مسجد شيآن
يعد مسجد “شّْياَن” الكبير بإقليم “شنشي” أقدم وأكبر مساجد الصين، ويقع على مساحة 12,000 مترًا مربعًا، ويبدو المسجد شبيهًا بالبيوت الرباعية الصينية القديمة، وقد شُيد في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وحسب النصب الحجري داخل المسجد.. فإنه بني عام 762م أى في السنة الأولى من حكم الإمبراطور “لى لونج جى” (685-762م)، في أوائل فترة أسرة “تانج” حيث كانت مدينة “شيآن” هي عاصمة الصين.
وقد دخل الإسلام الصين عبر التجار المسلمين من خلال طريق الحرير. وتتكون جدران مسجد “شّْياَن” الكبير من الخشب العطري الثمين، كما نُقش علي تلك الجدران القرآن الكريم كاملاً، وتتجلى روعة المسجد فى ترتيبه المتناسق ومبانيه المنسجمة العمارة، كما تتجلى فيه دقة النقوش الزخرفية على أبواب مبانيه الخشبية وجمال الثريات المتدلية من سقف قاعة الصلاة.
مسجد “أونج ديماك/ ديماك الكبير”
ومن بين مساجد اندونيسيا (أكبر دولة مسلمة تضم 12,7% من مسلمين العالم).. يعتبر مسجد “أونج ديماك/ ديماك الكبير” في جزيرة “جاوة” من أقدم مساجدها. ويُعتقد أنه بني على يد دعاة الإسلام الأوائل الذين لقبوا بأولياء الله التسعة، وكما حدث في الصين.. فقد دخل الإسلام اندونيسيا علي يد التجار العرب المسلمين من حضرموت، وسلطنة عمان، والساحل الجنوبي لليمن، نهاية القرن الثاني للهجرة وبداية القرن الثالث للهجرة.
وشكلت جزيرة “جاوة” مركز إشعاع لانتشار الإسلام في البلاد؛ وذلك بسبب قيام ممالك إندونيسية متعددة فيها مثل: مملكة “متارام” التي أنشأها “سنافاني” في الجهة الشرقية من “جاوة”، ومملكة “بنتام” التي أنشأها الملك “حسن الدين” في الجهة الغربية من “جاوة”، ومملكة “آتشيه” التي أنشأت في الجهة الشمالية من “سومطرة”. ورغم تجديد مسجد “ديماك الكبير” عدة مرات إلا أنه ظل محتفظًا بمعماره الخشبي الأصلي العريق، وهذا المسجد بدون قبة، لكن ينقسم سقفه إلى ثلاثة مستويات.
مسجد چوبي
أما في مدينة نيسابور الإيرانية.. فيقف المسجد الخشبي (بالفارسية: مسجد چوبي) فريدًا متميزًا في عمارته، فهو مصنوع بالكامل من الخشب، ومقاوم للزلازل في هذه المنطقة المعرضة لها، واستمر تشييده قرابة عامين، واستخدام في تشييده نحو عشرات الأطنان من الخشب المع
مسجد كاونس
لا يتجاوز عدد مساجد “ليتوانيا” المفتوحة عن أربعة بينهم مسجد “كاونس” الذي بني قبل 600 عام، وكان من الخشب فسمي “المسجد الخشبي” حتى أعيد بناؤه بالحجارة منذ 70 عامًا ، وأصبح يعرف بـ”المسجد الحجري”. ويفتح مسجد مدينة “كاونس” أبوابه مرتين أسبوعيًا. وكان المسلمون التتار قد شيدوا عددًا من المساجد، أغلبها في المناطق الريفية حيث قـًطن معظمهم. ويُعتقد أن أول مسجد قد بُني نهاية القرن الرابع عشر أو في بداية القرن الخامس عشر. وبما أن هذه المساجد كانت مصنوعة من الخشب فإنه لم يفلت واحد منها من الاحتراق زمن دوقية “ليتوانيا” الكبرى (ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر).
وعندما أُلحقت “ليتوانيا” بالاتحاد السوفييتي، أُجبر التتار على ترك قراهم والانتقال إلى المدينة. وتحوَّل مسجد كاونس، الذي افتتح للمرة الأولى عام 1933م، إلى مكان تُعرض فيه ألعاب السيرك، ثم أُعيد فتح المسجد مرةًً أخرى عام 1991م، وتقوم حاليًّا الجمعية الإسلامية التترية بالإشراف على المسجد في “كاونس”، كما تقوم بالإشراف على المساجد الخشبية الثلاثة الأخرى في قرية نيميسِز (القريبة من العاصمة فيلنيوس)، وفي “كِتورْياسْدِسيمْتيز توتورْيو”، وفي “رايْطياي”.
مساجد “بولندا”
أكثر من ستمائة عام هي عمر الوجود الإسلامي في “بولندا”، التي يعيش فيها اليوم ما يقرب من 40 ألف مسلم أكثرهم من أصل تتري، إلى جانب بعض الأصول التركية، والعربية، والباكستانية، والشيشانية. وجميعهم يعتز بدينه، رغم ما تحملوه عبر تاريخهم الطويل. وقد بُني المسجد الخشبي في “كروسزنياني” ببولندا عام 1871م. وهو يعد أقدم مساجدها. ولمحاولة سد العجز في المساجد، يقوم المسلمون بإنشاء المساجد الخشبية قليلة التكلفة، وصغيرة الحجم إلى حد ما، ولذلك تنتشر هذه المساجد في الأحياء الإسلامية بالعاصمة “وارسو” وغيرها من المدن البولندية. وقد تحولت المساجد الخشبية إلى رمز وتراث يشير إلى “تتار ليبكا”.
مسجد “كوغجيلي”
في مطلع عام 2016م تم ترميم مسجد “كوغجيلي” في محافظة “سامسون” شمال تركيا، والمعروف بـ”المسجد الخشبي بدون مسامير”، ويعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر الميلادي. وهو مكون من طابق واحد، وبنيت جدرانه من ألواح خشبية ـ دون مسمار واحدـ يتراوح طولها ما بين 12-20 متراً، وسمكها مابين 50-70 سنتيمتراً. وتحت البناء فراغ لتهوية الجامع من الداخل، ومنع الرطوبة وتسوس الأخشاب. وقد استخدمت في بنائه أخشاب أشجار الكستناء والدردار والمران المقاومة للعوامل الطبيعية والمٌعمرة.
مسجد “المعمار”
من أقدم الآثار العثمانية الباقية في مدينة “جدة” على البحر الأحمر مسجد “المعمار”. ويحتل المركز الثاني في قائمة المساجد الأثرية بالمملكة بعد مسجد الشافعي صاحب القرون الثمانية، ويقع أيضًا في قلب المنطقة الأثرية بجدة. وتعود تسميته إلى منشئ المسجد مصطفى معمار باشا، أحد ولاة جدة العثمانيين، وفي قمة محراب الصلاة تاريخ الإنشاء محفوراً: 1093 هجرية، أي قبل نحو 440 عاما.
والتصميم العثماني هو أبرز ما يميز الطراز العمراني لمسجد “المعمار”، إذ يظهر من الأسقف الخشبية والجدران، ويشبه المسجد في سقوفه الخشبية وقناديله طراز تصميم الجامع النبوي الشريف في المدينة المنورة قبل ستين إلى سبعين عاماً من تجديده. ويزين جدران “المعمار” من الداخل حزام طويل حفرت عليه آيات قرآنية، إضافة إلى القبة الخشبية الخضراء. كما تميزه “المكبرية” الخشبية، التي كان يؤذن من فوقها ويردد المؤذن التكبيرات من خلف الإمام، كما الحال في الحرمين الشريفين. ويتميز المسجد بروعة هندسية تتمثل في الوصول إليه إذ يتم عبر طريقين، وفقًا للجهات الجغرافية التي يأتي منها المصلون، فمن يأتي من جهة المسجد الشرقية يكون عليه صعود الدرج، ومن يأتي من جهته الشمالية يصل مباشرة إلى باب مدخله.