كان أكثر ما يستهويني في القصص الذاتية بساطتها، فهي تعبر عن الدنيا بطلاقة… وتترك في النفوس أثرًا مهما كانت قصيرة ومذاهب الكتاب في القص أكثر من أن يحصيها عد.. و رغم أنني لست ناقدًا متفردًا إلا أن لي فيه بعض اللقطات من حين لآخر.. و لست أدعي تميزًا إذ أن النقد متاح لكل من لا يبدي تحيزًا.. فالناقد كل صاحب حدقة عين واسعة يستطيع أن يرى بها في جنح الظلام ما لا يراه عامة الناس.. المتحيزون الذين يصدرون أحكامًا جائرة لا يخدمون القضية ولا بد للزمن أن يتجاوزهم إذ البقاء دائمًا للحق والأصلح فأما الزبد فيذهب جفاء… ونحن حين نتكلم عن القطعة أو النص الأدبي نخرج من الخصوصيات إلى عالم فسيح تتضاءل فيه الآراء و يجد فيه كل واحد من سكان العالم بغيته وليس كسراب يحسبه الظمآن ماء بل بحر لجي.. فهو فضاء قد يتسع لكل الآراء من غير شحناء و لا بغضاء.. ثم إن الإنسان هو الإنسان في أي زمان ومكان يمر بأطوار عديدة تجعل منه بطلا.. وسنن الله ثابتة لا تتخلف وقوانين الطبيعة كذلك لا تحابي أحدًا لذلك أثبت أجدادنا جدارتهم في المعقول والمنقول عندما كانوا سادة الدنيا وأصحاب حضارة فاقت كل تصور..