“إن لعالَمنا أصواتًا وأقوالاً سحرية يتعذّر العثور عليها في غيره، ويمكن أن نسمّي هذه الأصوات والأقوال بـ”الأمور المعبِّرة عن عقائدنا وأفكارنا وموقفنا تجاه الحق تعالى”. بهذه العبارات يفتتح الأستاذ “فتح الله كولن” مقالة هذا العدد من حراء “أصوات وأقوال ذهبية تخصُّ عالمنا”، مشيرًا إلى أن هذه الأصوات والأقوال، بمثابة عقد ذهبي فريد يربط الأرض بالسماء، وبيان مثالي على عظمة الله تعالى وقيوميته، وتبادل مستمر وحيوي بين المرسل والمتلقي، تبادل يجعل الأرض مكتسية بحلة “إياك نعبد” على الدوام.
وإذا كان الأستاذ كولن قد أشار إلى أن الأصوات والأقوال دليل على التبادل المستمر، فقد تحدث “الزبير مهداد” عن دور المسجد في هذا التبادل، وكيف كان للمسجد دور حضاري في نسيج الأمة.. بدء من دور المسجد في النسيج الحضاري، مرورًا بالدور الاجتماعي الأمني، وانتهاءً بالدور الثقافي.
وفي مجال العلوم يشرح “محمد السقا عيد” إمكانية معرفة المرض الذي يعاني منه الجسد بمجرد النظر إلى عيني صاحبه.. فالعيون ليست فقط مرآة للروح ولكنها أيضًا نافذة على الصحة العامة.
وتستعرض “صهباء بندق” في مقالها “كيف تستشعر خلايانا غاز الحياة؟” رحلة علماء حصلوا على جائزة نوبل في الطب 2019، بسبب اكتشافاتهم ما يتعلق باستشعار الخلايا للأكسجين والآليات الجزيئية المسؤولة عن تكيف الخلايا مع مستويات الأكسجين المتقلبة.
ويطلعنا “محمد أعراب” من خلال مقاله “التصوف ورؤية العالم” على نظرتين للعالم، النظرة الفلسفية والنظرة الصوفية، ومع كون التصوف يختلف عن العلم والفلسفة والفن، باعتباره تجربة روحية ونموذجًا خاصًّا، إلا أنه يجيب على كثير من الأسئلة التي تفرضها بعض النظريات الفلسفية أو الفكرية، والمتعلقة بالله والإنسان والعالم.
وقد شهد التصوف الإسلامي عبر تاريخه الطويل عديدًا من الشخصيات الرائدة، التي استطاعت بقلبها العرفاني وعقلها المعرفي أن تعيد التصوف إلى إطار المعايير الإسلامية السُّنية، وتحافظ على بقائها داخل حدود الشريعة؛ عن طريق غوصهم في مفاهيم التصوف الحقيقية وربطها بمفاهيم العصر.. وانطلاقًا من هذه النظرة، يستعرض “محمد أنس أركنه” نظرة الأستاذ فتح الله كولن للتصوف عن طريق عقد مقاربة معاصرة لفهم التصوف من خلال التلال الزمردية.
هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي تسهم في تشكيل الإطار العام لهدا العدد، وبالله والتوفيق.