(حراء أونلاين) صدر العدد الجديد (75) من مجلة حراء، لتختتم به مجلة حراء عام 2019، وتتوج به مسيرة خمسة عشر عامًا من السعي الحثيث والعمل الدؤوب المستمر للرقي بلغتنا العربية، والمساهمة في معالجة القضايا الشائكة على ساحتنا الفكرية.
ففي مقاله الرئيس “الفؤاد” يؤكد أ. فتح الله كولن “أن كلا من تعمق الإنسان وحسنِه الداخلي والخارجي بعد من أبعاد حياته القلبية، بل إن رونقه الظاهري وجاذبيته منوط كليًّا بحياته القلبية، وحينما يصل كلام القلب إلى الدماغ فإن شمعته تشتعل، وتتنور ذاتية الإنسان مثل الطبقة التاجية الشمسية”.
ويتجول بنا أ. أحمد مصطفى الغر بين الأمس والحاضر، ليطلعنا على “خيالات الماضي حقائق الحاضر”، عن طريق عرض أفكار مجموعة من العلماء الذين تحولت أحلامهم وأفكارهم إلى حقائق ملموسة في حياتنا اليومية.
ويؤكد د. محمد صادق العماري في مقاله المعنون بـ”في تدبير الاختلاف الإنساني”، على أن رقي العلاقة الإنسانية وتحضرها، قائم على مدى تفاعلها مع منهج الخطاب الإلهي؛ الباني للإتلاف، والمضيق لمساحة الاختلاف.
وفي قسم الأدب تبين الباحثة سعاد محمد اشوخي، أنه لا يهم الانكسار بقدر ما يهم الإصرار على الانتصار فالنهايات المؤلمة تشحنك بالقوة لتدخل تجربة جديدة بزاد التحدي والقوة؛ قوة تدفعك إلى الأمام، وتحملك على أن تفرش طريقك بورود الأمل والإيمان، ومن جنس العمل يكون الحصاد، وذلك من خلال مقالها “بين المحن والمنح”.
ويوضح الأستاذ سعيد السلماني “أن نمط التعبير الفلسفي عند فلاسفة الإسلام، يختلف جذريًّا عن نمط فلاسفة اليونان، وفيه من الغنى والسعة والاختلاف ما نجده عند أساطين الفكر في كل الحضارات الإنسانية، فابن رشد ليس هو الغزالي فيما يخص المنهج رغم التقاطعات التي يمكن ملاحظتها”. وذلك من خلال مقاله “الفلسفة بين الوجود والعدم”.
وفي قسم علم النفس يحدثنا أ. صفاء الدين محمد عن “حديث النفس جنون أم عبقرية”، حيث يدلل على أن حديث النفس ليس ظاهرة مرضية تجعل صاحبها مثارًا للسخرية أو متهمًا بالجنون، بل هو مجال فسيح يعبر فيه كل واحد منّا عن مشاعره وانفعالاته، ويبث آماله وآلامه.
بالإضافة إلى مقالات متنوعة تستحق القراءة والسياحة في فضاءاتها، نشكر جميع كتابنا الأفاضل الذين أسهموا في هذا العدد، ونعدكم دومًا بكل ما هو نافع ومفيد.