ومن الفرص التي تؤدي إلى كنوز جديدة في هذه الحياة، تأسيس قيمة التعايش بين الثقافات الإنسانية بحيث تمثل مسارًا حضاريًّا ينطلق من خلاله المجتمع الإنساني في صف واحد للتكامل والرقي خدمةً للبشرية جمعاء. وهذا ما جاء به المصطفى حضران في مقاله المعنون بـ”الهوية والمشترك الإنساني”.
ويَصبُّ مقال عبد اللطيف علي أبو بكر في نفس المصبّ، حيث يشير فيه إلى أن الديانات السماوية في مجمل أصولها، جاءت لتنظيم الحياة بين البشر، وتوجيه سلوكات معتنقيها إلى ما هو خير، وإبعادهم عن كل ما هو شر، مبشِّرة معتنقيها بمجتمع ينعم بالمساواة والعدل والتسامح واحترام الآخر.
وحتى يتسنى للتعايش أن يتحقق، فإن هناك منظومة من الشروط والقيم لا بد أن تكون حاضرة وداعمة له، من أهمها الزواج وتأسيس الأسرة الصالحة. وهذا ما تطرق إليه سليمان أحمد شيخ سليمان في مقاله “ما هدفك من الزواج؟”، وأحمد الطيبي في مقاله “الوالدية الصالحة ضمان الأسرة الناجحة”.
أما نفيسة الزكي فتتحدث عن “الاستشراف التربوي على الطريق نحو المستقبل”، مبينة أن “الاستشراف التربوي يفضي إلى رؤية مستقبلية تساعد على وضع توجهات إستراتيجية عامة لتطوير التعليم، وإلى خطط عمل مناسبة تنفذ بآليات محددة في فترات زمنية متتالية، تُفصّل برامجها ومشروعاتها وفق الحاجات المتجددة والظروف المتغيرة”.
وفي باب العلوم يأخذنا محمد السقا عيد إلى “علم البصريات الوراثي”، ليشير إلى متابعة الباحثين في علم الأعصاب بالدراسة حول استعادة البصر عبر تقنية علم البصريات الجيني عن كثب، بأمل استخدام علم البصريات الجيني داخل الدماغ البشري لعلاج الأمراض العقلية الشديدة.
وفي خاتمة هذا الاستعراض لبعض مقالات هذا العدد، لا بد من الإشارة إلى أن الأقلام المعطاء التي نقرأ لها على صفحات هذا العدد من حراء وعلى صفحات أعدادها الماضية، إنما هي أقلام تبعث فينا روح الأمل دائمًا وتُبدد ظلمات اليأس والإحباط.. ومن الله تعالى السداد والتوفيق