وجد العلماء أن أوميغا ٣ الموجود في أطعمة السمك والجوز وبذور الكتان، يلعب دورًا كبيرًا في تهدئة الإنسان والتقليل من غضبه. وما زالت تأثيرات أوميغا ٣، المعروف بأنه يدعم صحة القلب ويقلل من التهابات الدماغ ويعزز صحة القعل، تجذب انتباه العالم العلمي حتى يومنا هذا. وقد أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية استخدام هذه المغذيات في علاج الاكتئاب والتوتر.
نَشرت مجلة Aggression and Violent Behavior البريطانية المحكَّمة، دراسة حديثة ذُكر فيها أن أوميغا ٣ يمكن أن يقلل من غضب الإنسان وسلوكه العدواني.
قام العلماء بتحليل ٢٩ دراسة أجريت على ٣,٩١٨ شخص ما بين ١٩٩٦-٢٠٢٤م، حيث كان نصف المشاركين تقريبًا من الأطفال، ومتوسط الأعمار الباقية ٢١ عامًا. ركزت الدراسة على السلوك العدواني وليس الغضب؛ فلوحظ أن المشاركين الذين تناولوا أوميغا ٣ لمدة ١٦ أسبوعًا تقريبًا، قللوا من سلوكهم العدواني بمعدل يصل إلى ٣٠ بالمائة، بغض النظر عن العمر والجنس والتشخيص النفسي.
قال “أدريان راين” الكاتب الرئيسي للدراسة: “أعتقد أن الوقت قد حان لتطبيق مكملات أوميغا ٣ للحد من العدوانية، سواء في المجتمع أو المجال الطبي، أو في نظام الجريمة والعدالة الجنائية. إن أوميغا ٣ ليست العلاج الوحيد السحري لحل مشكلة العنف في المجتمع، ولكن استنادًا إلى نتائج الدراسات، نعتقد أن أوميغا ٣ يمكن أن تسهم بشكل كبير في حل مشكلة العنف في المجتمع. وعلينا أن نبدأ في العمل بناءً على المعلومات الجديدة التي توصلنا إليها من هذه الدراسات العلمية”.
وكانت الدراسات القديمة أيضًا، أشارت إلى دور العوامل المعرفية في السلوك العدواني أو العنيف في المجتمع. ويعتقد الباحثون أن أوميغا ٣ المفيد للدماغ، يمكن أن يقلل من هذا السلوك الغاضب إلى درجة كبيرة.
من ناحية أخرى، أشار فريق البحث إلى أنهم لاحظوا انخفاضًا في السلوك العدواني على المدى القصير إثر تناول أوميغا ٣، ومن ثم أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار طويلة الأمد لهذه المغذيات.
هذا ويؤمن العلماء أيضًا، باستخدام أوميغا ٣ في العلاجات النفسية. يقول “أدريان راين”: “نحن ندعم فكرة النظر في استخدام مكملات أوميغا ٣ في العلاجات النفسية أيضًا، ووجوب إبلاغ المهتمين بالآخرين عن الفوائد المحتملة لمكملات أوميغا ٣”.