أحدهم حتى يعرف إذا كنا نتحدث أثناء النوم أم لا حيث أننا نتحدث بصوتنا الطبيعي فيكون من الصعب الملاحظة، إلا إذا كنا نصرخ أثناء النوم!
تختلف الاستنتاجات، لكن الدراسات تظهر أن أكثر من نصف الأطفال يتكلمون أثناء نومهم، ويكون هذا السلوك أقل شيوعًا كلما تقدمنا في العمر.
أنواع أخرى من اضطرابات النوم، مثل المشي أثناء النوم, والجز على الأسنان تحاكي نفس الأسلوب.
التحدث المزمن أثناء النوم بعد سن البلوغ يُعد من اضطرابات النوم، وربما ينتج عن الضغط العصبي وعدد من العوامل الأخرى.
أخيرًا.. ولأن التكلم أثناء النوم يحدث لحظيًا أثناء تداخل مراحل اليقظة مع النوم. فإنه يدوم فقط ثانية أو ثانيتين..
أخصائي أمراض النوم النفسية آرثر أركين كتب ذات مرة أن المتكلمين أثناء نومهم يتكلمون فجأة وسرعان ما يعودون لإكمال نومهم -كانفجار لحظي في أحبالهم الصوتية سرعان ما يتلاشى- فإنهم يذكرونه بسباحة “الفقمات” تحت الماء، تنزل لعمق كبير ثم تصعد للأعلى لحظيًا وتعاود الغطس مجددًا.