آخر تمتمات الروح

لــيـــلٌ ودمــــعُ تـشــــردٍ وشـــــحـــوبُُ وقـــصـــائـــدٌ بــالــذكــــرياتِ تــــذوبُ
بالأمـــسِ أغـنـيـةُ الصـــغارِ ودُمْــيَـــةٌُ واليــــومَ قــــبلَ الأمــنــياتِ أشــيــبُ
لـي فـي عيونِ الأرضِ آخــرُ ضحكةٍ وعــلـــى كــفــوفِ الراحلينِ نـحيبُ
الـــدارُ تــذكُــــرُهُ، شــقـــوقُ الــــــبابِ وجــــهُ أخــــــــــــــي وذاكَ الــطـــــيــــــبُ
وأنـيـنُ مــسبـــحةٍ ونــافـــذةٌ بــكـــتْ شــــــــوقًا، وَحَـــنَّــــتْ لــلــقاءِ دروبُ
بــالأمـــسِ زمَّلــتِ السنــيـنَ كفوفُهُ واليــــــوم يَــفـــترشُ الضلــوعَ لـهيبُ
ما زالَ فـــي كـلِّ الأماكنِ ضاحكًا وأغـيبُ عـن ذاتــي، وليسَ يغيبُ
وأبــي، إمــامُ النــــورِ، قِبـلةُ أدمعي ما الشعـــــرُ إلا فـــي هــــواهُ يطيبُ
لـــولا اليـقــيــنُ لـنــبأتْــهُ قـصــائـــدي للــعاكــفــينَ علــى الـــرشادِ نصيـبُ
فــــي الصفحِ أحمدُ، وابنُ آذرَ كفُّهُ والـحُسنُ يوسفُ والشجى يعقـوبُ
جـمــعَ الفــضائــلَ فـي زمانٍ شابَهُ ليــــلٌ خـــــــؤونٌ ليـــسَ عــنهُ يتــــوبُ
الأرضُ تـعـتـنقُ الدمـــــوعَ جفونُـها وغـــــروبُ ضحكتِها يليهِ غـــروبُ
وأبــي، تئنُّ الــــروحُ حـيـنَ أقــولُـها عيـنـي مـــهاجـــــــرةٌ، وثَـــــمَّ نــحيـــبُ
ومـعــي تــموتُ الآنَ كـلُّ دقــيــقــةٍ ضـــــوءُ النــــوافــــذِ بائـــسٌ وغـــريبُ
أحــــتاجُ ضــحكاتِ السنــينِ، تُعيدني منذ ارتـحلــــتَ ووجـهـهــنَّ كـئيــبُ
أحــتاجُ مـــن كــفِّ القصيدةِ ضمةً فالـجرح غـــادرَ دونَــه الـمحبــوبُ
أحــتاجُ، لا أحــتاجُ غــيرك يا أبــي فالعمــرُ دونَ العمـــرِ ليسَ يــؤوبُ