نعى مفتي مصر الأسبق الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، المفكر الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن، مؤسس حركة الخدمة، وأثنى على دوره في نشر القيم الدينية والأخلاقية في تركيا، وتعريف العالم بالإسلام، وبأنه دين لا يحض على العنف.
وقال الدكتور علي جمعة في بيان نشر على فيسبوك: “انتقل إلى رحمة الله الحكيم الصوفي المفكر رجل الحوار والتسامح الخطيب الكاتب الأستاذ محمد فتح الله كولن صاحب المسيرة العطرة القائمة على خدمة الإسلام ونشر مبادئ التسامح والتعايش مع الآخر. ولد فتح الله في أسرة طيبة معروفة مشهود لها بالأخلاق والدين وأتم حفظ القرآن الكريم صغيرًا على يد والدته الفاضلة، ثم بدأ بتلقي العلوم الدينية من علماء معروفين من أبرزهم عثمان بكتاش، حيث درس عليه النحو والبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد، كما درس العلوم الوضعية والفلسفة لكنه وبشكل خاص اهتم اهتمامًا بالغًا برسائل النور للعلامة بديع الزمان سعيد النورسي وتأثر بمبادئه ومنهجه تأثرًا كبيرًا”.
وحول دور كولن الدعوي، قال مفتي مصر الأسبق “بدأ عمله الدعوي في أزمير ثم عمل واعظًا متجولاً، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول وكان يعقد الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة مما ساهم في شهرته حتى قام أتباعه في تركيا بإنشاء العديد من المدارس والأقسام الداخلية وبإصدار الجرائد والمجلات وإنشاء المطابع وتأليف الكتب ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية ثم انتشرت هذه المدارس في العالم بأسره”.
وحول حركة الخدمة، يقول “ويعود إليه الفضل في تأسيس حركة الخدمة، وهي حركة مجتمع مدني تتبنى فلسفة تعليمية تتمحور حول القيم الإنسانية العالمية، وهي حركة تقوم على أكتاف المتطوعين النشطين لتكافح مرض الجهل والفقر والتشرذم، ومبدؤها الأساسي هو العمل الإيجابي البنّاء، وهدفها إحياء القيم الدينية والأخلاقية والعالمية ونشرها عن طريق التعليم والحوار والعمل الخيري، بالإضافة إلى المساهمة في الجهود المبذولة لتحقيق السلام العالمي. كان الأستاذ فتح الله كولن يؤمن بمبدأ الانفتاح على العالم بأسره، وإبلاغ العالم كله بأن الإسلام ليس قائمًا على الإرهاب -كما يصوره أعداؤه- وأن هناك مجالات واسعة للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى بعيدًا عن التعصب والعنف”.
وذكر أن فتح الله كولن “ترك لطلابه ومحبيه 60 كتابًا، ترجم منها إلى اللغة العربية قرابة ثلاثين كتابًا حاول من خلالها أن يوقظ في الناس وعيًا إسلاميًّا جديدًا، وشرح لقرّائه مفهوم التعايش الإسلامي والسير على المنهج الوسطي بعيدًا عن التورط في العنف والتطرف، وقد حصل على العديد من الجوائز على كتبه هذه، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم، كما ألف في السيرة النبوية كتابا حديثا أسماه (النور الخالد).
ومن أبرز ما قدم لأحبابه كتاب: القلوب الضارعة؛ وهي مجموعة أدعية منتخبة من الكليات المشتهرة بـ”مجموعة الأحزاب” لمصنفه للشيخ “الگومشخانوي” رحمه اللّٰه تعالى، انتخبها واختارها الأستاذ الفاضل بعنوان “القلوب الضارعة”.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.