لا شك أن للطبيعة دورًا كبيرًا في الاكتشافات الإنسانية والتطورات العلمية والصناعية في حياة البشر. منذ أن خُلق الإنسان وهو يسعى إلى محاكاة الطبيعة؛ ليحل مشاكله، ويلبي متطلبات حياته.
إن كل اكتشاف أو ابتكار قام به الإنسان، أدى إلى المزيد من الفهم والقدرة على التقاط الإلهامات من الطبيعة. أجل، إن القيام بمحاكاة الطبيعة انعكس على كل ما يحيط بنا من إنجازات؛ ابتداء من صناعة طائرات الهليكوبتر المستوحاة من حشرة اليعسوب، إلى مطرقة الخرسانة المستوحاة من نقار الشجر، إلى تقنية الرادار المستوحاة من طائر الخفاش. إن معظم ما يعج به واقعنا الآن، هو ثمرة من ثمار محاكاة الطبيعة، وما زالت الطبيعة بكل عناصرها، هي منبع ابتكارات الإنسان وأساس اكتشافاته.
وها هي السحلية التي صارت مصدر إلهام لتصميم كاميرات أكثر فاعلية وعدسات لاصقة متعددة البؤر.
أجل، إن أقدام السحلية ليست الطرف الوحيد الذي ألهم العلماء، بل عيونها أيضًا؛ إذ اكتشفوا أن السحلية تمتلك عيونًا ذات بُقَع متعددة المواقع، تمكنها من رؤية الألوان في الليل بكل سهولة، الأمر الذي دفعهم إلى تطوير أنظمة بصرية متعددة البؤر.
إن قوة انكسار هذه المواقع المتعددة في عيون السحلية، تعمل كنظام بصري متعدد البؤر؛ لتوفر الضوء بموجاته المختلفة لشبكية العين في آن واحد.
هذه الميزة تجعل عيون السحلية أكثر حساسية بـ350 مرة من البشر، وبالتالي تمكّنها من رؤية واضحة للأشياء الموجودة على مسافات مختلفة في محيطها. مع هذا الاكتشاف وبمحاكاة عيون السحلية هذه، بدأ المهندسون والمصممون يعملون على تطوير كاميرات أكثر فاعلية، وعدسات لاصقة متعددة البؤر. ما رأيك، هل سينجحون؟