من وحي مكة تزدهي أشعاري
وتفيض لحنًا رائقا أوتاري
الوحي منها جاءنا متلألئا
فازدانت الآفاق بالأقمار
لم يَبق في الأرض الفسيحة بُقعة
إلا ارتوت من دافق الأنوار
فانجابت الظلمات وازدهت الدُّنا
ألقاً، وزان الطِّيب خَير جِرار
فله بأرض الروم شمسُ حقيقةٍ
وله بأرض الهند نورٌ سار
“إقبالُ” لمّا مسّ خافقه ارتوى
عِشقا، ففاض السحر في القِيثار
لولاه لم تَشرح حمامةُ أَيكة
أشواقَها للدوح والأزهار
ولَمَا استرقّ العشقُ قلبَ فَراشة
فهَوتْ مسبِّحة بقلب النّار
أختاه! إن نَعشَق فإنَّ إمامنا
قِدما أتى العشّاقَ بالأخبار:
من عفّ في درب المحبّة وارتدى
حُلل التّقى، أضحى بخير جوار
أختاه، نور الحق يهْدي خطونا
والنور في الصحراء نهرٌ جار
غنيتْ قلوب الناس يا أخت التقى
حبًّا، فما اغترّوا بسحر نُضار
هل كان غير الحبّ يملأ درْبنا
بالحسن، بالخيرات، بالإيثار؟
نبني الحضارة عزة ًومهابة
لكنّ حبّ الله خيرُ شعار