لعل البعض منكم لا يحبّني ولا يريد حتى رؤيتي… وماذا أفعل؟ وهل ستسير الأمور دائمًا حسب رغباتكم ومطالبكم أنتم البشر؟ فمالكُنا جميعًا هو مَن خلقني حيًّا بين الأحياء. ما دام قد خلقني ووظفني بين خلقه بأعمال معيَّنة، فليس لكم إلا أن تنصتوا إليّ وتستمعوا. لعلّي -بذلك- أبرّئ نفسي عن كثيرٍ من الشائعات التي تدور حولي، وأصحح بالتالي العديد من الأوهام الخاطئة عن معشري وبنات جنسي. ولكني أعلم أن هذا الأمر لن يكون سهلاً، لأن معظمكم يخاف منّا نحن الخفافيش، ولا يريد حتى الاستماع إلينا، وربما السبب في ذلك أنكم ذكرتُمونا في أدبياتكم بأمثلة سيئة فقلتم: “ينظر كالخفافيش”، “يتخفّى في الظلام كالخفافيش”، “الخفافيش مصاصو الدماء”… وغيرها من الأمثلة والأقوال.
وفي قصص الأطفال أو أفلام الكرتون، تجعلون من الخفاش رمزًا لمن يحب العيش في الظلام والأماكن التي تُرتكَب فيها كل أعمال الشر والفساد… وعلى الرغم من براءتنا من كل ذلك، فإنكم تعرّفوننا إلى أولادكم بهذه الصورة، وهذا يحزننا كثيرًا ولا يمكن قبوله أبدًا. وعلى الرغم من أنواعنا العديدة التي تتجاوز الألف، فإن الأنواع التي تعيش على مصّ دماءِ الحيوانات (مصاص الدماء) لا تشكل إلا ثلاثة أنواع، ولم يُسمع عنها يومًا أنها هاجمت البشر. وبالتالي فإنها حيوانات صغيرة يبلغ حجمها (8-9) سم، ووزنها (40-50) غرامًا، كما أنها لا تمتص دماء الحيوانات إلى درجة القتل… والحقيقة أن فقدان الدم لا يشكل خطرًا كبيرًا على الحيوانات الملدوغة، إنما الخطر يكمن في الأمراض التي تنتقل عبر دماء هذه المخلوقات الصغيرة وعلى رأسها داء الكلب. فمن الظلم اتهامنا جميعًا بسبب هذه الأنواع الثلاثة فقط التي تعيش على مص الدماء. ولن يكفي الوقت لأن أسرد كل الفوائد التي أكون سببها في هذه الكائنات.
فكما أن النحل وبعض الحشرات تقوم بتنفيذ أعمال مهمة في تلقيح النباتات، فكذلك تقوم بعض أنواعنا بعملية نقل اللقاح من زهرة لأخرى بين الأشجار المثمرة أثناء التقوّت. هذا وقد يقوم المزارعون وأصحاب الأراضي الشجرية المثمرة بهذه العملية من أجل التلقيح بين الأشجار، تمامًا كما نفعل نحن. وبعض أنواعنا تقتات على الفئران والضفادع والحيّات، لتمنع تكاثرها المفرط، ومن ثم لتحافظ على التوازن البيئي. نأكل أعدادًا هائلةً من الحشرات، فبذلك نسهّل عليكم مكافحة جميع أنواع الحشرات، وبالتالي نخلّصكم من إنفاق ملايين الدولارات على المبيدات السامة التي تؤدي حتمًا إلى التلوث البيئي واستنزاف طبقة الأوزون. إذن لم يخلقنا ربنا عبثًا ولم يتركنا سدى، إنما هدانا إلى ذلك بحكمة منه وفضل… وإنْ كنتم تجهلون ذلك، فهذا لا يدعو إلى تعييرنا ونبذنا بين المخلوقات وإلى اعتبارنا أعداءً لنبي البشر؟!
تتميز إناثنا الأمهاتُ بين الحيوانات، بحبها الجمّ لصغارها وشفقتها الشديدة عليها، تمامًا مثلما تحبون أنتم صغاركم وتشفقون عليهم. كما أننا نتعاون على العناية بالخفافيش الصغار التي تموت أمهاتها فنقوم برعايتها مع صغارنا ولا نتركها للبؤس والشقاء. ولعل هذا أكبر دليل على شفقتنا ورحمتنا تجاه صغارنا نحن الخفافيش، التي تمثّل الشؤم والبؤس في نظركم، بينما أنتم البشر، قلّما تعبأون بأولاد غيركم وترعونهم إذا ما فقدوا أمهاتهم أو آباءهم، ليس هذا فحسب، بل ويتخلى بعضكم عن ولده ويلقيه على أبواب المساجد دون رحمة منه ولا شفقة. أخبروني الآن، أيّ الفريقين منّا أشد قبحًا وأكثر بشاعة، نحن الخفافيش أم أنتم البشر؟!
عالم مقلوب
إننا نحن الخفافيش، الحيوانات الوحيدات التي تتعلق من قدميها مقلوبة برأسها لتستريح أو لتنام. ولكن ننصحكم ألا تقلّدوننا، وإلا تدفّقتْ دماؤكم على دماغكم، وأصبتم بخلل في توازنكم، بينما نحن نمضي حياتنا كلها ناظرين إلى الدنيا بالمقلوب. وعندما نقف وقفتنا الطبيعية العكسية، تُقفل الأوتار المتصلة بمخالبنا الشبيهة بالخطافات أوتوماتيكيًّا، الأمر الذي يمكّننا من عدم السقوط على الأرض، لا سيما أثناء النوم.
الثدييات الطائرة
ما إن نذكر الطيران حتى يتبادر إلى أذهاننا الطيور ثم الحشرات الطائرة المجنحة. وبالتالي فهناك حيوانات تطير -وإنْ لم تحلق في الهواء كالطيور- بواسطة الزعانف أو جلد الصدر أو الوترة من البشرة التي تشكل ما يشبه المظلة والتي تساعد على المروق عبر الهواء من العالي إلى الأسفل؛ كالأسماك الطائرة، والضفادع الطائرة، والسنجاب الطائر. ولكننا نحن الخفافيش ننفرد بين الفقريات بقدرتنا على الطيران الناشط أو طيران الرفرفة، إذْ خُلِقنا على هيأةٍ تلائم طاقة الهواء الرافعة وخصائصه الفيزيائية؛ فلدينا أغشية رقيقة من الجلد تغطي عظام ساعِدِنا وأصابعنا الطويلة الأمامية تمتد نحو الوراء لتحيط الطرفين الخلفيين، وقد قمتم في فيلم “الرجل الخفاش” بتمثيل هذا الغشاء الذي نطير به، بالعباءة السوداء، ثم يوجد في عقبي عَظْمٌ منفردٌ يدعم حافةَ الغشاء المرتخية، وهذا يمكّنني من المناورة السريعة عند تحريك أصابعي وساعدَيَّ ورجلَيَّ للطيران. لقد خلق العليم الخبير جل جلاله؛ للطيور أرياشها، وللحشرات أجنحتها من مادة الكيتين، وخلق لنا هذه العباءة من الجلد لنطير جميعًا… ولو أراد لَأبدع مخلوقات تطير بآليات مختلفة متنوعة لا تخطر ببال إنس ولا جان… وعليه فإننا نطير بسرعة 50 كم في الساعة، ونصطاد فريستنا ونحن على هذه السرعة.
ذكرتُ لكم سابقًا أننا ننقسم على العديد من الأنواع. فوَزْنُ أصغرنا يتراوح ما بين (1-9) غم، وامتداد أجنحته يبلغ 16 سم. كما يبلغ وزن أكبرنا 1300 غم، وامتداد أجنحته يبلغ 170 سم.
أما عملية التكاثر لدينا، تمّت برمجته بشكل دقيق حسب المواسم وظروف التغذي، حيث نعيش أربعة مواسم للتكاثر في العام الواحد. وعلى الرغم من أن عقولنا قاصرةٌ عن هذه الحسابات الدقيقة، فإن النطف تتجمع عند ذكورنا مدة سبعة شهور، ويتزامن التصاق الجنين في الأرحام موسمَ الشتاء، ويتباطؤ نمو الجنين لتتأخر ولادته حتى الخروج من السبات الشتوي، ثم تتحقق الولادة في موسمٍ يلائم النمو والتطور. معظم إناثنا تنجب مولودًا واحدًا في البطن الواحد، ومن النادر إنجابها توأمًا أو توائم (أربعة) في البطن الواحد. تنفرد الأمهات فينا برعاية الصغار، ولا يساعدها الذكور إلا في بعض أنواعنا النادرة.
يظن الكثيرون بأننا من الحيوانات ذات الدماء الحارة باعتبارنا من الثدييات، لكننا لسنا كذلك، حيث تصل حرارة أجسامنا إلى 41 درجة خلال الطيران، وتنخفض إلى درجتين (2) عند السبات في الشتاء. نجتمع في الكهوف في أعداد كبيرة -تبلغ الملايين- عند الدخول في السبات الشتوي حتى نتقي من برد الشتاء، وننام في مجموعات كبيرة تبلغ عشرين مليونًا. تنخفض ضربات قلوبنا أثناء السبات من 400 إلى (11-25) ضربة، ونقتات أثناء نومنا على أنسجة الدهون المكتنزة تحت جلودنا. ننقسم نحن الخفافيش إلى أنواع كثيرة، إذ نشكّل رُبُع الثدييات تقريبًا. نحب العيش في الأماكن الهادئة الساكنة المظلمة، كأسقف المنازل المهجورة، والمغارات المظلمة، وتجاويف الأشجار العملاقة، ومخازن المعامل ومستودعاتها… ونمضي معظم حياتنا فيها في صمت وسكون. ينشط معظمنا في الليل، لذلك تم تصميم سلوكنا بما يتناسب مع الظلام. يختبئ صغارنا في النهار لحماية نفسها من الأعداء، أما الكبار فلصيانة نفسها من حر النهار. ثم إن الفئران والضفادع والزواحف المختبئة في جحورها نهارًا تخرج في الليل، فيتيسَّر بذلك طعامُنا، ويتحقق للطبيعة توازنها. ولولا خروجنا في الليل واصطيادنا هذه الحيوانات، لامتلأت الأرض بها، وَفَقَدَ العالم توازنه نتيجة تكاثرها المفرط. وإذا استثنينا قمم الجبال العالية والجزر النائية في أعماق المحيطات، فإنَّ أعشاشَنا تنتشر في كل بقاع الأرض بما في ذلك القطب الشمالي. أما سبب تمكّننا من هذا الانتشار هو قدرتنا على الطيران واعتمادنا على الأمواج الصوتية والذبذبات.
تنقسم أنواعنا إلى مجموعتين أساسيتين. أما المجموعة الأولى فهي الخفافيش الكبيرة (Megachiroptera)؛ ولأن هذه الخفافيش تقتات على الفاكهة في أغلب الأحيان، فإنها لا تملك قدرة على تحديد الجهة والمكان بالذبذبة الصوتية، إنما تقضي حاجاتها بأعينها، ما عدا نوع خفاش الفاكهة المصري (Rousettus) الذي يستخدم ذبذباته الصوتية وراداره في تعيين الجهة والمكان.
وأما المجموعة الأخرى فهي الخفافيش الصغيرة
(Microchiroptera)؛ إنها تقتات على الحشرات والأسماك والضفادع والفئران وغيرها من الحيوانات الصغيرة، وتملك قدرة عجيبة على إصدار الأمواج الصوتية واستخدامها في تحديد الأماكن والأجسام كالرادارات.
خبراء الرادار
إن استخدام الأمواج الصوتية في تحديد الأماكن والمسافات عن طريق الصدى (الإيكو)، من أبرز ميزات الخفافيش الصغيرة. وأول رادار أنجزتموه في عام 1930 بعد جهودكم الجهيدة وأبحاثكم المتواصلة، يظل بسيطًا جدًّا أمام الرادار الذي وهبه لنا خالقنا العظيم، لأن الرادار الذي صنعتموه، ثابت، وليس حساسًا، ويقتصر على تمييز الأجسام المقتربة منه فقط… بينما الرادار الذي أملكه أنا حساسٌ جدًّا، ويستطيع الوقوف على كل حركةِ فراشةٍ تطير. وبالتالي فإن راداري يحتاج إلى طاقة كبيرة، لذلك لا أستخدمه وقت الراحة وعنايتي بالصغار. ثم إني أُصدر أثناء الطيران مع كل ضرْبةِ جناحٍ موجةً صوتيةً طويلة منخفضة التردد لا تسمعها آذانكم.
نصدر الصوت من حناجرنا (Larynx)، وهناك نوع من الفراشات مُنحتْ موهبة الإحساس بالذبذبات التي تتراوح ما بين (20-60) كيلوهرتز، وعندما تحس هذه المخلوقات بهذه الذبذبات تسارع في الهرب وتتمكّن من الإفلات منّا، الأمر الذي يدفعنا إلى استخدام طيف واسع من الأمواج الصوتية للأغراض المختلفة. فنقوم بمسح الأهداف بحزمة الموجات الضيقة بذبذبات ثابتة، ونصدر الموجات بتردد يتراوح من 20 إلى 100 كيلوهرتز خلال 2,5 ميلي ثانية لتحديد أماكنها، كما تقوم آذاننا الكبيرة الواسعة بمهمة اللواقط الهوائية.
إن خالقنا الذي يتجلى بعلمه المحيط وقدرته المطلقة في كل الكائنات، جعل بين أنماط حياتنا وأشكال أجنحتنا وبين القدرات الدينامية للهواء، توازنًا يمكن التعبير عنه بلغة الرياضيات بأنه تناسبٌ معقدٌ بديع. فهناك ارتباط رائع مثير وتَناسبٌ بين وزن الجسم ورقعة امتداد الجناح أو تحمُّل الجناح وبين ذبذبات الصوت التي يصدرها الرادار، وما ندعوه بـ”تحمُّل الجناح”، له ارتباط وثيق بالمواطن التي تناسب كل نوع. ففي الأجنحة الدقيقة والطويلة يكون الاحتكاك قليلاً، هذا ما يمكّن الخفاش من الحركة الفعالة والمناورة السريعة. أما الخفافيش التي تستوطن مناطق الغابات -مثلاً- يلزمها قدرة عالية للمناورة؛ حيث تكثر عوائق الطيران من تشابك الأغصان وكثرة الأوراق، ولذلك تكون أجنحتها منخفضة التحمّل. كما أنها تحتاج إلى المناورة وتحاشي الاصطدام بأوراق الشجر والالتفاف السريع على الفريسة، أكثر من حاجتها إلى السرعة الزائدة. أما التي تعيش في المناطق المكشوفة الفسيحة فتحتاج إلى المناورة السريعة والتحرك النشيط قبل كل شيء، لذلك تكون أجنحتها عالية التحمّل. ومن هذا المنطلق كانت أجنحة الخفافيش المهاجرة، من أكبر الأجنحة حجمًا وطولاً بين أنواعنا… وهناك نوع من الخفافيش يعيش في البرازيل يستطيع الطيران لمسافة تتجاوز 1000 كم.
وبهذه الأجنحة التي تمكننا من الطيران، نشكل الأمواج الصوتية التي تنسجم مع سرعة الطيران وتتناغم مع الحركة بأطوالٍ معينةٍ نستطيع من خلالها تحديد مواقع الفرائس والمسافات التي تفصلنا عنها، ونعيد حساباتها في كل لحظة لنكون على علم بها في كل آن. ربما كان الأمر سهلاً في صيد ضفدعة أو فأرة ساكنة أو جارية على الأرض، لكن يحتاج ذلك إلى حسابات سريعة ودقيقة ومتواصلة دائماً في تقدير المسافة وتقييمها للانقضاض على الفراشة -مثلاً- التي تغيّر مكانها باستمرار، والتمكّن منها.
تملك الخفافيش الكبيرة رؤية ثاقبة في العتمة والضوء الخافت، وتصل إلى طعامها بهذه الرؤية دون الحاجة لرادارات لا تملكها. وعلى الرغم من أن الخفافيش الصغيرة ليست عمياء تمامًا، لكنها لا ترى بشكل جيد، وتحتاج إلى منظومة رادارية بالغة الحساسية والدقة تستطيع من خلالها تحديد موقع حشرة على مسافة خمسة أمتار، وفأرة على مسافة عشرين مترًا بلا تشوُّش أو ارتياب. ونملك أيضًا حاسة جيدة للشم، فالخفافيش ذات الأنف الورقي التي تستوطن أمريكة الجنوبية، تستطيع تمييز الفلفل الأسود الناضج من رائحته. والخفافيش ذات الأذن الواسعة والفم الكبير، تستطيع تمييز صيدها بين القمامات، من رائحته. وخفاش “Soprano Pipistrelles” يميز بحاسة شمّه الخارقة، أفراد عائلته بين الأنواع الأخرى. وعندما يحين موعد التكاثر، يفرز الذكور من الغدد الموجودة في رقبتها وأعضاء تناسلها وأجنحتها رائحة تميزهم.
حاسة السمع لدينا خارقة للعادة، فبعض أنواعنا تجعلُ السمع جزءًا فضلاً عن منظومة رادارها، إلى درجة أنها تستطيع تمييز صوت حشرة تتحرك على ورق الشجر. فالأنواع التي تعيش في الغابات؛ تستطيع تمييز الأصوات الضعيفة بين الحشائش (10 – 20 كيلوهرتز) بفضل أنظمة السمع التي لم تُكتشَف بعدُ أبعادها الحقيقية بين الثدييات، وهذه الأنواع تعتمد على حاسة السمع دون تفعيل رادارها في تعيين أهدافها.
وبالتالي يوجد بين الأمهات وصغارها لغة خاصة بهما تختلف عن اللغة التي نستخدمها مع الخفافيش الأخرى، وعن طريق هذه اللغة والأصوات تميز الأمهات صغارها عن الأخرى.
أكتفي بهذا القدر في الحديث عن نفسي، وأظنكم قد عرفتم الآن بأني لست مصدرَ شؤم ولا حيوانًا عدوانيًّا شريرًا لكم. وأنا أعرف جيدًا أنكم لن تغيروا نظرتكم وآراءكم السيئة تجاهي بسهولة، كيف وقد أصبحت فيكم رمزًا للشر، وبلغت مضرب الأمثال للسوء في أدبياتكم… لذا أكتفي بهذا القدر عن الحديث عني، وأستودعكم الله في محبة واحترام دون أن أعبأ بما تقولونه عني، آملاً أن تنشأ فيكم أجيال يحسنون قراءة كتاب الكون المنظور، ويشاهدون الكائنات بعين البصيرة، ويدركون الحكمة من وجودي في هذا الكون الشاسع.
ـــــــــــــــــــــ
(*) الترجمة عن التركية: مصطفى حمزة.