التقط تليسكوب (EHT) أول صورة لثقب أسود يقع في مجرة ماسير 87 (M87) وتبعد هذه المجرة عن الأرض بمسافة تقدر بأكثر من 53 سنة ضوئية. وتبلغ مساحة الثقب 6.5 مليون مرة أكبر من شمسنا.
هذا الحدث تم نقله من خلال عدة مؤتمرات إعلامية في مختلف مدن العالم، كما تضمن الحدث الكشف عن مجموعة من الأبحاث العلمية التي تم العمل عليها في قسم الفيزياء الكونية. ولقد سمح هذا الإكتشاف للبشرية رؤية غير المرئي.
وكما يقول مايكل كرامر من معهد ماكس بلانك للدراسات الراديوية للفضاء ” ستنقسم كتب التاريخ البشري ما قبل هذه الصورة وما بعدها” مشيرًا إلى أهمية الحدث وأنه يفتح باب عصر جديد في فهم الفضاء والثقب الأسود.
وأثناء الإحتفالية التي أقامها علماء الفضاء بهذا الحدث قال كيم كووال أركند، والمسؤول في المرصد الفلكي شاندرا ” لقد أمضيت 20 عامًا أحاول تصوير الطاقة العالية للكون، وإنه من المدهش تصوير ظل الثقب الأسود في الحقبة التي أعيشها”
وتم استخدام علم الفلك الراديوي لصناعة تلك الصورة، فأغلب المتخصصين في علم الفلك الراديوي يقومون بالتقاط الموجات الرديوية القادمة للأرض من خلال أطباق الكبيرة، ولكن التقاط صورة لثقب أسود كانت تتطلب تليسكوبًا أكبر من مما هو موجود لدينا، ببساطة كان عليهم أن يستخدموا تليسكوبًا بحجم كوكب الأرض، ولذلك فإن هذا الحدث الملتقط عبر تليسكوب هوريزون جمع بين قياسات أربعة مراصد راديوية مختلفة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وقارة أنتراتيكا، وعندما تقوم المراصد المختلفة بإلتقاط صورة لشيء ما يتم جمع المعلومات المختلفة بحسب زاوية كل مرصد وتجمع هذه المعلومات لتمكننا من وضع صورة أفضل.
المثير في الأمر أن هذه الصورة التي تم الإفصاح عنها الأمس تم إلتقاطها خلال شهر أبريل لعام 2017، وخلال العامين الماضيين قام العلماء بجمع المعلومات التي تحصلو عليها من تلك المراصد المختلفة، في محاولة لرسم أوضح صورة يمكن لنا الحصول عليها طبقًا لما يتوافر لديهم من معلومات وبيانات، وفي عام 2018 قام مرصد فلكي بتشيلي بتقديم المساعدة لصناعة صورة أوضح للثقب الأسود.
وتكمن أهمية الصورة في أنها تمثل حجر الأساس لدراسة وفهم الثقب الأسود، والخطوة التالية لعلماء الفضاء ستكون محاولة فهم ما يحدث حقيقة داخل الثقب الأسود، فهناك الكثير من المجهولات في الكون التي لم تفشي لنا أسرارها بعد.