إذا سمع المؤمن الحقيقي أحدَهم يتطاول بالكلام على الذات العلية عز وجل أو الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يكاد قلبه يتوقف من شدة التأثر. مع ذلك يضبط عواطفه، وينتظر فرصته، ويحسن التعامل مع الموقف بأدب وحكمة ولطف إكراما للحقيقة التي ينبغي أن تصل إلى مكانها، يقول: “هذا هو الأدب الذي علَّمَنا إياه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، إنني أبتغي رضاه، ورضاه في إخلاصي لسنته في التعامل مع هذه الحالات”، وعندما تحين فرصته ينطلق في إقامة الحجة، ويبدع في بيان الحقيقة بأسلوبٍ هيّن ليّن حيكم ينبض محبة ورحمة تخترقان القلوب لا محالة.