من الضروري أن يكون هناك ضوء حتى تبصر العين، يقع هذا الضوء على الأشياء فينعكس منها ليدخل العين حيث يتم تركيزه على هيئة صورة لما نرى على الشبكية وعندما تتكون الصورة على الشبكية تكون مقلوبة.
وبوصول الضوء إلى الشبكية يقوم بتنبيه النهايات العصبية بها، وهى حساسة للضوء، وهكذا يحدث التفاعل الكيميائي الضوئي بها فتنتج طاقة كهربائية تنتقل عن طريق ألياف العصب البصري إلى الجزء الخلفي من المخ حيث توجد منطقة خاصة بالبصر.
وعندما تنتقل هذه الإشارات الكهربية تنبه خلايا المخ التي تستقبلها وتقارنها بالمخزون الموجود من ذكريات… وتفهمها، ومن خلال الاتصال بين مركز البصر في المخ ومراكز الحركة والانفعال الأخرى تكون استجابة الشخص.
ويلاحظ أن الصورة الواقعة على الشبكية تكون صغيرة جدًّا، فمثلاً لو أن جسمًا بطول مترين وعلى بعد ثلاثة أمتار من العين فإن تصويرته تكون ما بين 1-2 ملليمتر على الشبكية.
هذه الصورة الصغيرة هي بداية العملية المعقدة، صحيح أننا لسنا بحاجة إلى رؤية تفاصيل المسافات أمامنا أو ما يحدث حولنا، ولكننا بحاجة إلى الرؤية عندما يكون الضوء ساطعًا أو خافتًا ونحتاج كذلك إلى التكيف أثناء التغيير المفاجئ لشدة الضوء.
لهذا فإن الله سبحانه وتعالى قد حبا الشبكية بخاصية التكيف لهذه التغيرات والمتطلبات، فإذا زادت شدة الضوء بصورة مفاجئة فإن الشبكية تستطيع التكيف بسرعة، ولكنها تحتاج إلى مدة أطول للتكيف والرؤية في الظلام المفاجئ.
عدسة العين تكون صورة مقلوبة على الشبكية تصحح في الدماغ
تحتوي الشبكية على نوعين من المستقبلات الضوئية، هما: المخاريط أو الخلايا المخروطية ” Cones “: عددها تقريبًا 6.5 مليون خلية ووظيفتها هي تمييز الألوان وهي الأكثر حساسية للتفاصيل والألوان، إذ تسمح لك بتمييز ما يصل إلى 10 مليون لون. والقضبان أو العصيات ” Rods “: عددها تقريبًا 100 مليون خلية ووظيفتها تمييز اللونين الأبيض والأسود.
بعد أن تقوم العين بتمييز ألوان المنظر الذي تراه من خلال هذه الخلايا البصرية أو الحساسات تقوم بتخزين الصورة ثم تنقلها إلى الأعصاب البصرية والتي تقوم بدورها بنقل الصورة إلى المخ مباشرة وعندها تحدث الرؤية.