(حراء أونلاين) في إطار الاحتفال بالكتاب الجديد “البيان الخالد لسان الغيب في عالم الشهادة” للمفكر التركي فتح الله كولن، عقدت مجلة نسمات أمس الخميس 18-1-2018 ندوة لمجموعة من العلماء المتخصصين، للحديث عن الكتاب ومساهمته في المكتبة العلمية بعنوان “قراءات في كتاب البيان الخالد” وبحضور مجموعة من طلاب الماجستير والدكتوراه.
بدأت الندوة بترحيب من الأستاذ سليمان أحمد -محرر كتاب البيان الخالد- بالسادة الضيوف؛ حيث أوضح أن كتاب البيان الخالد هو آخر الكتب التي صدرت للأستاذ كولن، وأن مثل هذه الندوات تفتح الآفق والعقل لفهم الكتاب.
افتتحت الجلسة ببعض آيات من الذكر الحكيم من الطالب الإندونيسي”محمد هندري” الطالب بمرحلة الماجستير بجامعة الأزهر الشريف.
أعقبه كلمة للدكتور أشرف سعد الأزهري أحد علماء الأزهر الشريف ورئيس دار الفلك لنشر العلم وتحقيق التراث والترجمة، أعرب فيها أن أكثر ما لفت نظره وشغل باله في هذا الكتاب هي عبارة صغيرة جدًا لكنها كبيرة المعنى “وهي أن هذا العصر هو عصر القرآن الكريم، وأن البشرية تحتاج إلى فهم القرآن، وتحتاج إلى المواءمة والمشاكلة بين كتاب الله المنظور والمسطور” وهذه العبارة تبين أن جميع العلوم لا بد أن تكون مرتبطة بالقرآن الكريم، وأننا كلما اقتربنا من فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما اقتربنا من المنهج الصحيح لفهم القرآن الكريم.
وأضاف الدكتور سعد أن هذا الكتاب ناقش قضايا كثيرة؛ مثل قضايا الإعجاز ومنهاج التفسير، فالأستاذ كولن يقول: “إن القرآن أعطى الكثير ومازال أمامنا كنوزًا في القرآن الكريم نحتاج أن نخرجها إلى الناس، من خلال قضية الإعجاز وعدم إيهام الناس أن هناك صدام بين العلم والقرآن، وأن القرآن الكريم يفهم في كل عصر وفي كل زمن في ضوء المعارف والفنون الموجودة في هذا الزمن، فالعلم التجريبي ينظر بنظرة عصره وزمنه”.
فهناك ثوابت لدى كل العلماء في كل وقت، ومع التقدم العلمي قد تهتز هذه الثوابت أو تتغير وهذا ما يقع فيه بعض علماء الإعجاز العلمي، من وضع نظريات يرونها ثوابت في عصرهم وربما مع التقدم العلمي يثبت عكسها.
والأستاذ فتح الله كولن سار على نهج أهل السنة والجماعة في هذا الكتاب في قضية الإعجاز النظمي للقرآن الكريم، ورد فيها ردًا علميًّا على المعتزلة الذين قالوا “بالصرفة في القرآن الكريم”، وقرر في هذا الأمر ما قرره أهل السنة والجماعة.
ووضح الدكتور سعد أنه يجب على المسلمين أن يبحثوا ويدققوا، وأن يكون منفتحين على هذا العصر إلى جانب المحافظة على العلوم الشرعية، فهذا الكتاب هو جوهرة من جواهر الأستاذ الذي انضم إلى إخوته من كتب الأستاذ، فالكتاب” البيان الخالد” هو شرح لقول الله تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)، فالأستاذ كولن يشير إلى أن هذا العصر هو عصر القرآن الكريم، فالبشرية تحتاج إلى إجابة على بعض الأسئلة مثل، أين الدراسات التي تحدثت عن جغرافيا القرآن الكريم؟، كذلك أين الدراسات التي تحدثت عن الحفريات في القرآن الكريم؟
وفي كلمته بيّن الأستاذ الدكتور ناصر أحمد محمد سنه–أستاذ الجراحة والتخدير بجامعة القاهرة والباحث في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم- أن القرآن الكريم كالمسك المختوم إذا أثرته فاح عطره وانتشر شذاه، وأنه ليس في يد البشر كتاب أصدق، وأقدس ولا أهدى ولا أكمل ولا أحكم ولا أفيد من القرآن الكريم.
فكتاب البيان الخالد علامة بارزة في المكتبة القرآنية التليدة ويستحضر إلى الأذهان سفر الأستاذ كولن “النور الخالد محمد صلى الله عليه وسلم مفخرة الإنسانية”، فلو عرفت البشرية النبي الخاتم حرق المعرفة، وفهمته حق الفهم لهامت به حبًا، وأنه على مدار التاريخ لم يسبق لكتاب من الكتب أن اعتنى به آلاف العلماء والباحثين كما اعتنوا بالقرآن الكريم.
وأفاد الدكتور سنه أن الرغبة العارمة للأستاذ كولن لخدمة القرآن الكريم هي ما دفعته إلى كتابة هذا الكتاب، فيقول الأستاذ كولن: “إن أسلوب القرآن نسيج وحده، فما إن سمع آياته بلغاء العرب والعجم حتى خروا له ساجدين، وعندما رأى أهل الأدب محاسنه ذلت أعناقهم خاضعين له، وهو ما اعترف به الشاعر جوته وبوشكين وبوتين”.
وقال الدكتور سنه إن القارئ الكريم سيلاحظ وهو يقرأ هذا الكتاب أن المؤلف يطوف في كتابه حول عظمة البيان في القرآن الكريم، ويرتحل لاستكشاف جزالة النظم وعمق الاختزان وخلود البرهان وما فيه من جلال وكمال، ويربط بين كتاب الله المنظور وكتاب الله المسطور أي الكون فالكتاب المنظور كتاب تأمل وعمل ومنجزات العلم اليقيني تأكيد لما في الكتاب المسطور.
وأن الأستاذ كولن له رؤية شخصية حيث قال: “وأنا شخصيا أنظر إلى القرآن الكريم وكأنه صورة بلورية راعت مستوى البشر، فالقرآن حجة لك أو عليك.
وأشار الأستاذ سنه أن الأستاذ كولن أشار إلى أن القرآن منبعا هداية فمن أردا الهداية في كل ميدان عليه بالقرآن، بالقراءة والتأمل فيه والعمل بما أتى به.