تحتفل مجلة حراء مع هذا العدد بعامها الخامس عشر. نعم، خمسة عشر عامًا من العمل الدؤوب والإنتاج المعرفي الغزير والتجربة الثرية. ومع كل عام تزداد حراء شبابًا وحيوية ونضجًا. بهذه المناسبة السارة تتقدم أسرة المجلة إلى كتابها الأكارم وقرائها الأوفياء ببالغ الشكر وعميق الامتنان، وتتمنى لهم مزيدًا من التألق والعطاء.
في هذا العدد تطل علينا حراء بمجموعة من المقالات المنتقاة بعناية، لتضيف إلى معارفنا السابقة معارف جديدة، وتعمق رؤيتنا إلى الحياة والأشياء والأحداث التي نراها من حولنا.
الأستاذ فتح الله كولن في مقاله الموسوم بـ”أيام نحلم بها” ينبهنا إلى مفهوم “المستقبل”، هذا الهاجس الذي لا يكاد يغادر بال أحد منّا، كلنا نسير نحو المستقبل، فأي مستقبل نحلم به؟ لأن حاضرنا وليد ماضينا، ومستقبلنا ثمرة ما نصنعه اليوم.
هل للألوان أثر مباشر على نفسية الطفل؟ كيف تختار اللون المناسب في الوقت المناسب لطفلك؟ الدكتور محمد السقا عيد يتحفنا بمعلومات قيمة في مقاله “تأثير اللون على شخصية طفلك”. أما الدكتور عبد القادر طاهري في مقاله “الرحمة في أبعادها الإنسانية” فيسلط الضوء على قيمة إنسانية مركزية، قيمة الرحمة التي لا غنى للبشرية عنها إذا ما أرادت أن تحقق الأخوة وتنشر المحبة على مستوى المعمورة.
أما الأستاذ عبد القادر الإدريسي وجواد الفلاق فيحلقان بنا في عوالم ثلاثة أعلام معاصرين أثروا في الفكر الإنساني والإسلامي، وهم فريد الأنصاري، والجابري، وطه عبد الرحمن. في باب الحضارة يسلط خلف أحمد أبو زيد الضوء على موضوع قلّ مَن كتب فيه؛ “السفارات الدبلوماسية في الحضارة الإسلامية” ويتحفنا بإضافات شيقة.
هل هناك أعضاء بلا فائدة؟ سؤال مثير يطرحه الدكتور ناصر أحمد سنه ويفاجئنا بمعلومات عجيبة. هل استطاع الإنسان أخيرًا أن ينشئ محطات كهربائية في أعماق البحار، أم هناك كائنات أخرى تنتج الكهرباء في تلك العوالم المجهولة؟ الإجابة في مقال محمد سلمان المندعي. هل تعزف الحشرات؟ سؤال يجيب عليه مجدي إبراهيم في مقال “الحشرات العازفة”.
السيدة نهى الفخراني تسأل “من أنا؟”، حوار مثير يسبر أغوار النفس البشرية بعمق. الدكتور عز الدين عناية يحلل أحد الكتب الصادرة في الغرب والذي يطرح سؤال “لماذا عالم اليوم أكثر تديّنا؟” ليضيف مقالاً جديدًا إلى المقالات الأخرى التي جاءت بصيغة السؤال في هذا العدد. ليس هذا فقط، بل هناك مقالات قيمة أخرى لم تسعفنا المساحة لذكرها تنتظر أحبابها القراء بفارغ الصبر.
مرة أخرى نهنئ أنفسنا كتّابًا وقرّاء وخدامًا لمجلة حراء، بحلول عامها الخامس عشر، ونسأل المولى تعالى أن يشمل هذا الخير برعايته الخاصة.