الخارطة الطبية الجيولوجية

قطوف كونية

تهدف الخارطة الطبية الجيولوجية، إلى فهم وتحليل وتأثير عوامل البيئة الطبيعية وعمليات التجوية والتعرية، والزلازل والبراكين، والفيضانات والانهيارات الأرضية، والأنشطة البشرية على التوزيع الجغرافي للمشاكل الصحية. 

وتحديد تركيز العناصر الثقيلة والسامة في البيئات الجيولوجية المختلفة من الصخور والتربة التي نشأت عليها، ومن المياه الجوفية والنباتات، والجسيمات العالقة في الهواء التي تؤثر على الصحة العامة للإنسان والحيوان والنبات، ورسم خرائط لتوزيعها في البيئات المختلفة. 

ويشار إلى أنه يوجد نحو مليار شخص -غالبيتهم في الدول النامية- يعانون من اضطرابات نقص اليود؛ بسبب نقصه الشديد في النظام الغذائي. 

من أمثلة هذه الاضطرابات: تضخم الدرقية المتوطن، ومتلازمة نقص اليود الخلقي، والتشوهات الجنينية. وتُعنى الدراسات العلمية بمحاولات فهم العلاقة بين توزيع اليود في الصخور، والتربة، والماء، والبحار، والغلاف الجوي، وبين ظاهرة أمراض نقص اليود.

وبات من المعلوم أن عنصر الزرنيخ أحد العناصر السامة المسرطنة، ويوجد ضمن معادن بعض الصخور في أكاسيد الحديد، وبعض معادن الكبريتيد. يمكن وصوله إلى المياه الجوفية عبر الأكسدة، ثم ينتقل لجسم الإنسان عن طريق شرب الماء؛ ما يؤدي إلى التسمم. ورُصدت حالات تسمم بالزرنيخ في جنوب بنغلاديش، وغرب البنغال، وفيتنام، والصين، وتشيلي، والأرجنتين، والمكسيك. ويتسبب التسمم في ظهور أعراض جلدية، أبرزها: التصبغات الجلدية، وفرط التقرن، وسرطان الجلد، ويمكن ظهور اعتلالات أخرى في الكلى، والأمعاء، والأعصاب، والدم، والقلب، والصدر.

ويعتبر مرض السرطان، بأنواعه المختلفة، من أبرز الأسباب المؤدية للوفاة بعد أمراض القلب. وقد انتشر في عموم بلدان العالم؛ نتيجة لعوامل بيئية متنوعة. فمثلاً: في الدول النامية يصاب ملايين الفقراء بالسرطان؛ بسبب شرب الماء الملوث بالمواد النيتروجينية الناتجة عن فضلات الإنسان، والحيوان، والأسمدة النيتروجينية، التي تؤدي إلى سرطان المريء والمعدة.

وعلى صعيد آخر.. يرتبط انخفاض الإنتاجية من رعاية المواشي في الدول النامية بشكل أساس بسوء التغذية، لكن هناك عوامل أخرى تساهم في ذلك، مثل: نقص المعادن، وعدم توازنها في الأعلاف. ومن أجل ذلك، تم تقدير المناطق التي تعاني قلة العناصر الزهيدة، ومشاكل التلوث عن طريق رسم خرائط توضح اختلافات التربة، والعلف، والنسيج الحيواني، ومكونات الماء من مكان لآخر.

تقوم العديد من الدول النامية بجمع البيانات الجيوكيمائية حول رواسب الأنهار المحلية؛ لاستكشاف المعادن بها، والآن تُستخدم هذه البيانات في الدراسات المعنية بصحة الحيوان في الأقاليم الاستوائية.