(حراء أونلاين) شاركت مجلة حراء في مؤتمر الأمانة العامة للأمم المتحدة لعام 2018 المنظم من قبل اتحاد وقف الكتاب والصحفيين بالشراكة مع مؤسسة تحالف القيم المشتركة، والذي عقد في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء الموافق 25 من شهر سبتمبر الماضي، بالتزامن مع الدورة 73 للأمانة العامة للأمم المتحدة.
جاء هذا المؤتمر في إطار رؤية الأمم المتحدة لعام 2030 التي تركز على إيجاد وجهات نظر بديلة لتعزيز ثقافة السلام عالميًّا، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وقطاع الأعمال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة.
هذا وقد وضع المؤتمر مجموعة من الأهداف يمكن تلخيصها فيما يلي:
- رفع وعي المجتمع العالمي فيما يتعلق بالموضوعات الحالية والبنود ذات الأولوية في جدول أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
- تيسير التعاون من خلال إنشاء منصة لمناقشة الشراكات بين القطاعين الخاص والعام في تنفيذ رؤية الأمم المتحدة لعام 2030.
- تشجيع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، لبناء شبكات عمل محلية ودولية لإقامة رؤى متنوعة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
- تبادل الخبرات والعمل معًا من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
- ضمان مستوى أعلى من المساءلة عبر تشجيع مشاركة منظمات المجتمع المدني في جميع مراحل عمليات التنمية.
وقد بدأت جلسات المؤتمر بكلمة “مينا فريناند اسبينوزا” مديرة المؤتمر ووزيرة العلاقات الخارجية لجمهورية الإكوادور، أوضحت فيها “أن الرؤية الاستراتيجية للجلسة رقم 73 للأمانة العامة للأمم المتحدة، تتمثل في تعزيز ثقافة الحوار مع الآخر وترسيخ مبدأ التعددية، باعتبارهما عاملين مهمين ووسيلتين ناجعتين لتحقيق التنمية المستدامة التي ننشدها على كوكب الأرض”.
كما خلصت نقاشات الجلسة الأولى من المؤتمر المعنونة بـ”ثقافة السلام ومنع نشوب النزاعات” إلى “أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق دون السلام والأمن، فكلٌّ من السلام والأمن في خطر ما لم تتحقق التنمية المستدامة”.
وفي الجلسة الثانية ناقش المؤتمر عدة مشاكل منها: “مشكلة السكان المعرضين للخطر، وحقوق الإنسان، والهجرة واللاجئين”، وقد أفضت مباحثات هذه الجلسة إلى الاعتراف بإسهام المهاجرين واللاجئين الإيجابي ومشاركتهم الفعالة في النمو الشامل والتنمية المستدامة، ومن ثم شملت توصيات المؤتمر في جلسته الثانية العمل على إزالة المعوقات وحل المشاكل ومواجهة التحديات التي تقع في طريق عديد من المهاجرين واللاجئين، وتكثيف الجهود الدولية لزيادة التعاون فيما بينها من أجل تذليل كافة العقبات.
وفي ذات السياق أشار التقرير الدولي للهجرة لعام 2018 الصادر من المنظمة الدولية للهجرة إلى وجود 244 مليون مهاجر دولي في عالمنا اليوم وهو ما يساوي 3.3% من سكان العالم، ويعزو التقرير السبب الرئيسي على هذا لتزايد المضطرد لعمليات الهجرة إلى نشوب الصراعات الإقليمية، والتعرض للاضطهاد والانتهاكات الحقوقية والإنسانية، والحرمان من فرص العيش الكريمة.
ونبه تقرير سكرتارية الأمم المتحدة لعام 2016، وكذلك اجتماعات القمة للأمم المتحدة، على “ضرورة التأكيد على الالتزامات العالمية الجديدة لمعالجة التحركات الكبيرة للمهاجرين واللاجئين، وأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان وسلامة وكرامة المهاجرين واللاجئين، فتبني وزارات الهجرة لدى الحكومات المختلفة سياسة المحافظة على الحقوق الإنسانية للمهاجرين واللاجئين من شأنه أن يسهم بصورة فعالة في تحقيق السلام العالمي”.
هذا وقد أكد المؤتمر في جلسته الثالثة أن حرية الإعلام لازمة لتحقيق السلام المستدام، وتيسير الطرق لضمان وصول الجمهور للمعلومات، وحماية الحريات الأساسية للمواطنين، كما أنها تساعد على تحقيق وتعزيز المجتمعات السلمية المتماسكة، وأن حرية الصحافة والإعلام تعتبر مؤشرًا هامًا لقياس التنمية المستدامة ووجود حكم رشيد، ويبين مدى تماسك المجتمعات وتلاحمها.
وجدير بالذكر أن مشاركة “مجلة حراء” في هذا المؤتمر يعبر عن عميق إيمانها، بمبادئ السلام وتعزيز قيم التحاور والتعايش البيني ودعم مفاهيم التعددية الثقافية والدينية، من أجل خلق سلام مستدام والحد من الصراعات والنزاعات التي تتغذى على عداء الآخر واستهدافه في أغلب مناطق العالم.