(حراء أونلاين) عقدت مجلة حراء وبالتعاون مع مركز النيل لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أمس الثلاثاء في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً بقاعة الندوات بمقر مركز النيل بالقاهرة، ندوةً بعنوان “إعجاز المنهج القرآني في عمارة الأرض الجمع بين عمارة المكان والزمان، من خلال مقال المدن الساجدة”، للأستاذ الدكتور يحيى وزيري أستاذ العمارة بكلية الأثار جامعة القاهرة، وذلك بحضور مجموعة من الباحثين وبعض طلاب الماجستير والدكتوراه.
بدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيب ألقاها الأستاذ الدكتور صابر المشرفي المشرف العام على مجلة نسمات؛ حيث رحب فيها الأستاذ الفاضل بالباحثين والحضور.
وفي محاضرته أعرب د. وزيري أن عمارة الأرض في منظور القرآن الكريم، عبادة واجبة لله سبحانه وتعالى، انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾(هود:61).
وبيّن د. وزيري أن القرآن الكريم يحتوي على ما يقرب من ثمانين آية قرآنية، لها صلة مباشرة بالعمارة والعمران، وتضع المنهج القويم لعمارة الأرض. كما يحتوي القرآن الكريم على حوالي 137 مصطلحًا معماريًّا وعمرانيًّا، يحدد اللغة المعمارية الدقيقة لعلوم القرآن والبنيان.
وأضاف د. وزيري أن من أهم الضوابط الخاصة التي تميز العمارة والبناء الإسلامي، أن المنهج القرآني في عمارة الأرض منهجٌ شموليٌّ جمع بين الجوانب الأخلاقية، وكذلك المعايير المادية التطبيقية لعمارة الأرض، والتي تحقق الاحتياجات الوظيفية والبيئية والجمالية مع متانة المنشأ وخصوصيته.
وقال د. وزيري إن القرآن الكريم وضح أهمية ارتباط الممارسات الإعمارية بالعقيدة السليمة كشرط أساسي، إلى جانب التقوى والتواضع لله جل جلاله؛ حيث تعتبر التقوى أساس الممارسات الإعمارية الصالحة، وأن المقصود بإعجاز المنهج القرآني في عمارة الأرض، هو احتواء القرآن الكريم على قواعد وضوابط عامة وتفصيلية لعمارة الأرض.
وفي ختام الندوة قدم المشرف العام على مجلة حراء الأستاذ الدكتور نوزاد صواش هدية تذكارية للأستاذ الدكتور: يحيى وزيري تقديرًا لمجهوده العلمي الفائق في مجال الإعجاز القرآني.