تعتبر كرة العين التي تزن حوالي 20 جرامًا من أروع غرف التصوير الفنية حيث يمكن تشبيه الكاميرا بالعين (مع الفارق الكبير) وهذا لمجرد التقريب والفهم.
فالكاميرا أو جهاز التصوير يتكون أساسًا من:
صندوق مظلم: يقابله في العين الجزء الذي يطلق عليه اسم (الصلبة) ولا يستطيع الضوء النفاذ خلال جدران هذا الصندوق، ولكنه يدخل فقط خلال فتحة محددة من الأمام.
عدسة الكاميرا: يقابلها في العين القرنية والعدسة الشفافة. وتقوم القرنية والعدسة بتجميع الضوء المنعكس من المرئيات لتكون صورة واضحة مقلوبة على الشبكية.
الفيلم الحساس في الكاميرا: في فيلم الكاميرا طبقة حساسة تتأثر بالضوء ويقابلها في العين الشبكية التي توجد بها الأقماع والعصيات التي تحتوي على قرمز الإبصار الذي يتأثر بالضوء، وتتكون على الفيلم الحساس صورة عكسية (نيجاتيف) يعاد طبعها على ورق حساس لتبدو الصورة الطبيعية. أما على الشبكية… فإن الصورة تكون مقلوبة عكسية، وفي المخ يعاد وضعها لتصبح معتدلة.
من كل ذلك تبدو قدرة الخالق وعظمته إذ أن شبكية العين عبارة عن فيلم متجدد إلى مالا نهاية… إنه مستمر ولا يحتاج إلى تبديل كما هو الحال في فيلم الكاميرا.
وفي العين وتُرى صورة متحركة وملونة مما يدعونا إلى تشبيه العين – مع الفارق – بآلة التصوير التليفزيونية؟
أما أعصاب العين فهي الكابلات الموصلة من كاميرا التليفزيون إلى (المونتير) الذي يعدل من وضع الصورة كما يحدث في مخ الإنسان.
ومرة أخرى… نجد هنا أن فيلم التليفزيون له طول محدد ومدة محددة، بينما نجد أن شبكية العين عبارة عن فيلم متجدد دائمًا…. فسبحان الله!
ثم نجد أن الإنسان ينتقل بصره من منظر إلى آخر دون أن يحدث أي اضطراب في العين، مع توارد المناظر واختلافها واختلاف شدة الضوء.
كل ذلك يوضح إلى أي مدى تتفوق العين على آلة التصوير التليفزيوني… أيضًا تتجلى عظمة الخالق، فبالرغم من هذا التفوق نجد أن حجم آلة التصوير التليفزيوني بالأجهزة الضخمة المعقدة الملحقة بها تقوم بجزء بسيط من عمل هذه العين المحددة الحجم ذات الصورة الرائعة.