تكفل الله تعالى بحفظ القرآن وأمر الإنسان بالعمل به، وهذه الغاية لا يمكن الوصول إليها دون فهم أو تدبر وتفكر في آياته. فالذين يحفظون القرآن عن ظهر قلب دون فهم معانيه لم يحققوا مراد الله، والذين يعملون به دون فهم كذلك ليسوا على صواب، ولذلك نجد الآيات القرآنية تختتم بـ”لعلَّهم يتفكرون، يتدبرون، يعقلون”.. إلى غير ذلك من الألفاظ التي تحمل معاني الدعوة إلى إعمال العقل في كتاب الله المقروء وكتاب الله المنظور. ولو أن الناس تدبروا القرآن بنوايا صادقة وقلوب خاشعة وعقول حاضرة، لاقشعرت جلودهم منه، قال تعالى: (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)(الزمر:٢٣).

إن المسلم مأمور بالتفكير والتأمل والتدبر في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)(محمد:٢٤)؛ والخطاب ليس مقصورًا على العرب الأميين، ولا هو بمقصور على أبناء القرن العشرين، ولكنه عامٌّ مطلق لكل عصر ولكل مكان، إذ ليس من المعقول أن يفكر الإنسان على نسق واحد في جميع العصور. فالتدبر غاية مقصودة من القرآن الكريم، ولا بد للمسلم أن يحقق هذه الغاية التي هي مراد الله من الإنسان.

التدبر واكتشاف مقاصد الآيات

التدبر في الآيات يعني التفكر والتأمل فيها، ومعرفة معانيها، واكتشاف أسرارها ومقاصدها ومراميها، والتعمق في ألفاظها وما خلف السطور من معانٍ مقصودة من كلام الله تعالى. والصحابة رضي الله عنهم قد تأملوا آيات الله وتعمقوا في فهمها، واستخرجوا لنا معاني وإشارات خفية لا تدل عليها ظاهر الآيات، مثل ما فهمه ابن عباس رضي الله عنه من سورة النصر دُنوُّ أجل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الفهم الذي لا يمكن فهمه من ظاهر السورة.

يقول الجرجاني: “التدبر عبارة عن النظر في عواقب الأمور، وهو قريب من التفكر إلا أن التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب”(١).

وأصل التدبر، التأمل في أدبار الأمور وعواقبها، ثم استُعمل في كل تأمل، سواء كان نظرًا في حقيقة الشيء وأجزائه، أو سوابقه وأسبابه، أو لواحقه وأعقابه.

وقال القرطبي في قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) على وجوب التدبر في القرآن؛ ليُعْرَف معناه.

وقال الشعراوي: “التدبر هو كل أمر يعرض على العقل له فيه عمل فتفكر فيه لتنظر في دليل صدقه، هذه أول مرحلة، فإذا ما علمت دليل صدقه فانظر النتيجة التي تعود عليك لو لم تعملها، وتتدبر تعني أن تنظر إلى أدبار الأشياء وأعقابها”(٢).

والظاهر من مفهوم الآية الكريمة السابقة وما تدل عليه، وربط التدبر بالقلب والعقل في قوله: (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)(محمد:٢٤)، ما يدل على أن المقصود هو النظر إلى ما وراء الألفاظ من المعاني والعبر والمقاصد، التي تفيدنا في فهم العلوم النافعة والقيم الأخلاقية التي تزكي النفوس لكسب رضا الله تعالى. إذن فالبركة العظمي التي يمكن كسبها من القرآن الكريم، إنما هي في تدبر معانيه واستخراج أسراره ومراميه.

التدبر طاعة وامتثال لأمر الله تعالى

من المعقول أن يكون للتدبر في القرآن الكريم أهمية قصوى لفائدة الإنسان، بل هو من الواجبات التي أمر الله تعالى عباده بها. يقول الشعراوي في خواطره عن تفسير معنى قوله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ): إذا سمعت كلمة “أفلا” فاعلم أن الأسلوب يقرّع من لا يستعمل المادة التي بعده، أي كان الواجب عليهم أن يَدَّبروا القرآن. فهناك شيء اسمه “التدبر”، وشيء اسمه “التفكر”، وثالث اسمه “التذكر”، ورابع اسمه “العلم”، وخامس اسمه “التعقل”، ووردت كل هذه الأساليب في القرآن الكريم، نوجزها في بعض النقاط الآتية:

١- طاعة وامتثال لأمر الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية.

٢- التدبر في القرآن هو مصدر سعادة الإنسان، يقول الرافعي: “القرآن الكريم يعطيك معانيَ غير محدودة في كلمات محدودة”؛ فهو بحر يفيض عليك بأنواع من الخيرات في شتى جوانب الحياة، وحلول لمشاكلنا الدنيوية وخاصة في هذا العصر الذي تعقدت مشاكله وتباينت.

٣- التدبر يُشعر الإنسان بالسعادة والاطمئنان حينما يعرف المعاني والمقاصد القرآنية، وكان تكرار النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم للآيات، يعني أنهم كانوا يتفكرون فيها وينظرون في معانيها ويعتبرون بمقاصدها.

٤- كثير من الباحثين والعلماء كان التدبر والتفكر في القرآن سببًا في هدايتهم إلى الإيمان به ودخولهم الإسلام؛ حيث قارنوا الآيات بما لديهم من إنجازات علمية حققوها بجهودهم، فتيقنوا بأنه كتاب الله تعالى للإنسان.

٥- بتدبر القرآن والعمل به يرتقي المجتمع المسلم ويتطور.

خطوات أساسية للتدبر في القرآن

أ- اختيار الأوقات المناسبة للتدبر؛ حيث يكون الخشوع وسكينة النفس وراحة العقل وهدوء الحواس، وربما أفضلها جنح الظلام، فإن إبراهيم عليه السلام كان يتأمل الكواكب في الليل، قال تعالى: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ)(الأنعام:٧٦)، ولذلك فقد حبب الله تعالى ذلك التوقيت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)(المزمل:٦)، والسبب توفر السكون والراحة النفسية. وكذلك وقت البكور حيث يمكننا من تسجيل الأفكار وتصنيفها.

بـ- الترديد والتكرار؛ لأنه يعين على التأمل في معاني الكلمات ومقاصدها، لذلك جاء النهي عن قراءة القرآن بالسرد السريع، وشبَّه ابن مسعود رضي الله عنه ذلك بنثر الدَّقْل(٣)، فإن رجلاً قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قرأتُ المُفصَّلَ الليلةَ في ركعة، فقال: هذًّا مِثلَ هذِّ الشِّعْر، أو نثرًا مثلَ نثر الدَّقْل، إنما فُصِّل لتُفَصِّلوا. وفي رواية: قال: إن قومًا يقرؤونه ينثرونه نثر الدَّقْل، لا يُجاوِز تَراقِيَهم (رواه مسلم). وهذا مما يدل على النهي في الإسراع في القراءة، لأنه يفسد غاية التدبر والتأمل.

جـ- الاستماع إلى القرآن من الوسائل المعينة على التدبر، ويكفي أن الله تعالى يقول: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(الأعراف:٢٠٣). وقال سفيان بن عيينة: “أول العلم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر، فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بنية صادقة على ما يحب الله، أفهمه كما يُحب، وجعل له في قلبه نورًا”، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرأْ عليَّ القرآنَ”، قلت: يا رسول الله كيف أقرأُ عليك وإنما أُنزل عليك؟ قال: “إني أشتهي أن أسمعه من غيري”، قال: فافتتحتُ سورةَ النساء فقرأت عليه، فلما بلغتُ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) قال: نظرت إليه وعيناه تذرفان. قال ابن بطال: “وذلك لأن المستمع أقوى على التدبر، ونفسه أخلى وأنشط من نفس القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها”(٤).

د- طرح التساؤلات حين قراءة الآيات، فقد قيل: إن العلم خزائن ومفتاحه السؤال؛ لأن التساؤلات تعطينا فهمًا أوسع للقرآن، مثلاً نقول: لماذا استعمل هذا اللفظ ولم يستعمل هذا؟ أو لماذا قدَّم هذا وأخَّر هذا؟ ولماذا بدأ الآية بكذا وختمها بكذا؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي تجعل الإنسان يبحث في الكتب لمعرفة أسرارها.

هـ- فهم الآيات بالعموم لا بالخصوص، كما يقول أهل الأصول: “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب”. فإذا كانت الآية تتحدث عن بني إسرائيل، فإن المعنى هو أن المراد يشمل كل من اتصف بتلك الصفة، مثل قوله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)(الكهف:١٠٣)، وإن كانت تتحدث عن الكفار، فإن أحكامها تشمل كل من لم يفهم المقصود الشرعي من الحكم، وظل يصر على فهمه ويعمل بمذهبه بعيدًا عن الفهم الصحيح للحكم. وهكذا فإن كثيرًا من الآيات نزلت لأسباب، ولكن أحكامها لا تتعلق بأسباب نزولها فقط؛ مثل المرأة التي جاءت النبي تشتكي مظاهرة زوجها مما هو معروف في الفقه “الظهار”، فكان السبب معروفًا، واسم المرأة معروفًا، وكذلك زوجها، غير أن ألفاظ الآية التي نزلت في حقهما عامة، فلذلك قال العلماء: “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب”.

و- الاعتماد على الصحيح من التفسير الذي يعطي للمعاني حقها، بعيدًا عن الخلفيات المذهبية أو الفكرية التي تُحمِّل الألفاظ تأويلات بعيدة المقصود. ولقد وقف الصحابة والمؤمنون الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عطاء القرآن وقت نزوله فيما استطاعت عقولهم أن تطيقه من أسرار الكون، ومن أسرار القرآن الكريم، وكانوا يتسابقون في معرفة معاني بعض الألفاظ دون تأويلات، فيسمعون معانيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ز- معرفة سبب النزول؛ فمعرفة سبب نزول الآية يزيل الإشكال الواقع فيها ويعين على فهمها، فالعلم بالسبب يوصل إلى العلم بالمسبب، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “معرفة سبب نزول القرآن يعين على فهم الآية”. معرفة سبب النزول يزيل الإشكال، ويظهر الحكمة من التشريع، ويرفع توهم الحصر في بعض الآيات”.

حـ- كسب التقوى وإخلاص النية، فالله تعالى يقول: (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(البقرة:٢٨٢)، كسب التقوى يأتي باستشعار عظمة القرآن، وتشعر نفسك أنك أمام كلام الله تعالى، فيكون حرصك شديدًا لمعرفة معانيه وتعيش معه ليلاً ونهارًا كما قال الحسن بن علي رضي الله عنه: “إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار”.

ط- الربط بالواقع، فربط التدبر في القرآن والتفكر في آياته بالواقع الذي تعيشه، وإسقاط المعاني على الواقع يجعل الآية منطلقًا لإصلاح مشاكل الحياة الواقعية، لأن القرآن نور أنزله الله إلى الأرض ليستضاء به، فنعلم من خلاله الحق من الباطل، والله تعالى يقول: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل:٨٩)، والتجديد الذي عناه القرآن هو التفكير الذي يتحرر من عوامل الألفة، والآبائية والتقليد، وينظر في الأفكار الجديدة نظرة وفي الواقع نظرة أخرى، ثم يقارن الفكر بالواقع ويتحرى الملاءمة والصواب. ولذلك ربط القرآن النظر في آيات الكتاب -حيث الأفكار الجديدة- بالنظر في آيات الآفاق والأنفس -حيث الواقع والأحداث الجارية- ووجه التفكير الإنساني لاكتشاف نتائج هذا الربط التي تُصدِّق آيات الكتاب.

ي- الرجوع إلى التفسير المعاصر، وكل الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، فمما يساعد على التدبر الواقعي هو الاعتماد على التفاسير المعاصرة التي تعالج مشاكل زماننا، والتي تحوي مصطلحات ومعاني جديدة مثل تفسير الشعراوي وغيره.. كما لا ينبغي الاكتفاء بالتفاسير بل قراءة الدراسات المعاصرة عن القرآن الكريم، مثل “التصوير الفني في القرآن الكريم” و”القرآن وقضايا الإنسان” لعائشة عبد الرحمن، وغيرهما من الكتب التي تعالج قضايا معاصرة من خلال القرآن الكريم.

شروط تحقيق التدبر

١- العقل والقلب السليم، فالمجنون لا يمكنه التدبر وليس بواجب عليه، وأما العاقل صاحب القلب السليم فلا بد من التدبر، لأنه يملك الأداة والوسيلة، قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(الحج:٤٦).

٢- القراءة والاستماع إلى القرآن مع حضور القلب الحي والعقل المفكر، قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(الأعراف:٢٠٤).

٣- اكتساب ملكة فهم كلام العرب، أي فهم اللغة العربية وقواعدها، ويحصل هذا بالتعلم لبعض قواعد العربية. وقد جُمعت هذه الشروط في قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(ق:٣٧)، حيث صرحت بالشرطين الأولين، وأما الثالث فهي دالة عليه لزومًا؛ وذلك أن إلقاء السمع لا بد أن يكون معه الكلام مفهومًا لدى السامع، وإلا فإن الإصغاء للكلام الذي لا يفهمه أصلاً.

العلاقة بين التدبر والتفكر والتذكر

عند النظر في تفاسير قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) نجد هناك من يرى أن التدبر هو التأمل أو الفهم، مثل قول القرطبي في تفسيره للآية: “أي يتفهمونه”، وقول الشوكاني: “أفلا يتفهمونه”، وابن عاشور: “يتأملون دلالته”.. ومما هو معلوم أن الفهم هو معرفة المقصود من الكلام، بحيث لا يتجاوزه ولا يخرج عن المراد، أي أن المتدبر يريد فهم معنى اللفظ المقصود من الكلام، فالفهم هو نتيجة ضرورية للتدبر. وبما أن الناس تختلف في الفهم من شخص لآخر، فهذا يعني أن التدبر سيكون مختلفًا أيضًا. وأما التدبر كما يقول الأصفهاني في مفردات القرآن: “معنى فكر أو الفكرة قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل”.

هذا ويمكن القول إن التدبر يتعلق بالقلب ويعم كل الناس الذين يملكون أدواته، وأما التفكر فهو يتعلق بالعقل ويخص كل متفكر في مجاله العلمي، فالمفكر يبدأ بالتدبر وينتهي بالتذكر، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)(ص:٢٩). 

(*) أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي، جامعة الأغواط / الجزائر.

الهوامش

(١) التعريفات، الجرجاني، دار الفكر، بيروت ٢٠٠٥، ص:٤٠.

(٢) خواطر وتفسير الشعراوي، الشعراوي، ص:٢٤٦٩.

(٣) أي يرمون بكلماته من غير روية وتامل كما يرمى الدَّقَلُ بفتحتين وهو رديء التمر.

(٤) شرح صحيح البخاري، ابن بطال، مكتبة الرشد، الرياض ٢٠٠٣، مج:١٠، ص:٢٧٨.