قرأت له.. فوجدت أنّ ما قيل عنه قليل.. ونظرتُ في سيرته فرأيت آثار الصّدق تتفجّر في جوانحه، وهمّ الدّعوة يذكي لسانه ويؤجّج قلبه. كأنه ثكلى.. غودر عنها جميع ولدها، أو كأنّه نذير جيش يصيح بأعلى صوته، ويدعو بملء فيه. هذا هو الدّليل الإنسان (محمد فتح الله كولن) كما وقفت على آثار جهوده العلمية ودعوته العملية.. جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.
أسرجتَ خيلك في داجٍ من الظُلَمِ وجُزت فوق وهاد الرّوحِ للقِممِ
يا حاملاً مِشعَلَ الإصلاح في يده ودربُهُ بين وهج النّور والحِكَمِ
يمّمتَ وجهكَ شَطرَ البيت يا بطلاً لزمزمٍ وحراءِ الطّهرِ والحَرمِ
ما كنتَ تطمعُ في مالٍ ومفخرةٍ وعينُ قلبِكَ بالأحزانِ لم تنمِ
أقمتَ فوق (تلال الرّوح) ملحمةً ما كان زادُكَ غيرَ (النّور) و(القلم)
رسمتَ معنى عزيزاً للتصوّف في نهج الشريعة والأحكامِ والحِكَمِ
ورُحت ترفَع راياتِ الهُدى دَئباً بالدّين والعِلم، والآمالِ والألمِ
ماذا يضيركَ يا (فتحاً) أراد لهُ ربّ الخليقة أن يعلو على السّقَمِ؟
إن ذاب جِسمُكَ من وجدٍ لأمّته فدفقُ روحكَ فوق الهامِ والدّيمِ
أو نال منك حقيرٌ في مذمّته فأنت عن زُمِر الأحياء في القِمم
يا سائراً.. لرسول الله غايتُه وداعياً.. لكتاب الله لم ينَمِ
إليك أهدي قصيدي في ترنّمه وصادق الحُبّ أجلى من نضيدِ فمي
ما قادني لقريظ الشّعر من رحمٍ لأنّ شوقي لأهل الصّدق من رحمي
فاهنأ بيسركَ هذي الشّمسُ قد طلعت ودعوةٌ.. إن رعاها الله لن تُضَمِ