| تطالعنا نسائمُ ما بــــرحنـــا | نناجيها وننتــــظرُ الجوابــا |
| يمر العامُ في بــــطءٍ شديــدٍ | متى البدرُ عن الأسحار غابـا؟! |
| فيا لهفي وقد طال انتظــاري | ويا سعدي إذا القدرُ استجابــا |
| أيا نفحٌ من الفردوس أِقبـــلْ | شغافُ القلبِ في نجواك ذابــا |
| ويا عجبًا لشهرٍ منذ ولَّـــــى | وبين ضلوعنا يُبقي مهابـــــا |
| أتى الغيث ٌ إذا شعبـــانُ هـــلَّ | ويا بشرى متى رمضانُ آبـــا |
| فأُسرِجتِ القلوبُ وفاض نورٌ | سرى بين البرية مُستطابـــــا |
| لنسعدَ في رحابِ الحقِ شوقًا | يجـــودُ به إذا ما العبـــدُ ثابـــا |
| بمقدمه يشيـــــعُ الجــــو عيدٌ | تســــربَ بيننـــا حتـــى أصابا |
| فيا رمضانُ ما أحلاك ضيفــــًا | يجددُ فـــي جـــوارحنا الصوابا |
| فلا الشيطانُ يختـــــرقُ المدارا | ولا الإنسانُ عنــــه الحق غابا |
| ولا ظمأ تَبَقــــَّى حيـــــــن يأتي | ولا خوف سيترك فيك نـــابــا |
| ولا جــــوعَ يكـــابدُ منه عبــــدٌ | فكلُ الخير في رمضـــانَ طابا |
| ولا كذبَ سيعلقْ فــــي لســــانٍ | ولا بُغضَ يْؤججنا اضطــــرابـــا |
| ولا القلبُ يضيقُ بنـــــــأي أهلٍ | ربـــاطُ الحـــــبِ يزدادُ اجتلابـا |
| فكـــــلُ المسلميــــن إذا تجلـــَّى | بهـــم رمضانُ زادهم اقترابــــا |
| وقد منَّ الإلــــه بـــــه علينــــــا | ليهدينــا من الحــــوض شرابا |
| يْغذي الــــروحَ والعقـــــلَ ويْزكي | بنــــا الخيرَ فيملأنـــا عِذابــــا |
| دعــــوا رمضانَ يغمرنا بفضـــــل | طـــوالَ العامِ ما رمضانُ غابــا |
| تسامحْ وانقضِ الأحقــــــادَ وانسَ | مطامعَـــــك ولا تبــــقِ عتابـــــا |
| فَــــــــــرُبَّ أخٍ تمنى منـــــــك وُدًّا | ويـــدعوك وقــــد أغلقــــت بابا |
| وإن الله قـــــد أعطـــــاك قلبـــــــًا | بفطرته قــــد امتلك الصـــــوابا |


