إلمام الأُمّ بالثقافة الدينية والتربية الخُلُقية له أهميته، فإن “تنمية القيم الخُلُقية والتوجهات الدينية بشكل معتدل بعيدًا عن التعصُّب، من أهم الجوانب التي يجب اتباعها في تربية الأبناء”(1).
التربية الدينية للأطفال من أهمِّ عوامل نجاحهم في حياتهم المستقبلية، وهي التي سوف تميزهم من غيرهم
يرى البعض الدينَ “ظاهرة اجتماعية تدخل في علاقة تفاعلية مع الوحدات الاجتماعية الأخرى المكونة للمجتمع”(2)، وهذه الرؤية تؤكِّد الوجه الاجتماعي للدين، وهي رؤية صحيحة، لأن أيّ دين يدخل في تفاعلات مع عادات وتقاليد المجتمع، بخاصة في المناسبات الاجتماعية كالزفاف والوفاة وغيرها، ويدخل في تفاعلات مع قيم المجتمع ويؤثر فيها.
لهذا فإن الدين يمثل “حاجة ضرورية للإنسان يتحقَّق بقضائها معرفته حقيقة مكانته في هذه الحياة، ورسالته ودوره الذي يجب أن يؤدِّيه مع أي إنسان آخر”(3).
التربية الدينية للأطفال من أهمِّ عوامل نجاحهم في حياتهم المستقبلية، وهي التي سوف تميزهم من غيرهم، بخاصة في وقت “بدأت فيه قوة الدين تضعف تدريجيًّا في أوروبا نتيجة ازدهار المادِّية ونمائها، الأمر الذي أطلق العنان للأنانية والحقد واستغلال النفوذ والكراهية”(4).
“وإن ما أصاب المجتمعات الغربية -من انتشار المخدِّرات والرذائل، وضَعْف الروابط الأسرية وشعور الفرد في تلك المجتمعات بالغربة والضياع، مِمَّا أدَّى إلى ارتفاع نسبة الانتحار- هو نتيجة لغياب الجانب الرُّوحِي والخُلُقي في التربية بهذه المجتمعات.
إن للتربية الخُلُقية أهميتها لأنها لا تنفصل عن الدين، وهي تميِّز المجتمع، حتى شبَّهَها دوركايم بالزِّيّ المميّز: “إن الأنظمة الخُلُقية للمجتمعات، من أكثر الأنظمة التي تميز المجتمع من غيره، لأنها بالنسبة إلى المجتمع تشبه السُّتْرة المميّزة”(5). إلا أن البعض يرى أن “التربية الخُلُقية مُهمَلة في البيت، ومُهمَلة في المدرسة، ومُهمَلة في المجتمع، في الوقت الذي يرى فيه المُرَبُّون والمُصلحون أن سعادة الأمم لا تتوقف على كثرة دَخْلها، ولا على قوة حصونها أو جمال مبانيها، ولكنها تتوقف على عدد المهذّبين من أبنائها”( 6).
المصدر: مجلة حراء العدد 41
(1) عبد اللطيف محمد خليفة، 1992، ص:168.
(2) محمد أحمد بيومي، 1997، ص:88.
(3) عبد الله الخريجي، د.ت، ص 37.
(4) مولاي محمد علي، د.ت، ص:12.
(5) محمد عطية الأبراشي، 2003، ص:69-70.
(6) نادية رضوان، 1997، ص:73.