أرقام في جسم الإنسان (دم الإنسان)

للأرقام دور في كشف ما غمض من الأمور وإن بدت مخفية أو غير محسوسة، ولولا الأرقام لما عرفنا معنى الحياة، فللأرقام تأثير كبير على مسيرة الحضارة الإنسانية، وذلك عن طريق العلم واستخدام العقل للوصول إلى النتائج وليس رجمًا بالغيب.

وبفضل العلم وتقدم المعرفة ووسائل البحث الحديثة تم إزاحة الستار عن بعض الأسرار العجيبة في جسم الإنسان، لكنها تقف في العمق كدليل كافٍ على وجود إعجاز رباني خارق ومبهر وجليل. لقد كشف العلم الحديث ما يبهر العقول ويدهش النفوس مما خفي أمره ولم يستطع الإنسان أن يعرفه إلا بعد اكتشاف الآلات المكبرة والمجاهر. ومن هذه الأسرار:

دم الإنسان

يشكل الدم حوالي 8% من وزن الجسم، يحتوي جسم الإنسان البالغ على 1.325 جالون دم، كما يحتوي الجسم على حوالي 0.2 ملليجرام من الذهب توجد في الغالب بالدم.

يحتوي كل ملليمتر مكعب من الدم من 4 إلى 6 ملايين من الكريات الحمراء، ومن 150 ألف إلى 300 ألف قرص دموي، ومن 7000 إلى 8000 كرية بيضاء، كل هذه العناصر تمثل 45 في المائة من دم الإنسان، و55 في المائة الباقية هي من مادة البلازما.

وتتكون هذه الكريات بشكل أساسي في نخاع العظام (مخ العظام) وهو النسيج اللين الموجود داخل العظام. حيث يقوم مخ العظام بصنع هذه الكريات وصبها في الدم فيصب الأعداد التالية: مليون ونصف كرية حمراء في الثانية الواحدة، خمسة ملايين صفيحة دموية في الثانية الواحدة، مائة وعشرون ألف كرية دم بيضاء. يستهلك الإنسان من الكريات الحمراء في كل ثانية حوالي مليوني كرية حمراء، أي إنه يستهلك في الساعة الواحدة أكثر من عدد سكان العالم.

ولتعلم أيضًا أن الكرية الحمراء تحمل الأكسجين إلى أعماق الأعضاء والأجهزة من بصيلات الشعر إلى أعقاب القدمين بحيث لا تترك خلية أو نسيجًا أو جهازًا أو عضوًا إلا زادته ومنحته الأكسجين بما يكفيه، فهذه الكرية حمال لا يعترف بالتعب. وتدور في الدم 1000 دورة يوميًّا مارة بأعضاء الجسم وتنقل 600 لتر من الأكسجين إليه وفي رحلتها الشاقة، تعبر خلال حياتها الكاملة 1150 كم، ثم يطيب لها بعد ذلك أن تستريح وأن تتلف بعد أن تكون قد أدت وظيفتها خير أداء.