عندما نخاف أو نتحمس لشيء أو نجري، نسمع صوتا رنّانًا يأتي من داخل صدورنا، هذا صوت خفقات قلوبنا. من أجلنا يعمل القلب ليل نهار وبدون توقف، عندما نغط في النوم لا يغفو ولو لحظة، ونحن في بعض الأحيان يمكن أن نعطِّل أو نؤجل بعض الأعمال، لكن هو لا يؤخر ولا يسأم من عمله أبدًا، يعمل مثل الساعة في دقاتها لكن مع فرق بينهما؛ فالساعة قد تتأخر أو تتوقف، لكن القلب لا يتوقف ولا يتأخر إلى أن يحين أجلنا. إذن ما مدى معرفتنا بهذا العضو الذي يضخ فينا الحياة باستمرار؟ كيف يعمل؟ ما هي أهميته بالنسبة لنا؟ لماذا يعتبر القلب رمزًا للحب؟ هيا بنا جميعا لنتعرف من قريب، على هذا العضو الذي يخدمنا طوال حياتنا.
قلبنا العادل يوزع الأطعمة التي نتناولها على خلايا الجسم بنظام دقيق، وفي الوقت نفسه يقوم بإرسال النفَس القادم من الرئتين إلى خلايا الجسم، من أجل إنتاج الطاقة اللازمة له ليقوم بوظائفه.
يعتبر القلب العضو الأكثر اجتهادًا في جسمنا، ففي الصباح ينبض 70 نبضة في الدقيقة، وأثناء نومنا ينبض 55 نبضة في الدقيقة. وإذا قسنا هذا على مدة الحياة يساوي تقريبا 2.5 مليار نبضة. قلبنا العادل يوزع الأطعمة التي نتناولها على خلايا الجسم بنظام دقيق، وفي الوقت نفسه يقوم بإرسال النفَس القادم من الرئتين إلى خلايا الجسم، من أجل إنتاج الطاقة اللاّزمة له ليقوم بوظائفه، وبفضل هذه الطاقة يمكننا أن نتحدث ونجري، ونلعب ونمشي.
قلبنا الدّال على خالقنا -سبحانه- يضخ الدم إلى نظام مكون من عروق، وإذا قمنا بقياس طولها من بدايتها إلى نهايتها فإنها تصل في المتوسط إلى 268 ألف كلم. وإذا علمنا أن محيط الأرض يساوي 40 ألف كلم فهذا يعني أن عروقنا يمكنها أن تغطي محيط الأرض من ست إلى سبع مرات. إنها مسافة طويلة حقًّا، لكن بفضل القوة التي منحها الخالق سبحانه للقلب فإن 13 دقيقة تكفيه فقط ليضخ الدم إلى جميع العروق ثم يعود ذلك الدم إليه في زمن قصير، وإذا اعتبرنا أن المسار في هذه العملية يقدر في المتوسط بـ268 ألف كلم، فهذا يجعلنا نفهم جيدا الكمال الذي خُلق عليه قلبنا.
هذا العضو العجيب، إذَا عمل بوتيرة عادية ينبض يوميًّا 100 ألف نبضة وهذا يعادل ضخّ 7 أطنان من الدم في اليوم، وفي الساعة 300 لتر، وفي الدقيقة يضخ 5 لترات، وفي السنة 2600. وإذا كانت هناك بعض العوامل المؤثرة مثل الجري أو شيء مثير فقد يصل ضخ القلب إلى 25 لتر في الدقيقة.
يعتبر العمل الذي يقوم به القلب معجزة في حدها، وهذا يوضح ما مدى ضيق حدود الفهم البشري، فهذا الفارس المضحي يقوم بإرسال الدم النقي القادم من الرئة اليسرى إلى الأنسجة والأعضاء، ويقوم بتنقية الدم الملوث القادم من الجهة اليمنى للجسم وذلك بإرساله إلى الرئتين. وهذا يجعل شرايين القلب تظهر مثل القوس والذي نطلق عليه اسم الأبهر، وهو أكبر الشرايين.
قلبنا يوجد في فراغ الصدر وبين الرئتين ومباشرة أسفل عظمة الصدر، كبير بحجم قبضة اليد، يزن 300 غرام عند الذكور، و250 غرام عند الإناث.
لكن هل تستريح قلوبنا؟.. نعم تستريح لكن لمدة قصيرة، وهذه الاستراحة تقع بين نبضتي القلب، فانقباض واسترخاء القلب يستغرق 0.85 ثانية أي 0.30 ثانية انقباض و0.45 استرخاء، وكأن لسان حال القلب يقول:”المجتهد لا يعرف الكسل، وإذا تصورت -أيها الإنسان- خلاف ذلك فحاول أن تتخيل ماذا سيحدث إن كتب للقلب أن يتراخى أو يتوقف.
قلبنا الدّال على خالقنا -سبحانه- يضخ الدم إلى نظام مكون من عروق، وإذا قمنا بقياس طولها من بدايتها إلى نهايتها فإنها تصل في المتوسط إلى 268 ألف كلم. وإذا علمنا أن محيط الأرض يساوي 40 ألف كلم فهذا يعني أن عروقنا يمكنها أن تغطي محيط الأرض من ست إلى سبع مرات
لنتأمل في أجسامنا، فقلبنا -مثل جميع الأعضاء- يوجد في المكان المناسب وبالشكل المناسب، وهذا يحميه من الإصابات والمؤثرات الخارجية المتوقعة. والشرايين المنبعثة من القلب تنتشر في عمق الأنسجة، وبالتالي فإنها هي كذلك محمية، بالإضافة إلى أن الجدران السميكة المحيطة بعضلات الشرايين، من جهة تعطي متانة لهذه الجدران ومن جهة أخرى تجعل الدم يُضخ إلى مسافة أبعد، والشرايين القريبة من الجلد -كما هو الحال مع المعصم- تجعلنا نحس بدقات قلوبنا، وهذا ما يسمى النبض.
يمكنكم أن تضغطوا برفق أصبعكم السبابة والوسطى من اليد اليمنى على معصمكم، وهكذا ستحسون بتوسعٍ وانكماش ناتجين عن كل نبضة.