هَبَّتْ عليَّ الريحُ يومًا تبتغي منِّي عُدولا
وتريدُ منِّي أنْ أميلا
هبَّتْ عليَّ الرِّيحُ، تُلْقي في مسامعِيَ العويلا
وتهزُّ مركبيَ المباركَ ترتجي أملا بعيدًا،
قد تزول الراسياتُ ولنْ يزُولا
فلربَّما وهنَتْ قُوايَ ومِلْتُ عنْ دربي قليلا
ولربَّما عانقْتُ مِنْ وهَني الذُّهولا
لكنني أبدًا سأرجِعُ للطَّريقِ، ولنْ أحيدَ ولنْ أميلا
أنا لستُ أبْغي يا رسولَ اللهِ عن سَـنَـني بديلا
أنا لستُ أبغِي غيرَ نورِكَ يا رَسُولَ اللهِ يهْديني السَّبيلا
أنا لستُ أعرفُ في هواك المسْتحيلا
سأطوفُ في كلِّ البلادِ
أدعو إلى النُّورِ الذي حمّلتني يومًا،
وأنثُره على كلِّ العبادِ
لا فرق عندي بين قاريٍّ وبادي
سأطوفُ هذا الكوْنَ والقرآنُ زادي
سأقومُ يا خيْرَ الأنامْ
لأعلّم النّاسَ السلامَ،
فأنت مصباح السلامِ،
وغايتي دارُ السلامْ
فلتشْهد الدُّنْيا وإن أبطأتُ عَنْ هَدَفي قليلا
أو زاغ زورقيَ المُبَاركُ عنْ موانئهِ قليلا
(*) رئيس تحرير مجلة المشكاة / المغرب.